الشهيد رفيق الأنبياء في جنة الفردوس الأعلى
|| مقالات || حميد الطاهري
الشهيد رفيق الأنبياء في جنة الفرودس الأعلى وصاحب الروح الطاهرة التي ضمت من أجل الدفاع عن وطنه وشعبه ، الشهادة شرفٌ لا يناله إلا من تمكن الإيمان في قلبه، وجعل حب الله سبحانه وتعالى ورسوله الحبيب “ص” هو حبه الأول والأخير ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى للشهيد كرامات عدة، اولها أن الله يغفر ذنوبه جميعاً بأول دفقةٍ من دمه، كما يُرى منزلته العظيمة التي أعدها الله عز وجل له في الجنة، ويشفع لسبعين من أقاربه، فيا له من شرفٍ ليس بعده شرف، خص الله به الشهيد دون الجميع، لأن التجارة مع الله سبحانه وتعالى هي دائماً تجارة رابحة ولا تبور أبداً.
الشهيد لا يموت أبداً، بل هو حيٌ يُرزق عند ربه، يتنعم في نعيم الجنة المقيم، ويفرح بما أعد الله له، يقول الله عز وجل في كتابه العظيم ” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ” فمن يخرج مضحياً بنفسه وماله وحياته دفاعاً عن وطنه وشعبه يستحق هذه المكانة العظيمة ، فلولا تضحية الشهداء الأبطال عن الوطن لسُلبت الثروات، واستبيحت المحارم، وانتهكت الأعراض، فالشهداء هم الدرع الحصين الذين قدموا أرواحهم الطاهرة على مدار اربعه اعوام دفاعا عن الوطن جراء ما يتعرض له من عدوان سعودي اماراتي امريكي غاشم .
ها هم أبناء الشعب اليمني الصابرون والصامدون بوجه تحالف بني سعود وحلفاؤهم وعملاؤهم يحيون ذكرى أسبوع الشهيد البطل في فعاليات مختلفة في المحافظات ،تحية اجلال وفخر واعتزاز لكل شهيد ولكل ابطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات الشرف والدفاع،،
ومن حكمة الله سبحانه وتعالى أنه جعل في أمتنا أعداداً لا تُحصى من الشهداء، ومنهم الصحابة والتابعين عليهم السلام، وذلك ليكونوا قدوةً لمن بعدهم من الأحبال لتكون مثل الشهداء جيلاً بعد جيل، فإن الشهادة شرف في سبيل الدفاع عن العرض والأرض ولا يأتي الشهادة بسهولةٍ، وإنما يحتاج إلى نيةٍ صادقةٍ ونفسٍ مؤمنةٍ تعرف ما تريد، وتطلب الحياة ولا تخشى الموت، فالشهيد قبل أن يهمّ بالدفاع عن مبادئه السامية التي أمره الله تعالى بها، يجعل في نيته النصر أو الشهادة، وكلاهما خيرٌ وبركة.
فإن الشهيد يصنع مجد الأمم وكرامتها، ويُحلق بالأوطان إلى أعلى المراتب، فمن يُقدم دمه فداءً، يُخيف الأعداء حتى وإن رحلت روحه إلى الرفيق الأعلى، لأنه يؤدي لأعدائه رسالةً واضحةً بأن الشهيد سيتلوه شهيد، وأن الخير باقٍ ما دامت النفوس تأبى الذل والمهانة وتبحث عن عزتها وتضحي بدماء أبنائها الطيبين، فالتراب الذي لا يختلط بدم الشهيد لا يمكن أن يكون تراباً عطراً، والأرض التي لا يُدفن فيها شهيد لا يمكن أن تدوم، فالشهيد هو القنديل المضيء في ظلمة الحياة، وهو رجل المهمات الصعبة، وهو زوادة الوطن ومستقبله المشرق. ورحمة الله على الشهداء جميعا ..