معتقلون ومختطفون يروون انتهاكات حزب الإصلاح في سجون مأرب

موقع أنصار الله || صحافة محلية || المسيرة: تحقيق/ وائل شاري

لقد جعل مرتزِقةُ العدوان من المسافرين في الطريق العام في محافظة مأرب صيداً ثميناً لهم، حَيْــثُ شكَّلَ إغلاقُ مطار صنعاء معضلةً لدى المجتمع اليمني وفرصةً ثمينةً لسجَّاني مأرب حتى يعتقلوا مَن أرادوا من المسافرين بدون أية تُهَمٍ ويمارس ضدهم انتهاكات جسيمة.

قتلٌ وتعذيبٌ وإخفاء قسري في سجون سرية في محافظة مأرب، وَيرتكبُ فيها كُـــلّ أشكال الانتهاكات ضد ضحايا مدنيين عابرين، لا ناقة لهم فيها أَو جَمَل سوى أنهم من المناطق المناهضة للعدوان، وحتى من أبناء مأرب الشرفاء الذين رفضوا العدوان والاحتلال.

مئاتُ المخفيين بعضهُم منذ سنتين وآخرون من ثلاث سنوات في عدة سجون سرية تتعدد قصص اعتقالهم ولكنها تتفق أنهم مدنيون وتم اقتيادُهم من الطريق العام أثناء سفرهم، منهم مَن يزاول التجارة والمغترب والطالب الذي يدرس في الخارج، لم يعلموا أن مصيرهم سيكون في قبضة سجّاني الإصلاح.

السجون السرية في مأرب: إخفاء قسري وتعذيب حتى الموت:

يتم الاعتقالُ للمدنيين المسافرين من المناطق الشمالية من الطلاب والتجار والمواطنين في نقطة الفلج على مدخل مدينة مأرب وبطريقة مهينة واستفزازية.

وقال المعتقل “م. ج”: “اعتقلت وأنا على الباص مسافر إلى سيئون ومنها إلى القاهرة عقب إجازة السنة الدراسية؛ وذلك لمواصلة الدراسة الجامعية في كلية الطب، تم إنزالي من على الباص وأصدقائي رفضوا تركي ونزلوا معي وتم وضعنا في غرفة صغيرة بجانب النقطة حتى أتى طقم عسكري ونقلونا إلى سجن يسمى المحكمة، تم إهانتنا وتهديدنا بالسلاح والسب والشتم”.

بدوره المعتقل مهنا زبيبة، تاجر تم اعتقاله وهو ذاهب إلى مدينة شحن لشراء السيارات، وَقال لصحيفة المسيرة: “تم إلقاء القبض علي وأنا مسافر في طريق مأرب إلى شحن لشراء السيارات، وتم ضربي مباشرة في النقطة وألقوا بي إلى ظهر طقم وأنا مغطّى العينيين ونقلوني إلى إدارة أمن مأرب”.

السجونُ السرية وإدارتُها بمعايير العنصرية:

سجونُ مأرب السرية تتم إدارتها بكل حرفية باستخدام الترهيب والترويع للمعتقلين والمختطفين، وتُمارَسُ فيها انتهاكات كبيرة وطرق تعذيب مهينة..

السجون السرية تحظى بحراسة مشددة؛ كَوْنها تقعُ في مناطقَ محمية عسكرياً حتى لا يتم كشفها، وذكر المعتقلون عدداً من السجون منها: “سجن الشرطة العسكرية– سجن الاستخبارات العسكرية_ سجن الأمن السياسي _ سجن إدارة الأمن _ سجن الأمن المركزي _ سجن المعهد أَو ما يُطلق عليه سجن الصالح _ سجن المحكمة وهو في إحدى المحاكم التي حوّلها المرتزِقة إلى سجن”.

فيما أكّــد المعتقلون أن السجانين “لا يسمحون لأحد أن يرى وجوههم ويرتدون أقنعة بشكل متواصل حتى لا تكشف هُوياتهم من قبل المعتقلين، وتدار السجون من قبل أشخاص ذوي نزعات طائفية وعُنصرية”.

