فعالية مليونية بالعاصمة صنعاء في اليوم الوطني للصمود
موقع أنصار الله – صنعاء – 20 رجب 1440هـ
من بين الركام والدمار توافد أبناء الشعب اليمني بكل فئاته ومكوناته السياسية للاحتشاد إلى ميدان السعبين لإحياء فعالية الذكرى الرابعة من الصمود بوجه العدوان الأمريكي السعودي ولتجديد العهد بالمضي قدما في مواجهة العدوان انطلاقا من المبادئ والقيم والأهداف التي ضحى من أجلها الشعب اليمني طوال أربعة أعوام.
المشاركون حملوا أعلام الجمهورية اليمنية وصور الشهداء والشعارات المعبرة عن المناسبة، كذلك اللافتات الرافضة للعدوان الأمريكي السعودي المؤكدة على العزم في الاستمرار في الصمود في وجه العدوان ورفد الجبهات ومواجهة الهيمنة الأمريكية.
واستقبلت ساحة السبعين الوفود من مختلف المحافظات منذ الأمس فيما شهدت مداخل العاصمة صنعاء صباحا تزاحم الوافدين من مختلف المديريات والقرى الذين أبوا إلا المشاركة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة ورغم العوائق الكبيرة.
المشاركون أكدوا أن العام الخامس من العدوان سيشهد تغيرات كبيرة ونقلات نوعية في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية، فلا مجال أمام الشعب اليمني سوى شحذ الهمم وحشد الطاقات لرفد الجبهات فلا رهان على الحلول السياسية ولا خيار أنجح من الحل العسكري فمن أراد السلام فعليه حمل السلاح.
وحيا المشاركون أبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في جبهات القتال للدفاع عن الأرض والعرض، كما حيوا القوة الصاروخية والمجاهدين في مراكز الدراسات والأبحاث لتطوير قدرات الردع.
وبعث المشاركون رسائل لتحالف العدوان أن كل خياراته ورهاناته سيدوسها اليمنيون بأقدامهم وله فيما مضى دروس وعبر، فمن استطاع الصمود طوال أربعة أعوام رغم ما تعرض له من قتل وتشريد وحرب اقتصادية في مختلف المجالات فهو قادر بعون الله وقوته على الصمود والثبات وهزيمة قوى الغزو والاحتلال.
وألقى مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين كلمة أشاد فيها بالحشود الجماهيرية في ساحة ميدان السبعين وكل ساحة وميدان من ميادين البطولة والفداء والتضحية والرجولة والصبر والشهامة، كما حيا كل العلماء والسياسيين ومشائخ القبائل والقبائل الأبية و الرموز الوطنية التي لم يستهويها بريق المال ولم يخوفها أزيز الطائرات ولا التهديدات والإرهاب “.
وأشار رئيس رابطة علماء اليمن إلى أن تحالف العدوان الممقوت شن عدوانه على الشعب اليمني بزعم إعادة الشرعية وإعادة اليمن إلى الحاضنة العربية وهم يوميا يسمعون الفلسطينيين في غزة والضربات الإسرائيلية المتكررة في الأراضي المحتلة ولم يحركوا ساكنا، داعيا من ارتمى في حضن العدوان العودة إلى الوطن لمواجهة العدوان خاصة وقد وضح الأمر واستبان السبيل وكشف العدوان عن مطامعه وكشر عن أنيابه واتضحت أهدافه في الاستئثار بثروات اليمن.
وأكد العلامة شرف الدين أن الموقف الطبيعي الذي يمكن أن يتخذه المرء هو أن يبقى مع وطنه وشعبه في السراء والضراء دون أن يستهويه المال أو يخيفه العدوان بأي حال من الأحوال، كما أكد أن الشعب اليمني سيبقى حرا ولن يكون عبدا ولا ذيلا لا لإيران ولا لآل نهيان ولا لآل سعود ولا للأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والإسرائيليين ولا لأحد غير الله .
وقال ” أعداؤنا لم ولن يتركوا لنا فرصة للسلام، فقد خيرونا بين اثنتين بين السلة والذلة، إننا وبعد مرور أربعة أعوام باسمي وباسم علماء اليمن أحيي هذه الحشود والجيش واللجان الشعبية كما أحيي كل الأحرار الصامدين في هذا البلد المغوار”.
ودعا العلامة شمس الدين شرف الدين إلى جمع الكلمة ووحدة الصف والابتعاد عن المذهبية والمناطقية والحزبية الضيقة وأن يكون الجميع على قلب رجل واحد كون ذلك السبيل للخلاص من هذا العدوان، كما وجه رسالة لعلماء الأمة في اليمن وخارجها إلى الاضطلاع بدورهم وواجبهم الإسلامي وأن لا يبقوا في دائرة الصمت الغريب والرهيب والمريب وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر كما أمرهم الله، ولا أنكر من المنكرات من العدوان الذي يٌشن على الشعب اليمني.
من جانبه ألقى عضو المكتب السياسي الأعلى سلطان السامعي كلمة أكد فيها أن العدوان الذي أعلن من واشنطن وتكالبت فيه كل قوى الشر في العالم أتى من أجل السيطرة على اليمن والاستحواذ على موقعه ومقدراته، مشيرا إلى أن قرار الشعب هو الدفاع عن نفسه وأرضه وعزته وكرامته رغم قلة الامكانيات ولكن بالصببر والثبات استطاع الشعب الصمود طوال الأربعة أعوام الماضية، موضحا أن صمود الشعب منطلق من المبادئ التي يؤمن بها ومن ثوابته وبعون الله فقد استطاع الشعب تنكيس رايات العدوان في كل جبهة .
وأكد أن رجال الجيش واللجان الشعبية وإلى جانبهم الشعب العظيم يؤكدون أن الارادة اليمنية لا تقهر وأنه مهما حاول العدو في تخويف الشعب وارغامه على القبول بالاحتلال فلن يفلح وعلى الجميع أن يفهم أن الشموخ يماني والعان الخامس سيكون وبالا وجحيما على الأعداء.
وأشار إلى أن حجم المعاناة واسع ومستوى التضحيات كبير لكن الانتصارات بفضل التضحيات كبيرة وعظيمة ولولا هذا التضحيات لكان الوضع اشد ايلاما وبعون الله فق استطاع الشعب أن يطور صناعاته العسكرية وأن يحافظ على حرية الشعب واستقلاله.
وأضاف” خلال أربعة أعوام وصلت صواريخنا الباليستية وطائراتنا المسيرة الى عمق العدو ووجهنا له الضربات الموجعة ونحن اليوم نؤكد أننا أكثر استعدادا وأقوى ارادة، ولا ينتظر الأعداء منا إلا خيارات اقسى وبطولات اقوى.
وفيما يتعلق بمسار المفاوضات أكد السامعي موقف الجمهورية اليمنية الثابت تجاه السلام والعملية السلمية ونراهن وكلنا ثقة على صمود واستبسال هذا الشعب العظيم على يقظة الأبطال في كافة الجبهات والميادين وعلى مستوى وضعنا الداخلي ومن هذا الميدان الذي يضم ضريح الرئيس الشهيد صالح الصماد ورفاقه الشهداء، نؤكد المضي على دربهم النضالي ومشروع بناء الدولة تحت شعار ” يد تحمي .. ويد تبني “.
وأوضح أن المجلس السياسي الأعلى أقر الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة لينطلق من خلالها لتطوير مؤسسات الدولة على كل المستويات عبر مشروع وطني من شأنه حماية الوطن بالتوازي مع النهوض به نحو المستقبل عبر تكاتف جهود مختلف مؤسسات الدولة بالتعاون مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والعلماء والأكاديميين وغيرهم.
وأضاف “ووفق خطط وإستراتيجيات نؤكد أننا لن نستسلم لما يريده العدوان وأننا لن نظل فقط مقاتلين في الجبهات بل في كل الساحات الإدارية والاقتصادية والسياسية “.
ورحب عضو المجلس السياسي الأعلى السامعي بما جاء في خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي مساء أمس على أن الرؤية الوطنية ستكون مظلة لتصحيح وضع مؤسسات الدولة وتنظيفها وتطويرها وإصلاحها في كل المجالات .
كما أكد رفض الجمهورية اليمنية للقرار الأمريكي الأرعن بضم الجولان للكيان الصهيوني والتضامن المطلق مع سوريا في الدفاع عن أراضيها .. مندد بالعدوان الصهيوني على غزة .. معتبرا أنه امتدادا للعدوان على اليمن.
كما ألقى محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى كلمة نقل فيها تحية قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى الجماهير على هذا الحضور الكبير في كل الساحات، مؤكدا أن حضور شعبنا اليوم رسالة للمعتدين بأنه مهما عملتم من إجرام فإنها لن تثني الشعب اليمني في مواصلة الصمود والمواجهة، وأن الشعب اليمني وبتضحياته سينتصر، مهما تطاولوا في غيهم.
وقال” ردا على وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي زعم أن الشعب اليمني لن ينتصر: إن ثبات رجالنا في كل المحافظات كان انتصارا منذ اليوم، الذين بصمودهم أفشلوا عدوانكم، مضيفا ” إن العدالة قضيتنا، وأن القضية العادلة سينتصر الشعب اليمني بها، وبدماء الشهداء سننتصر، وسيرفرف العلم اليمني على ربوع الوطن حاملا العزة والنصر.
وحيا الأبطال الذين قصفوا تل أبيب عاصمة الكيان الصهيوني ومستوطنات العدو، مؤكدا أن شعبنا الذي لن ينثني أمام العدوان إلى جانب فلسطين، مشيرا إلى أن قرار بريطانيا بحق حزب الله في لبنان لا يضيره، فبريطانيا لا تملك إلا سجلا أسودا من الإجرام، وهي من سلمت فلسطين للكيان الصهوني الغاصب، مؤكدا أن بريطانيا بقراراتها وعتوها لا تعني شيئا بالنسبة لنا.
وبارك للإخوة في سوريا بالانتصار على العدوان، منوها إلى أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الجولان المحتل هو اعتراف من لا يملك لمن لا يستحق، داعيا المقاومة الإسلامية في لبنان، وفلسطين، والقيادة السورية إلى الوقوف جنبا إلى جنب مع إخوانهم في الجولان، مشددا على أن الانتصارات متكررة فكما انتصرت سوريا انتصر العراق، وكما انتصر لبنان في حرب 2006 فإن شعبنا اليمني سينتصر.
وأوضح أن إيماننا بالنصر هو من منطلق إيماننا بعدالة القضية وبثبات الأبطال، وأن الشعب اليمني الذي واجه العدوان لمدة أربع سنوات، جاهز لمواصلة المواجهة ما استمر العدوان، وإن جنحوا للسلام فنحن لها.