وتبقى أميركا الشيطان الاكبر
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || العهد الاخباري: سعد حمية
ليس تصنيف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأرعن، الحرس الثوري الإسلامي كمنظمة إرهابية إجراء مفاجىء، إلا أن تداعياته ستعزز التوتر في المنطقة وربما يكون تأثيره السلبي على واشنطن وحلفائها أكثر بروزاً من بروزه على إيران وحلفائها الذين اعتادوا التأقلم مع ظروف ومخططات واشنطن.
منظمة “الحرس الثوري الاسلامي” التي أسسها الإمام روح الله الموسوي الخميني (قدس سره) في 22 نيسان /ابريل عام 1979 للدفاع عن الثورة الاسلامية وصون اهدافها، تأسست على اعتبار أن “اميركا الشيطان الأكبر” وأنه لو “قالت اميركا لا اله الا الله لما صدقناها ” وأن ربيبتها “اسرائيل هذه يجب أن تزول ” لذلك هي إرهابية المولد والمنشأ والصيرورة بالنسبة لجميع الادارات الاميركية سواء “الديمقراطية” منها أو “الجمهورية” ومنذ عهد جيمي كارتر الذي تذوق أولاً طعم الذل والهوان على يد الطلبة الايرانيين من “الحرس” خلال محاصرتهم بؤرة الفساد والتجسس في سفارة واشنطن في طهران.
منذ تلك اللحظة، شنت واشنطن حروبها الشعواء على “الثورة الاسلامية”، فتمرغ أنف نخبتها من القوات الأميركية في صحراء طبس (الاثنين 25/4/1980) في عملية فاشلة لانقاذ جواسيسها، وتلاحقت الحروب المفروضة على الثورة الاسلامية، فكان دعم واشنطن ومعها دول الخليج وعلى رأسها السعودية نظام المقبور صدام حسين لشن حرب على إيران بدأت في 22/ايلول 1980 وامتدت ثمانية أعوام، وكان للحرس الثوري دوره في الانتصار في تلك الحرب.
وبالرغم من انشغال “الحرس الثوري” في الدفاع عن حدود ايران خلال الحرب إلا أنه لم ينس قضية فلسطين، فاستُبدلت السفارة الاميركية بسفارة لفلسطين، وفتحت طهران أبوابها لزعيم الثورة الفلسطينية ياسر عرفات، ولاحقاً احتضنت ودعمت حركات المقاومة الفلسطينية المختلفة وعلى رأسها حركة حماس والجهاد الاسلامي والحركات الأخرى، ووقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني في دفاعه عن نفسه خلال العمليات العسكرية الاسرائيلية المتكررة على قطاع غزة، ولذلك تعاملت واشنطن وما زالت مع ايران و”حرسها” على إنها ارهابية وداعمة للارهاب!
ومع الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 كانت طلائع الحرس الثوري في لبنان لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي ومشاريع السيطرة الاميركية على لبنان، ووقفت ايران مع “حرسها” أيضاً الى جانب حزب الله الذي قاوم الاحتلال طيلة ثمانية عشر عاماً وأنجز التحرير، كما وقفت الى جانب الحزب الذي هزم “اسرائيل” في عدوان تموز 2006، لذلك هذا الحزب الذي حرر وانتصر ارهابي وكذلك الدول التي دعمته وعلى رأسها إيران و”حرسها” الثوري وسوريا العروبة!
وبالتوازي مع هذه الحروب، كان الحصار على إيران وهو كان خانقاً في بدايته إلا أنه تبدد مع مرور الزمن، وقد تحول إلى مصدر قوة واقتدار إيران باعتمادها سياسة الاكتفاء الذاتي وتعزيز الانتاج المحلي والسعي للاستغناء عن اعتماد الاقتصاد على النفط ً. ومع كل نجاح كانت واشنطن وربيبتها “اسرائيل” يزدادان غضباً وحقداً ويمارسان التحريض ضد ايران في اربع رياح الارض وفي المحافل الدولية ويبالغون في الحديث عمّا يصفونه بتصدير الثورة لتخويف الجيران اولا ودول العالم ثانيا.
حروب عدة شنتها أميركا لمحاصرة ايران، فكان غزوها لافغانستان بعد هجمات 11 ايلول 2001 بحجة القضاء على طالبان وتنظيم القاعدة. ثم غزت العراق في 20 أذار /مارس عام 2003 ، وهكذا باتت القوات الاميركية على حدود ايران الشرقية (افغانستان) وعلى حدودها الغربية(العراق) لكن ذلك لم يؤثر على مواقف “الثورة” و”حرسها” لا بل باتت لكل من افغانستان والعراق مصالح مشتركة أكثر من اي وقت مضى مع ايران، وبدأت القوات الاميركية انسحابها من العراق في 30حزيران 2009، بعدما كان لايران حضورها الميداني في مساعدة المقاومة العراقية، ومرة اخرى باتت ايران أكثر ارهابية بالنسبة لواشنطن وكذلك حرسها!
لم تتوقف حروب واشنطن عند هذا الحد، فكانت مطيتها الجديدة تنظيم داعش الذي سيطر على الموصل في العراق 6/10/2014 وتمدد من هناك باتجاه الحدود السورية، فكانت ايران بحرسها الثوري إلى جانب حزب الله أول من بادر لتقديم العون والمشورة والحضور في ميادين القتال لمواجهة داعش فتأسس الحشد الشعبي الذي نال لاحقاً شرف تحقيق الانتصار على داعش وبات إرهابياً، وهنا ايضاً ارتقت ايران وحزب الله درجة جديدة في الارهاب!.
وفي حرب جديدة على سوريا عام 2011، كان لاميركا وحلفائها من العرب والغرب وإسرائيل حصة كبيرة، فكانت ايران بمستشاريها من “الحرس الثوري” وحزب الله بالمرصاد، وجاء حضورهما ليغير المعادلة ويساند الرئيس بشار الاسد ويحبط مخططات واشنطن ودول الخليج، وهنا ايضاً ارتقت ايران بـ”حرسها ممثلاً بفيلق القدس ” وحزب الله وفصائل عراقية أخرى درجة جديدة في الارهاب!
ولا يمكن ان يغيب عن البال أيضاً دور إيران في مساعدة حركة انصار الله في رد الطاغوت السعودي منذأربعة أعوام، والاسهام الكبير الذي وفره هذا الدعم في صمود اليمنيين الأحرار، ومرة اخرى درجة جديد لايران وحزب الله وانصار الله بالارهاب!
الى جانب ما تقدم من حروب خاب أمل مخططيها، جاء تنصيب ترامب في 20/12/2017 ليضيف فصلاً جديداً من الحرب المتواصلة على ايران وحلفائها، فتم تشديد العقوبات على إيران وتدرجت هذه العقوبات إلى محاولة تصفير تصدير النفط الايراني وأخيراً تصنيف الحرس الثوري الاسلامي كمنظمة ارهابية.
هذا التصنيف الذي لن يقدم جديداً ولن يغير من مواقف الجمهورية الاسلامية الثورية، يؤكد مرة اخرى هزيمة واشنطن وحلفائها في المنطقة، وكما أُفشلت أهداف الحروب السابقة لن تتوانى الجمهورية الاسلامية وحلفائها عن ايجاد الرد الملائم على استفزازات واشنطن وربيبتها اسرائيل وأذنابها من زعماء يتسيدون بعض دولٍ يبدو أنها باتت غارقة حتى أذنيها في خندق واحد مع واشنطن وتل ابيب بمواجهة محور المقاومة.