سجنُ المحكمة.. المحطة الأولى للاختطاف:

يعتبر السجن الاحتياطي من السجون التي يتم جلب المعتقلين من النقاط العسكرية إليها؛ تمهيداً لنقلهم إلى سجون أُخْــرَى عقب إجراء التحقيقات معهم، وتتراوح بقاء السجين فيه من أيام معدودة إلى أشهر، حسبما أكّــده المعتقلون للصحيفة.

ويروي المعتقلون “المهمة التي يقوم بها مسئولو السجن هي البحث والتحرّي عن المعتقلين للبحث عن أية ثغرات واهية لترحيلهم إلى سجون أُخْــرَى، يمارس المحقّقون أساليب عنصرية ويطلقون ألفاظا نابية للمعتقلين”.

يتم نقل المعتقلين من سجن المحكمة إلى سجون أُخْــرَى في ظروف أمنية مشددة ويتم استخدام التمويه المشدد، فيتم تغطية عيون المعتقلين وتقييدهم في الأيدي والأرجل ويوضعون على أطقم عسكرية ويستلقون على بطونهم أَو ظهورهم ثم يتم تغطيتهم بلحاف “بطانية” والدوس عليهم بأقدام الجنود والسلاح موجَّه إليهم حتى لا يصدروا أي صوت.

وقال المعتقل “م. ج” الذي مكث في سجون مأرب ما يقارب الثلاث السنوات وأُطلق عبر صفقة تبادل الأسرى: “يستخدم السجانون في سجن المحكمة أساليب استفزازية وواهية لغرض الاعتقال كما سلف، وأما خلال التحقيق فالأمر أشدّ فظاعة”، مضيفاً “خلال فترة اعتقالي في سجن المحكمة والتي بلغت خمسة أيام، حقّق معي مسئول السجن أبو راصع، فبدء بتفتيش جوازي ووجد تأشيرة لمصر التي أدرس فيها وكذا الإقامة الدائمة في دولة أوروبية؛ لأَنَّي عشتُ فيها، ووجه لي بعض الأسئلة منها: أين رحتَ؟ لبنان أَو إيران؟.. ثم قال لي: أنت أبوك مرشح وزير وكلام عنصري لا وجود له”.

سجنُ إدارة الأمن:

أحدُ السجون الاحتياطية التي يتم تلفيق التهم للمعتقلين بداخله ويتم إيقاف المتهم لعدة أيام أَو أسابيع وحتى أشهر حتى يُستكملَ التحقيق التعسفي فيه، لينقل إلى السجون السرية الأُخْــرَى، وهو مشابه لسجن المحكمة من حَيث كَونه احتياطياً أَو نقطة استقبال لمن يتم اصطيادُهم من النقاط.

وقال المعتقل السابق مهنا زبيبة تاجر سيارات: “تم نقلي وأنا مغطى العينيين عقب إلقاء القبض عليّ إلى إدارة أمن مأرب، مضيفاً: مكثت في إدارة أمن مأرب 12 يوماً للتحقيق تعرضت فيها إلى الضرب المبرح”.

وأضاف مهنا: “خلال التحقيق في سجن إدارة الأمن كانت توجه إليّ أسئلة عنصرية من قبل المحقّقين مثل “هل أنت مشرف حوثي، أنت بتدعم المجهود الحربي، أنت في أي جبهة بتقاتل، أنت أمك هاشمية وأبوك هاشمي، وأسئلة أُخْــرَى مستهزئة بالمعتقلين ومليئة بالعنصرية”.

توفي العديدُ من المساجين والمختطفين في سجون مرتزقة الإصلاح السرية بمأرب تحت التعذيب وآخرون تعرضوا للتعذيب وتم الإفراج عنهم بعد تهديدهم بالتصفية في حال تحدثوا بما جرى لهم، والمئاتُ من المساجين لا يزالون مخفيين ولا تُعرف أماكنهم، فيما آخرون تم بيعهم أَو تسليمهم إلى القوات السعودية بتهم ملفقة.

معتقلون خرجوا من سجون مأرب السرية تحدثوا إلى صحيفة المسيرة، وأكّــدوا أن معظم المعتقلين تم اعتقالهم دون أية تهم موجهة لهم ومعظمهم بذرائعَ واهية ولم توجه لهم أية قضايا محدّدة، حتى أن أهاليهم لا يعرفون مصيرَهم لأكثرَ من 3 سنوات.

