تكريم الخالدين العظماء
|| مقالات || عبدالفتاح علي البنوس
الشهادة عطاء قابله الله بعطاء ، عطاء جاد به خلص المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وجادوا بأنفسهم الطاهرة في سبيل الله وسبيل الوطن ، بعد أن سطروا ملاحم بطولية تشرئب منها الأعناق ، وتسمو النفوس ، في الـ13من جمادي الأول من كل عام هجري يدشن اليمنيون احتفالاتهم بأسبوع الشهيد ، وهو تقليد سنوي يعد بمثابة التكريم الدنيوي لشريحة الخالدين العظماء الذين ارتقوا شهداء وهم يذودون عن دين الله ويدافعون عن حياض الوطن ويواجهون قوى الغزو والاحتلال والارتزاق وعبيد الطواغيت والفراعنة ، على مدى أسبوع كامل تقام معارض لصور الشهداء وتتزين وتزدان روضات الشهداء بالورود وتتقاطر عليها الوفود للزيارات وتتم زيارة أسر الشهداء وتقدم لهم الهدايا التذكارية بالمناسبة وتقام الندوات والمحاضرات المعبرة عن المناسبة المحتفى بها .
يالها من عظمة ويا لها من مكانة رفيعة ، ويا له من فضل كبير ناله الشهيد بعد أن جاد بنفسه راضيا مرضيا في سبيل الله ليعانق الشهادة ويظفر بوسامها الأغلى وهذا هو التكريم الرباني الذي خص به الشهيد مكانة يرافق فيها الأنبياء والأوصياء والصالحين في الفردوس الأعلى ، وهل بعد هذا التكريم تكريما ؟! خلود في الحياة يخلد ذكر الشهيد ومآثره البطولية التي سطرها في ميادين الشرف والعزة والكرامة التي تتجدد في كل عام ، وخلود في الممات بالانتقال إلى الحياة الأبدية والحصول على الجوائز الإلهية الكبرى التي لا تمنح لسواه ، وأي جائزة أغلى وأثمن من وسام الشهادة الرباني ؟!!!!
أسبوع الشهيد رسالة وفاء وعرفان للشهداء ، ورسالة لتجديد العهود بالسير على خطاهم واقتفاء أثرهم وسلك مسلكهم للظفر بإحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة ، ويكتسب الاحتفال بأسبوع الشهيد هذا العام نكهة ورمزية خاصة كونه يأتي وقد التحق بركب الشهداء الرئيس الشهيد صالح علي الصماد الذي عودنا طيلة السنوات الماضية على تدشينه لفعاليات اسبوع الشهيد وهذه هي المرة الأولى التي يغيب عنها مدشنا ولكنه سيكون حاضرا في كل المحافظات وصورته ستتصدر كل معارض الشهداء كيف لا وهو رئيس الشهداء وقدوتهم وقائدهم إلى الشهادة بعد أن قاد البلاد لمواجهة قوى العدوان فكان المسؤول المخلص الصادق الوفي المجاهد الصامد الصابر الذي لم يجبن ولم يتراجع عن مساره الجهادي الذي اختطه لنفسه برفقة الشهيد المؤسس السيد حسين بدر الدين الحوثي وظل متمسكا به تحت قيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أن حاز أبا الفضل رضوان الله عليه على الفضل والعطاء الإلهي الكبير وهي الشهادة التي نالها وهو يشحذ الهمم ويرفع من مستوى الإعداد والجهوزية لمواجهة تهديدات قوى العدوان ومرتزقتهم التي تستهدف الحديدة .
بالمختصر المفيد، أسبوع الشهيد تكريم للخالدين العظماء الذين نالوا الفضل الإلهي ، وحازوا على الوسام الرباني الأغلى ، وتبوأوا المكانة الرفيعة صحبة الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، الرحمة والخلود للشهداء ، الشفاء للجرحى ، الحرية والخلاص للأسرى والمعتقلين والمفقودين ، والنصر والثبات والتمكين لرجال الرجال المرابطين في جبهات البطولة والشرف والكرامة ، والخزي والذل والمهانة والهزيمة والعار والانكسار للغزاة المحتلين ، البغاة المعتدين ، ومرتزقتهم من الخونة والعملاء والمرتزقة أجمعين .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .