حجور وانقلابُ الصورة
|| مقالات ||جبران سهيل
وبعد مصرع زعيم الخيانة في منطقة العبَّيسة مديرية كُـشَـر الذي نزل من صنعاء معزّزاً مكرماً ليقودَ لجنةَ وساطة بين القبائل المتصارعة؛ بسببِ مجموعة من اللصوص وقُـطَّـاع الطرق وبين الدولة التي كانت حريصةً على عدم اتّخاذ الخيار العسكريّ؛ حقناً لدماء أبناء المنطقة من جهة، ومن جهة أُخْــرَى تفويت الفرصة على العدوان ومرتزِقته لتبني هذه العصابات.
ومع تنصُّلِ زعيمِ الفتنة عن مهمته وتكليف شخصٍ آخر، وانضمام الصريع أبو مسلم إلى صَـفّ قُـطَّـاع الطرق والمخرّبين، تحت إغراءات المال السعوديّ وبوساطة وتنسيق مشايخ وأقزام فنادق الرياض ومنشوراتهم التخريبية المخادعة، تبنَّى تحالُفُ العدوان دعمَ هذه العصابات الخارجة عن القانون وثوابت القبيلة، فأسمى هذه العناصر {بمقاومة حجور}، وحجور هي أَكْثَــرُ من أربع مديريات شكّلت طوقَ هلاك لا نجاة على تلك العناصر، وسُمِّيَ الزعكري بقائد جبهة حجور! وبدأ في تنفيذ غاراته وعمليات إنزاله وإسناده، فسال لُعابُ بعضٍ من أبناء كُـشَـر وشخصياتها التي كانت على تواصل بشيخ المرتزِقة فهد دهشوش لتقاسم مكرُمة عمالته، والذي وبعد انفجار الوضع هناك كُــلُّ ما استطاع فعلَه هو منشوراتُه الهزيلة على صفحته بالفيس بوك، وكان آخرُ ما استطاع فعلَه ضبط صورة زعيم مرتزِقته الصريع أبو مسلم الزعكري كصورة شخصية على حسابه، ويرد الجميل للصريع الذي وبفعلته الصبيانية غير الموفقة جنَى فهد ومجموعةُ المرتزِقة حوله الأموالَ الكثيرة!
نعم فشلت ورقة الغزاة وأدواتهم الرخيصة من أجل تفجير الوضع بمنطقة حجور بعد محاولاتهم مغالطةَ الناس بأن {حجور} تواجهُ الحوثيين، وأثبتت حجور أصالتَها وعنفوانها ووقفت ضد العصابات الإجرامية ومع دينها ووطنها وضد العدوان ومرتزِقته. وانحصرت المشكلةُ في عددٍ من عُزَل مديرية كُـشَـر فضاقت الأرض بما رَحُبَت على دعاة الفتنة في الرياض والقاهرة ورغم محاولاتهم الفسبوكية الهستيرية من أجل جَــرِّ القبائل إلى نيران الفتنة، ومحاولة إشعال الحرب في أماكن أُخْــرَى إلا أن ذلك لم يحدُثْ بفضل الله ثم بفضل ووعي ووفاء أبناء المديريات المحيطة بكُـشَـر وما جاورها ويقظة وحزم وتضحيات الجيش واللجان الشعبية، فأضحى العدوان وأدواتُه في مأزق مع كُــلّ تقدُّمٍ يُحرِزُه الأبطالُ صوبَ مركَز مديرية كُـشَـر بمحافظة حجة، واشتد الخناقُ على عناصر العدوان وتلاشت وتبخرت أهدافُ مَن دفعهم في مواجهة دولتهم وأبناء قبيلتهم.
ومع السيطرةِ التامةِ على منطقة الصراع “العبَّيسة” وسوقها ووصولاً إلى وَكْرِ زعيم الخيانة أبو مسلم، كانت تتضحُ ملامحُ المشهد الأخير من فيلم دهشوش وحرم السفير! ومع محاولات رجال الأمن ودعوتهم لما تبقى من تلك العناصر وقائدها المغامر، إلى تسليم أنفسهم، وفي ذروة التفاوُض، جاءت طائراتُ مَن غرّر بهم ودفعهم للمواجهة؛ لتصُبَّ جنونَها وغضبَها على تلك البُقعة الجُغرافية الصغيرة التي التجأت إليها العناصرُ التخريبيةُ وزعيمُها، وتبيدَ الجميعَ، بصورة توضح جليًّا نهايةَ كُــلّ خائن وعميل ومرتزِق؛ حتى لا يكشفَ تفاصيل مغامرته الفاشلة وخيوط وشخصيات اللعبة ومصمميها، وتواصل قصفها وغاراتها التي وصلت لأَكْثَــرَ من ثلاثين غارةً مستهدِفةً بيوتَ المواطنين وسيارات الإسعاف وكلَّ شيء هناك سواءٌ أكان في صفهم أَو ضدهم، دون رحمة أَو إنْسَــانية أَو ذرة ضمير أَو رادع ديني أَو أخلاقي، مخلفةً أَكْثَــرَ من 20 شهيداً، معظمهم نساء وأطفال وتدمير خمسة منازل بمن فيها. ليأتي بعد هذا موقفُ أرخص المرتزِقة وأَكْثَــرهم انحطاطاً في تأريخ الارتزاق، ليبرّر للمجرمين إجرامهم في حق أبناء قبيلته وأبناء شعبه ومحاولتهم تحريف الحقيقة وقلب الصورة الجلية للجميع، كذباً ونفاقاً وحقداً أن الجيش واللجان أعدموا زعيمَ استرزاقهم الذي أدر عليهم بملايين الريالات السعوديّة ومثّلوا بجثته وقصص من نسج الخيال، والكل يعرفُ أخلاقَ رجال الرجال من أبطال اليمن الذين يعرف جيداً أخلاقهم حتى ذاك العدوّ الذي يستأجرهم وهو ليس بأمين عليهم، وها هو مع فشل كُــلّ ورقة له، وفي لحظة انقطاع الأمل يحيلُ أدواته وبيوتهم وبيوت البسطاء والآمنين إلى رُكام.