شهيد القلم الخيواني تجليات عديدة.. ومسيرته مديدة
موقع أنصار الله || مقالات || إبراهيم الحمادي
من الواضح أن ذكرى شهداء القيم والفضيلة شهداء القلم الناطق بالحقيقة تأخذ فاعليتها المجتمعية الحرة والوطنية، وتفتح حركة التغيير والروحية لإبراز من يكمل النهضة ويواصل المسيرة ويحقق الهدف، وحفظ مبادئ الشهيد من الضياع والشتات والاستمرار في قيمه المعنوية وإعطاء رسالته أدوراها وتجلياتها الدينية والوطنية في الواقع، خاصةً ونحن نمر بأعتى مؤامرة كبرى تستهدف الأمة بداية من العدوان الأمريكي السعودي، وهو ما يتطلب العمل على الصمود والإيمان والشموخ، والتحفيز على مواصلة الجهاد في الكلمة وفضح أكاذيب وزيف ادعاءات القوى العدوانية التي تسعى لسلخ الأمة عن ثقافتها القرآنية.
في ذكراه الرابعة شهيد الكلمة من خلد معنى كلمة الحق في زمن الصمت، صاحب الكلمة الذي لا يمكن أن تمحى أو تتحرف، من جعل حبر حروفه تتسطر بدمه في إبراز كلمة الحق والدفاع عن القضية المحقة، إنه شهيد العزة والكرامة أستاذ الإعلام اليمني والأديب الأستاذ عبدالكريم الخيواني، مرجعية كل الإعلاميين الذي لابد بأن يكون القدوة الأولى التي يعود اليه الإعلاميين اليمنيين الأحرار، لأنه في حياته لخص معركة الوعي والحرية حين تكون قائداً، ولخص في رحيله الفوز بالشهادة والخلود الأبدي حين تكون مجاهداً صادقاً، إنه من قاد معركة إشهار الأقلام لخوض معركة الوعي في مواجهة قوى الظلام والإجرام، لقد كان صوت الحقيقة في زمن السكوت لما كان يمثل أمة وجبهة متكاملة، ما جعل قوى الطغيان حاملة الفكر الداعشي أن تسعى لاغتياله في محاولة لاغتيال وطن، ولكنها فشلت في إيقاف مشروعه النضالي، فدمه الطاهر حين سقط على التراب أنبت آلاف الرجال من أمثاله.
لا يمكن لذاكرة الأحرار والإعلاميين أن تنسى دماء الشهيد الخيواني التي خطت على تراب الوطن راسمةً طريق الحرية المعبد بالجمر والبارود، ولا بصوته الذي زين كلمة الحق ونار الوطن ليصدح في ارجاء الزقاق مزلزلا قلوب جنود العدو باسرها. اليوم، ونحن نستذكره، نجد أننا كنا وسنظل دائماً فخورين بالقدوة وأستاذ الإعلام الكبير الذي سطر لنا بدمه مشروع القلم الحر والكلمة الصادقة، وبصرخاته الاستمرار في صرخات الحرية والكرامة التي تهز عروش المستكبرين بعد أن طغى مسك دمه على رائحة عطر كلماته، فنقف بروح فخورة بحجم هذا الكوكب، ورأس عالٍ يناطح السحاب والنجوم لنلقي له تحية لا تليق إلا بشهيد مثله، رفض الذل والظلم وقاوم حتى آخر نفس ونقطة دم، وسيبقى ونسعى بأن نكون أقلامه المواجهة للقوى العدوانية، وكاميراته لتغطي الحقيقة، وصوته لفضح قطيع التبعية، فسلام الله على روحه وكل الشهداء الطاهرة الزكية، ومن الله النصر والسداد لأمة المسيرة القرآنية المحمدية.