وارسو.. هل اتضحت حقيقةُ المطبّعين؟!

|| مقالات || محمد أمين الحميري

أربع نقاط يمكنُ الحديثُ فيها حول الموقف المخزي لوزير خارجية هادي وجلوسه جنباً إلى جنب مع رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو في مؤتمر وارسو الذي يأتي في إطَار الاصطفاف الأمريكي الإسرائيلي وأدواتهم في المنطقة لمواجهة الجمهورية الإسْـلَامية الإيرانية وتنفيذ مخطّطاتهم التآمرية على الأُمّة عموماً:

 

أولا: لقد أرادوا من هذا اللقاء الذي جمع العدوَّ الصهيوني المحتلّ للأراضي الفلسطينية المقدَّسة بالعديد من المسؤولين العرب وغيرهم وما يسمى بالشرعية حتى يوجدوا اصطفافاً من أتباع هذه الشرعية مع إسرائيل تعصباً ونكايةً بخصومهم من إخوانهم اليمنيين وليس قناعةً، وخَاصَّــةً في واقع الكثير فيهم من المغرّر بهم والعديد من الاتباع؛ ولهذا وحتى لا يجُرَّنا العدوُّ الصهيوني إلى مربَّعه وخدمته دون أن نشعُرَ، ففي صف المرتزِقة أنفسهم من لا يقبَلُ بالتطبيع مع إسرائيل، وهم مدعوون اليوم للخروج عن صمتهم، وعدم ركوب هذ الموجة المخزية في الدنيا، وما يترتبُ عليها من آثارٍ وخيمة هنا، وفي الآخرة.

 

ثانياً: بالنسبة للمطأطئين رؤوسهم -ممن يعيشون أوساطَنا- خلال أربعة أعوام، وعلى الدوام يتفلسَفون أنه “صراعٌ يمني يمني ومسلمٌ يقتل مسلماً”، ومواقفُهم بين صامت ومثبّط ومتربّص، نقول لهم: هل اتضحت الحقيقةُ بعد هرولة حكومة هادي للتطبيع مع إسرائيل وتباهي وزير خارجيته بالجلوس إلى جانب رئيس وزرائها؟!، هل اتضح لكم أن الجيشَ اليمني واللجان الشعبيّة حقاً يواجهون أمريكا وإسرائيل مَن يقفون فعلياً وراء العدوان الوحشي على بلادنا، وأن الجهادَ الذي يخوضونه معهم ومع مرتزِقتهم هو جهادُ حَـقٍّ، ويُعتبَرُ فريضةً شرعيةً وضرورةً واقعيةً، والمطلوبُ هو الخروجُ من حالة الصمت إلى حالة البيان والتوضيح، والتحَـرّك في ذات السبيل، فالمسألةُ مسألةٌ عقدية وقضيةُ ولاء وبراء.

 

ثالثاً: شُقاة الفزعة مع أمريكا في الحرب على الاتّحاد السوفياتي بأفغانستان، إنْ كانوا قد قرّروا لعبَ الدور ذاتِه، وهذه المرة ضد إيران تحت شعاراتٍ طائفية، فهذا شيءٌ راجعٌ لهم، لكن عليهم أن يتأكّــدوا أن الأَحْــرَارَ مِن أتباعهم لن يقفوا إلا في صف المتصدّي للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، وإيران دولةٌ إسْـلَامية لا تردُّدَ أبداً في الوقوف إلى جانبها، وعلى فكرة إيران ليست لقمةً سائغةً حتى يظنوا ابتلاعَها، هم فقط مَن سيخسَرُ، هم فقط أضحوكة وسيعودُ مَن يقفون في صفهم اليوم للتفرّغ لهم والتنكيل بهم كما فعلوا بهم من قبلُ وتحديداً بعد الانتصار على الاتّحاد السوفياتي.

 

لكن الفارقَ هذه المرة، ومِن الآن هو أن إيرانَ ستكونُ هي المنتصرةَ دخلوا معها في مواجهة أوْ لم يدخلوا وسلكوا طرقاً أخرى.!

 

ونصيحةٌ لهم نقول: راهنوا على أنفسكم فقط في خوض معركةٍ ضدها، أما الشعوبُ فلا تراهنوا عليها، وهي كُـلَّ يوم إلى إيران أقربُ منها إليكم أيها المفضوحون.

 

صدّقوني: إيران تنتصرُ أَخْلَاقياً وسياسيًّا يوماً بعد يوم، إيران تقفُ موقفَ الكبار في التعامُل معكم وتنتقمُ منكم على نار هادئة، هذا حديثُ الشارع العربي اليوم، وما علينا من الحاقدين والمعتوهين الذين ينظرون للواقع بعينِ الحقد والكراهية والفُجُور في الخصومة، فضاعوا وأضاعوا معهم جماعاتٍ وأحزاباً.

 

رابعاً: موقفُ اليماني المخزي وإساءتُه لليمن سبقته تهيئةٌ مِن يدومي الإصْــلَاح وكثيرٍ من قيادات حزبه، فقد دعا جميعَ اليمنيين إلى الاصطفاف إلى جانبهم لمواجهة خصومهم الذين هم في حقيقة الأمر مقاومون للصلف الأمريكي الإسرائيلي قولاً وفعلاً..

 

وهنا أقولُ لمحمد اليدومي ومَن معه: الشعبُ الذي تخاطبونه قد شَبَّ عن الطوق، وهو اليومَ يدركُ ما يحدث على حقيقته، وبالتالي ليس أمامَه سوى خيار التصدّي لكل المؤامرات، والتعبير عن مواقفه في رفض كُـلِّ وسائل وأشكال التطبيع بمختلف الطرُق، بما فيها العملُ الجهادي العظيم في مزيدٍ من رفد الجبهات بالرجال ودعمها بالمال، حتى تحقيقِ النصر المؤزَّر بإذن الله.

قد يعجبك ايضا