قائد مهذب .. رجل حرب كلماته من لهب
في كلمة الشاب الثلاثيني حضرت القضايا الوطنية و غابت الصفقات السياسية . في كلمة المواطن اليمني برزت نبرة التحدي كعنوان للحرية و الكرامة انسجاما مع نوعية المناسبة الثورية ١٤ اكتوبر بإعتبارها محطة لإبراق رسالة طارئة للغزاة المحتلين ؛ و اختفت لغة التهديد و الوعيد المفترضة احتراما لعظمة الذكرى الدينية : الهجرة النبوية . في كلمة قائد المسيرة القرآنية طغت الجوانب الروحانية كدروس توعوية مؤدبة : تذكيرا و عظة للأعداء ؛ و تأكيدا و تنبيها للرفاق و الاصدقاء . في كلمة زعيم انصار الله تجلت ملامح القادم كخطوط عريضة لبرواز صورة المستقبل على قاعدة الإمتداد التاريخي منذ قريش و الأوس و الخزرج و صراع الأديان عبر آلاف السنيين حول كعبة مكة و القدس .. العبودية و المساواة .. اسرائيل و السعودية .. اليهود و أبا لهب و آل سعود و العرب .. الجاهلية و الاسلام .. الانبياء و أمريكا .. الرسول الأعظم و اليمنيين .. الإحتلال و التضحيات .. المجتمعات الأصيلة و الدويلات الوضعية الهجينة .. تحالف العدوان على اليمن و فاعلية قبائل الأنصار في صناعة الانتصار . في كلمة السيد عبدالملك الحوثي كان المستضعفين هم الصوت الأقوى و الكلمة الأولى و الهدف الأسمى و الشرف الأعلى بين سطورها و مضامين عباراتها .. تلاشت الطبقية و السلالية و العنصرية في مدلولات الحديث المتوافي بالرؤى الشاملة : ثقافة قرآنية .. نظرة سياسية .. قراءة عسكرية .. معرفة نفسية .. أدوات و قواعد عمل و اداء مترابطة العناصر – جغرافيا و تاريخيا – لبلورة تفكير قائد و حلم أمة تجسيدا لغايات أخلاقية نبيلة : الإنسانية . ساعة و قليل من التدفق في حضرة رجل لا تهزه عواصف المؤامرة و لا يتزعز يقينه الواثق بالله و عدالة القضية بأن النصر للحق على الباطل .. للخير على الشر .. للشعث الغبر على فيالق المارينز و ارتال الإبرامز و البرادلي و أسراب الإف ستعش و الأباتشي .
ساعة و قليل من الإمتلاء الذهني .. من ملامسة الواقع .. الوجع و القهر .. نبض الناس و لهفة الجماهير .. غليان الدم اليمني في أوردة المعركة : تضحية و صمود لا يقبل الهزيمة و استبسال في الميدان لا يعترف بالإستسلام و لا يفرط بشبر من تراب الوطن كمؤشر لعودة قوية تحت شعار تحرير بلاد الحكمة و الايمان من دنس البريطان و السعاودة و الاماراتيين و الامريكان . ابتعد كثيرا عن سرد التفاصيل بجزئياتها و حيثياتها و تعمد التعمق جدا في صلب اللحظة الفاصلة .. الحج و الحجاج .. الجنوب و الحدود .. الحصار و التجار .. الجيش و الشهداء .. الأنذال و الأبطال .. الآيات و الآفات .. الخيارات الإستراتيجية و خطوات مرحلتها التمهيدية دون ان يتحدث عنها مباشرة إلا من توجيه الدعوة للفرسان الشجعان بالتوجه للمعسكر و الجبهة .. تاركا لنا استشعار المسؤلية و انتظار ساعة الصفر المرتقبة و بقاء أصابع التوقع على زناد المفاجأة مع أول طلقة حسم أقرب ما تكون من الآن بحسابات الزمن الذي يفهمه جيدا “أبوجبريل” وحده .