من خطاب رئيس الشهداء في ذكرى الشهيد

|| مقالات || د. محمد مطهر الهادي

 

هؤلاءِ الشُّـهَدَاء العظماء الذين نحتفلُ بذكراهم يجبُ أن نحملَ هذه الروحية روحية الشهادة روحية الاستبسال روحية العطاء وإلا فما فائدة هذه المواقع وهذه الرتب إذَا لم تكن تدفع الإنْسَان إلى أن يكونَ إنْسَاناً مقداماً يتقدم الصفوف لمواجهة أعداء الله وأعداء الوطن.

 

وأقسم لكم إنه لم يحصل أشرفُ وأعظم وأرقى من هذه المعركة التي نواجهها، نحن نواجه أسوأ وأشر خلق الله علَى الأرض (آل سعود الذين فككوا الوطن العربي) وباعوا قضية فلسطين وهم أدوات للأمريكان والصهاينة، فنحن الآن نواجه مشروعا خطيراً تدميرياً للأُمَّــة العربية والإسْلَامية، وبإسقاطه سننتصر للأُمَّــة لا محالة.

 

نحن الآن نتصدر قضية الأُمَّــة العربية والإسْلَامية، نعم يا أبا الفضل وفي العدوان علَى بلادنا ونحن علَى أبواب العام الخامس من العدوان.. وَلمواجهة التحدي الهادف إلى احتلال بلادنا والأوضاع التي تعيشها امتنا الإسْلَامية وشعبنا اليمني العزيز بالذات، نجد أنفسنا في أمسّ الحاجة للتذكير والاهتمام بهذه الذكرى العظيمة والاستلهام منها كُلّ معاني العزة والصمود والثبات في مواجهة الأعداء والظالمين والطغاة والمستكبرين.. ولسمو مكانة الشُّـهَدَاء ولعظمة معنى الشهادة فإننا نجدُ الجميعَ يحاول أن يطلقَ علَى قتلاه اسم شهيد لكن الشهادة الحقة هي التي ارتبطت بالتوصيف القُــرْآني وفق التسمية الإلهية التي ارتبطت بالوعد الالهي فيما وعد به الشُّـهَدَاء في الانتقال من الحياة الدنيا إلى حياة حقيقية مؤكدة بنص القُــرْآن الكريم في قول الباري عز وجل (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ)، وكذلك في قوله (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) صدق الله العظيم، حيث ينتقل الشهيد إلى حياة يسودُها الاستقرارُ النفسي والاطمئنان التام والاستبشار بجنة الخلد، فهم مصابيح الأرض الأَحْيَاء مَن أعطوا الدين والوطن أنفسهم وأرواحهم ليقابل الله ذلك العطاءَ بعطاء عظيم هو أن جعلهم أَحْيَاءً عند ربهم يرزقون وهم رجال تصدر بهم صفحات التأريخ بل أعدوا التأريخ من بدايته ليخطوه بدمائم من جديد، وما كُلّ هذه الدماء الزكية إلّا عطاء قدمه الصادقون في سبيل الله من أجل عزة وكرامة الدين والوطن فقد تعلمنا منهم أنه من عظم الله في نفسه صغر في عينه كُلّ ما يمتلكه العدوّ من إمْكَانياته هائلة من المدرعات والدبابات والطائرات المقاتلة والجيوش المجيشة فهم حقاً فهموا قولَه تعالى: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)، وهذا ما يجب أن يفهمه عامة الناس بأن الذكرى السنوية للشهيد رسالة وفاء وعرفان للشهداء ورسالة لتجديد العهود بالسير علَى خطاهم وسلك مسلكهم للظفر بإحدى الحسنيين إما النصر وما الشهادة، ويكتسب الاحتفال هذا العام نكهةً ورمزية خَاصَّـة كونه يأتي وقد التحق بركب الشُّـهَدَاء رئيس الشُّـهَدَاء رئيس المجاهد صالح علي الصمّاد الذي عوّدنا طيلة السنوات الماضية علَى تدشين لفعاليات الذكرَى السنوية فكان المجاهدَ المخلص الصادق الوفي المجاهد الصامد الصابر الذي لم يجبُن ولم يتراجع عن مسارها الجهادي الذي اختطه لنفسه برفقة الشهيد المؤسّس السيد المجاهد حسين بدرالدين الحوثي.. وظل متمسكاً به تحت قيادة السيد المجاهد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي إلى أن حاز أبو الفضل رضوانُ الله عليه علَى الفضل والعطاء الإلهي الكبير وهي الشهادة التي نالها وهو يشحذ الهمم ويرفع من مستوى الإعداد والجهوزية لمواجهة تهديدات قوَى العدوان ومرتزِقتهم بمحافظة الحديدة.

قد يعجبك ايضا