بعد أربعة أعوام: مرتزقةُ الإمارات يشكون من السعوديّة ومرتزقة الأخيرة يصرخون من بطش الإماراتيين.
موقع أنصار الله || صحافة محلية || المسيرة | ضرار الطيب
بعدَ أربعة أعوام رفعوا خلالها شعاراتِ “الشرعية الدستورية” وَ”السلطة المعترَف بها دولياً” وغيرها من الدعايات التي ساقوها لتبرير العدوان والاحتلال، أصبح ممثلو حكومة المرتزِقة وأتباعها اليوم يعترفون بكل وضوح أن تحالفَ العدوان لم يأتِ إلا لأجل مصالحه الخَاصَّـة، بل أصبحت مصالحُه تستهدفُ حكومة المرتزِقة نفسها، وَأن “الوصاية” كانت هي المعنى الواقعي لمصطلح “الشرعية” الدعائي. اعترافات يوضحها أَيْـضاً لسان حالُ فصائل وتنظيمات المرتزِقة من خلال الصراعات المتواصلة فيما بينهم والتي يلعبون فيها دور دُمَىً يحركُها تحالفُ العدوان لمصالحه، في الوقت الذي أصبحت فيه حكومة الفارّ هادي تكافحُ للحفاظ على شكلية “الاعتراف الدولي” بها بعد أن أصبح العالَمُ يتجاوزها في تحَـرّكاته وقراراته بكل وضوح.
أهدافُ الإمارات والسعوديّة وصراعُ الأدوات
“علاقتنا بأبوظبي ملتبسةٌ وآن للشرعية أن تتخذَ موقفاً بتصحيح علاقتها بأبوظبي أو فض التحالف معها” هكذا صرح وزير النقل في حكومة المرتزِقة، صالح الجبواني، قبل أيّام، شاكياً من الزيارات الخارجية التي يقوم بها مرتزِقة ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع لأبوظبي والذي لا يعترف بـ “شرعية” الفارّ هادي، ويتبنى مشروع الانفصال الذي يناقِضُ جميعَ دعايات ومبررات العدوان.
تصريحُ المرتزِق الجبواني اعترافٌ واضح بأن تحالف العدوان يعمل في مسار بعيدٍ تَمَاماً عن أية “شرعية”، وأن أهدافه ليست فقط المصالح الخَاصَّـة وحسب، بل المصالح التي تضرب وجود حكومة المرتزِقة نفسها، والتي جاء العدوان تحت شعار “إعادة شرعيتها”.
وقبل الجبواني، كان المرتزِقُ صالح سُميع، محافظ محافظة المحويت المعيّن من قبل العدوان، صرح في مقابلة متلفزة مع قناة “سهيل” أن الإمارات تمنعُ الفارّ هادي وحكومته من العودة إلى عدن، ملمّحاً بأن الفارّ هادي قد يتخلى عن مشاركة أبو ظبي في تحالف العدوان.
اعترافٌ رسمي آخر بأن تحالف العدوان لا يأبه لشرعية الفارّ هادي وحكومته، بل يعمل على ألا يمنحهم حتى مظهر “الشرعية” من خلال إجبارهم على البقاء خارج اليمن، بينما أدواته تنفذ مشاريع أُخْرَى خَاصَّـة على الأرض.
كُــلٌّ من الجبواني وسميع تجاهلا عن عمد أنه لا فرق داخل تحالف العدوان بين الإمارات والسعوديّة، وأن كُــلّ ما تقوم به الإمارات ضد حكومة المرتزِقة ليست تصرفات سرية أو فردية، وإنما باسم “التحالف” وبتوافق كامل مع شريكتها السعوديّة، بدليل أن الرياض لم تعترض يوماً، ولن تفعل، ثم كيف سيستطيعُ الفارّ هادي أن يطرد الإمارات من “التحالف” وهي أصلاً التي تمنعُه من مجرد السفر إلى عدن؟!
محاولةٌ مضحكةٌ من قبل حكومة المرتزِقة لإسقاط التناقض الواضح بين “شعارات” العدوان وتصرفاته، على اختلاف وهمي بين الرياض وأبو ظبي، وهي محاولة لا تخدم حكومة المرتزِقة بأي شيء أَيْـضاً، فهي تظهر تضاربا في المصالح والمشاريع الخَاصَّـة بين دول تحالف العدوان الذي يفترض أن هدفه الوحيد هو “إعادة الشرعية” بناء على دعاياته، وليس البحث عن المصالح الخَاصَّـة.
مرتزِقة الطرف الآخر الذي اشتكى منه الجبواني وسميع، يخوضون الصراع من جهتهم لكن في حدود مغلقة لا يحاولون الخروج منها إلى اتهام السعوديّة بشكل مباشر، لكنهم أَيْـضاً لا يستطيعون ألا يرتبكوا نفسَ المحاولات المضحكة.