وفي حديثهم للصحيفة كشفوا عن العديد من الجوانب نستعرضها في التقرير التالي:

يعتبر سجن الأمن المركزي التابع لمرتزقة الإصلاح بمأرب من أهمّ السجون السرية إلى جانب سجن الأمن السياسي ويديره المدعو المرتزِق أبو محمد شعلان وتُمارَسُ فيه انتهاكات كبيرة بحق المعتقلين ولا يسمح لهم بدخول الحمام سوى مرة واحدة في اليوم، إضافة إلى الأكل الرديء، ناهيك عن تواجد القوارض وانتشار الأمراض في وسط المرضى.

وقال المعتقل م. ج: “نقلت من سجن المحكمة إلى سجن الأمن المركزي برفقة خمسة أشخاص أَو ستة من بيت جحاف وواحد من بيت سلبة وواحد من بلاد الروس ومن بني مطر وناس آخرين، اخرجونا وربطوا على عيوننا وطلعونا فوق الطقم، وقالوا انبطحوا ثم انبطحنا وغطونا ببطانية، وداسوا علينا بأقدامهم وضاغطين بالبنادق فوقنا”.

وأضاف “أوصلونا وفتحوا أعيننا واحنا في سجن بدروم وكله عقارب قذارة، وسألنا السجناء اللي في السجن هذا أين. قالوا هذا سجن الأمن المركزي”، مبينًا أن استخدام الحمام مسموح لمرة واحدة في اليوم وأحياناً مرتين وبصورة سريعة ويترافق معها الإهانات والشتم.

روى المعتقل م. ج قصة خالد جحاف أحد معتقلين في سجن الأمن المركزي بمأرب والذي كان يعملُ بنقل الرسائل من السعودية إلى اليمن، وآخر مرة وصل إلى مأرب اعتقلوه في المطعم وأخفوه، وبدأ أخوه عبدالغني يبحث عنه وتواصل مع شخصيات في مأرب فطلبوا منه الذهاب إلى هناك، وعند وصوله إلى مأرب تم اعتقاله.

وروى م. ج قصةَ عبدالغني جحاف وأخيه المعتقلَين، قائلاً: “عبدالغني جحاف ذهب إلى مأرب للبحث عن أخيه المفقود “خالد” منذ خمسة وأربعين يوماً في سجن الأمن المركزي، وفي زيارته الأولى إلى مأرب تم إبلاغه من أحد عناصر المرتزِقة بأن يذهب كي يأتي بتزكية من حزب الإصلاح في مديرية مبين بمحافظة حجة، وبعد أن أتى بالتزكية من حزب الإصلاح في المديرية عاد إلى مأرب ولكن تم اعتقاله في رحلة البحث عن أخيه”.

وأضاف م. ج: “المفاجأة كانت عند سجن عبدالغني وجد أخاه “خالد” في سجن الأمن المركزي في الغرفة التي بجانبه ويفصل بينهم جدار وحصل موقف مؤثر جداً”، مضيفاً: “عندما يدخل المعتقل توجد فتحة صغيرة في الجدار وعندها يتم السؤال من قبل المعتقلين من الذي أتى، وعندها قال السجين خالد جحاف هذا أخي عبدالغني.. أخي ايش اللي جابك فقال جيت ادور عليك وينك خمسة وأربعين يوم.. وعندها بكى الأَخَوان”.

يعد (سجن المعهد أَو سجن الصالح ) من أخطر السجون التي تُمارَسُ فيه انتهاكات كبيرة ضد المعتقلين ويتم ضرب المعتقلين وكلبشتهم ولا يسمح لهم باستخدام الحمام إلّا مرة واحدة في اليوم وكأنه نظام معمم على سجون الإصلاح في مأرب، ومن أشدّ الجرائم أن يظل المعتقل مغطى العينيين ومكلبش اليدين والقدمين.

