الشهادة عربون الوفاء والصدق مع الله
|| مقالات || زيد البعوة
صراع دائم ومستمر بين الحق والباطل منذ ادم إلى قيام الساعة وكل طرف يقدم التضحيات إلا أن الأمر يختلف عندما يتعلق بالحق وبالجهاد في سبيل الله ولا مقارنة بين ضحايا الباطل وبين الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله وفي سبيل نصرة دين الله والمستضعفين لهذا كانت الشهادة عبارة عن اصطفاء واختيار الهي بمعايير إيمانية في مقدمتها الصدق والوفاء مع الله.
ولأن الشعب اليمني شعب عظيم بعظمة التضحيات التي يقدمها في سبيل الله وفي مقدمتها الشهداء العظماء شعب دشن مشروع الشهادة في مواجهة الطاغوت من أجل الحق وأهل الحق ضحى بالكثير من رجاله وقادته العظماء من العلماء والمثقفين والساسة والإعلاميين والأكاديميين وغيرهم من المعروفين في السماء المجهولين في الأرض هذا الشعب الذي يواصل مشوار البذل والعطاء مع الله في مواجهة الاستكبار الأمريكي والإجرام السعودي فهو يقدم أغلى ما يملك من الرجال شهداء في سبيل الله وفي سبيل العزة والكرامة.
عطاء الكرماء سخاء لا حدود له وبذل وصل إلى حد الروح والدم والنفس والمال هؤلاء هم الشهداء العظماء الذين قدموا كل ما يملكون بلا استثناء في سبيل الله ومن أجل الدفاع عن المستضعفين في مواجهة الطاغوت والاستكبار، الشهداء الذين جعلوا من أرواحهم همزة وصل بيننا وبين الله وجعلوا من دمائهم ثمناً للعزة والكرامة لهم وللأمة التي ينتمون اليها وجعلوا من أجسادهم الطاهرة سداً منيعاً حال بين الطواغيت وبين ما يطمحون إليه نصروا القضية التي تحركوا من أجلها على أكمل وجه بالحق في مواجهة الباطل وجسدوا إيمانهم بالله واقعاً عملياً عمدوه بدمائهم الزكية على سراط الله المستقيم وفي مسيرة الأنبياء والرسل ووفق ثقافة القرآن الكريم قاتلوا وقتلوا، الشهداء الأبرار الذين استمدوا قوتهم وشجاعتهم وصبرهم وعزتهم من الله وتاجروا معه فربحوا التجارة التي لا خسارة فيها بل كانت مكسباً لا يرقى اليه مكسب حين حصلوا على رضوان الله وجنته وفوق ذلك الحياة الأبدية.
كم هو الفرق شاسع بين من أرخصوا أنفسهم وارواحهم في سبيل أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعيال زايد وحلفائهم من المرتزقة العملاء وبين الشهداء الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم في سبيل الله والمستضعفين من عباده لا يمكن المقارنة ولكن فقط للتذكير هنا الربح والمكسب وهناك الخسارة والويل والعذاب وسخط الله.
الشعب اليمني اليوم يرفع رأسه عالياً شامخاً يعانق السحب والنجوم والكواكب لأنه يعلم أن التضحيات التي قدمها في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي هي عربون وفاء مع الله وأنه قدم فلذات أكباده الغالية علية رخيصة في سبيل الله فحصل مقابل ذلك على شرف السبق والفضيلة والصدق والوفاء بالعهد مع الله فهم يعلمون علم اليقين أن رجالهم العظماء الذين اتخذهم الله شهداء يمثلون صفقة تجارية إيمانية مع الله أولها في الجنة وأخرها في ميادين العزة والكرامة وثمرتها النصر المبين.
لهذا على العدوان ومرتزقته أن يدركوا جيداً أن هذا الشعب العظيم قد حسم أمره حين جعل من دماء الشهداء الأبرار ثمناً للدفاع عن دينه ووطنه وحريته واستقلاله وفي هذه الحالة لا يوجد لدى العدو ما يراهن عليه في هزيمة هذا الشعب الذي يعشق الشهادة.