وفي هذا السياق، يشُنُّ مرتزِقة ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للإمارات هذه الأيام هجوماً إعلامياً ضد قناتي “العربية والحدث” السعوديّتان، واللتين بدأتا بتسليط الضوء على موضوع “الوحدة” التي يرفضها ويعاديها مرتزِقة “المجلس”.
وقال القيادي المرتزِق “هاني بن بريك” نائب رئيس “الانتقالي” إن القناتين ليستا سعوديّتين؛ لأَنَّهما تخدمان فصيل “الإخوان” وليس الرياض، ولا أحد يعرف كيف خلص “بن بريك” إلى أن العربية والحدث ليستا سعوديّتين، مع أن بن سلمان نفسه عندما أقال المدير العام السابق للعربية “تركي الدخيل” فرض لنفسه نسبةً منها.
لم يتجرأ “بن بريك” على انتقاد السعوديّة التي تدعم “الإخوان” في العلن وباسم “التحالف” أَيْـضاً وبالاتّفاق مع شريكتها الإمارات، وفي ذلك اعتراف واضح بأن مختلف فصائل المرتزِقة تخوض الصراعات فيما بينهم كأدوات للعبة تلعبها السعوديّة والإمارات بالاتّفاق، من أجل تقاسم النفوذ الخاص، ومن الواضح جدا أنه لا يمكنُ بأي حال أن تكونَ هذه التصرفاتُ في سياق دعاية “استعادة الشرعية”.
“الشرعيةُ” كمرادفٍ للوصاية والعبث
من تلك المهزلة، خَلُصَ الناشط المرتزِق “محمد المسوري” إلى اعتراف أكثر صراحة بأن تحالُفَ العدوان والأطراف الدولية الراعية له لم يتدخلوا في اليمن لأجل أي “شرعية” أو “أمن قومي” وإنما لأجل الهيمنة على اليمن والتحكم بها.
وقال المرتزِقُ المسوري على حسابه في تويتر: “علينا أن نعترف بأننا قبلنا أن نكونَ تحت الوصاية، فرطنا في كرامتنا وحريتنا وسيادتنا واستقلالنا. فرطنا في الوطن وتجاهلنا معاناة الشعب” وأضاف: “سلمنا رقابنا لمجلس الأمن وقَبِلنا أن نكون لعبة بيدهم يحركونها كيفما أرادوا”.. اعتراف لا يحتاج إلى المزيد من التوضيح.
من جانبه، يوضح الناشط المرتزِق “كامل الخوداني” المشهد أكثر عن واقع “الشرعية” بعد أربعة أعوام من تدمير وقتل اليمنيين باسمها، إذ يقول في مقال كتبه قبل أيّام أن دبلوماسيا أجنبيا أخبره أن 99% من قيادات حكومة المرتزِقة المدنية والعسكرية وصحفييها وناشطيها، عندما يحصلون على تأشيرات للسفر إلى الخارج يقدمون طلبات “لجوء” ويرفُضون العودة، وهو ما أدى إلى التوقف عن منحهم التأشيرات، وهكذا بوضوح نرى أن جميعَ تطبيقات تحالف العدوان ومرتزِقته لشعار “الشرعية” على الواقع، وطوال أربعة أعوام، لم تكن سوى فضائحَ وجرائمَ لا يمكن تبريرها أو صرفها إلى الهوامش.
سقوطُ شكلية “الاعتراف الدولي”
أمّا حكومةُ المرتزِقة، الممثل البائس لدعاية “الشرعية”، فلم تستطعْ حتى المحافظةَ على تلك الدعاية، وبعد أربعة أعوام، تحولت إلى متسولة اعترافات، تراقِبُ العالم وهو يتجاوزها في القرارات الدولية والتحَـرّكات الأممية، وليس لديها ما تفعله سوى التذكير المتكرّر بأنها “سلطة معترف بها دوليا”؛ لأَنَّ العالم قد طوى تلك الصفحة.
وقبل أيّام أرسلت خارجية المرتزِقة، رسالة إلى الأمم المتحدة، احتجت فيها على اجتماع موظفين من فرق التفتيش الأممية بشخصيات من سلطة “صنعاء”، واعتبرت خارجية المرتزِقة أن ذلك “تجاوز من قبل المبعوث الأممي” مذكرة بأنها هي السلطة المعترف بها دولياً. اعترافٌ بائسٌ بأن الفارَّ هادي وأتباعه قد فقدوا كُــلّ الصفات الدعائية التي اختبئوا خلفها على مدى أربعة أعوام؛ لأَنَّ تلك الدعايات انصرفت في الواقع إلى مصالحَ خَاصَّـةٍ وصراعات وانقسامات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يطلق عليها “شرعية”.