يقول المعتقل م. ج: “نقلت إلى سجن المعهد الصالح ويعتبر عندهم كسجن الأمن القومي، وعند وصولنا السجن تم ضربنا وأنا وَأرْبعة أشخاص اختاروهم من سجن المحكمة من زنازين أُخْــرَى، ولم أدرِ أي دور صعدت وكنت مغطى العينيين ومكلبش في اليدين والقدمين”، موضحاً أنه ظل في سجن المعهد 11 شهراً حتى تم تلفيق تهم إليه بأنه خبير صواريخ وقائد للجبهة الإعلامية ضد العدوان في مصر.

ومن الممارسات في سجن المعهد يقول المعتقل م. ج، إنه “كل عشر دقائق يأتي الجنود يركلون بأرجلهم أَو عصي على الباب الحديدي للزنزانة حتى يرعبونا”، مضيفاً: “يتم إدخالنا إلى الحمام مرة واحدة في اليوم… وحتى الأكل لا ندري ماذا يقدم لنا، سوى أن العسكري يقول لنا: هذا رز وهذا كدم وهذا كذا وناكل وأعيننا مغطاية وَمقيدي الأيدي والأرجل”.

وبيّن المعتقل م. ج: “مكثت ثلاثة أسابيع تقريباً في غرفة السجن التي مساحتها ثلاثة في أربعة أمتار في غرفة عند المعتقلين والمختطفين، وفيها واحد وعشرون شخصاً، ولا يوجد مكان تنام فيه أي ما معك إلّا بلاطتين تجلس فوقها وفي الوقت نفسه نسيت نفسي عندما شاهدت أجساماً محروقة ووجوه ضامرة وجروحاً وكان في الغرفة حر شديد والكهرباء مقطوع عن المكيفات والمراوح ولا يوجد ضوء”.

وتابع المعتقل م. ج: “إن الأكل في السجن عبارة وقت الإفطار فول كله ماء وتحصل صراصير أحياناً وأرز كَثيراً ما نجد فيه ديدان وطعمه كأنه مطبوخ فوق تواير، ويوما الخميس والجمعة يجيبوا فيهما جبن وطحينية في ثلاثة قوالب ويتم تقسيمه بين 83 شخصاً، والماء عشرة لتر شرب، أما الاغتسال كان في الشهر مرة واحدة ويرشوهم بماطور يستخدم في السرويس”.

سجن الأمن السياسي.. محطة أُخْــرَى للانتهاكات:

ويعتبر سجن الأمن المركزي الذي يشرف عليه المرتزِق عبدالغني شعلان “أبو محمد” أحد أكثر السجون التي يُمارَسُ فيها شتى أنواع الانتهاكات والتعذيب ويقبع فيه المئات من المعتقلين.

ويمارس في السجن شتى أنواع التعذيب والاضطهاد ويتعرض العشرات من المعتقلين إلى الضرب المبرح بالعصي والكابلات الكهربائية وكذا إلى الصعق الكهربائي والتكتيف على شكل كرة، حَيْــثُ يتم تقييد أيدي السجين أسفل قدميه وهو على شكل القرفصاء.

ووصف المعتقل مهنا زبيبة طريقةَ نقله من سجن إدارة الأمن إلى سجن الأمن السياسي بقوله: “تم نقلي إلى سجن الأمن السياسي الساعة 12 الليل مع مجموعة من المعتقلين، وتم تغطية أعيننا ونقلنا إلى سجن الأمن السياسي.

فيما يقول المعتقل م. ج: “نقلت إلى سجن الأمن السياسي وهو السجن الرابع الذي أدخله بعد مكوثي في سجن المعهد حوالي 11 شهراً”، مبيناً أنه تعرض للضرب من قبل أحد المرتزِقة يسمى “أبو قعشة”.

الضربُ الجماعي والإضرابُ عن الطعام:

الأكلُ في سجن الأمن السياسي منعدم كلياً، ولا يعتبر ما يتم تقديمه للمعتقلين أكلاً صالحاً للبشر، حَيْــثُ يتم تقديم وجبتين في اليوم كُـــلّ وجبة عبارة عن كدمة واحدة، وفي حالة إضراب نفذها المعتقلون تم ضربهم جماعياً، يرافقها الزحف والتصوير.

وفي سياق ذلك، قال مهنا زبيبة “إن المعتقلين أضربوا عن الطعام من أجل أن تتم الزيادة في الحصة اليومية، وفي عشية 28 سبتمبر 2018 تم اخراجُ جميع المساجين من الزنازين إلى الخارج؛ بسَببِ الإضراب عن الطعام، وتم ضربنا بشدة بالحديد والعصي حتى الصباح من قبل ثلاثة أشخاص هم أبو البراء وأبو ليث وأبو قصي، وخلال التعذيب جعلونا نزحف والضرب على ظهورنا، ثم جعلونا نتعهد بعدم الإضراب وهم يصورونا”.

وروى مهنا قصة المعتقل طه إسكندر والذي يقبع في الزنزانة الثالثة وقد تعرض للضرب إلى حدِّ الموت،؛ بسَببِ اقتراحه الإضرابَ عن الطعام.

شهادات: يتعرض المعتقلون لمحاولات اغتصاب ونزع ملابسهم والتجويع حتى الموت

محمد فتحي الأعور من أبناء محافظة ريمة تاجر أحجار كريمة تم إلقاءُ القبض عليه وهو مسافر إلى الخارج، وذلك بدعوى انتمائه إلى المؤتمر الشعبي العام المناهض للعدوان، وقد تعاون معه أحد وكلاء محافظة ريمة من المرتزِقة في مأرب وعمل توصية أنه ليس مؤتمرياً ولا حوثياً ولكن دون جدوى.

وتم إلقاءُ القبض عليه وبحوزته 27 ألف دولار وأحجار كريمة نادرة غالية الثمن وساعة رولكس ويتم معاملته بطرق شنيعة جداً، وإلى حدِّ الآن لم يتم الإفراج عليه.

الشاب علي الخولاني تم إلقاءُ القبض عليه وهو ذاهبٌ لزيارة خالة قبل ثلاث سنوات وتم تعذيبه أشدّ أنواع التعذيب في سجن المزرعة وسجن معهد الصالح وسجن الأمن السياسي.

وروى مهنا قصة الشيخ الطاعن في السن علي العنسي تاجر بطاريات البالغ من العمر75 سنة، والذي تم اعتقاله هو وزوجته وطفلته وهو ذاهب إلى السعودية قبل ثلاث سنوات، ليتم الإفراج عن زوجته وطفلته بعد أسبوع من اعتقاله بعد قيام منظمة خارجية زارت السجن بنشر صورة الطفلة المعتقلة ونشرت تقريراً عنها ووصفته بـ “أصغر معتقلة في العالم”.

ويعاني العنسي من الضغط والسكر ومنعوا عنه الزيارات وحتى في معظم الأوقات الأدوية، حسب قول المعتقل مهنا زبيبة.

وعن المعتقلين من سكان محافظة مأرب، قال مهنا إن المعتقلين من الأشراف يتم التحفظ عليهم ويتم تعذيبهم ومن ضمنهم خليفة زبن الله المأربي وطفل اسمه فهد ويبلغ من العمر 12 سنة..؛ بسَببِ أنهم هاشميون.

طرق التعذيب.. نماذج لسجون الاحتلال

روى المعتقلون طرقَ وأساليب التعذيب المقززة والمشينة التي تُمارَسُ ضدهم في السجون، ومنها التعليق والصعق بالكهرباء وكذا محاولات اغتصاب بعض المساجين من خلال جعلهم يتدحرجون على بعضهم وهم عرايا بدون ملابس، والقتل المتعمد خلال التعذيب والتجويع حتى الموت.

وتفنن السجانون في أساليب التعذيب بكل مهارة، ففي معتقل الأمن السياسي تتنوع بين الصعق بالكهرباء والتعليق بالسلاسل الحديدية لساعات طويلة تصل إلى 12 ساعة على أقل تقدير وما بين الوقوف لساعات على علبة حديدية تُستخدم للمواد الغذائية المعلبة “علبة فول” وكذا إلباس المعتقلين ما يسمى التاج على الرأس لصعقهم بالكهرباء، والمسئول عن تعذيب المعتقلين مرتزِق يدعى الشاوش أبو البراء، حَيْــثُ يقوم بضرب المعتقلين ولطمهم على وجوههم بصورة يومية في غرف الاحتجاز.

وشرح مهنا عن سجن الأمن السياسي والانتهاكات التي تُرتكب ضد المعتقلين، وقال: “جلست في سجن الأمن السياسي خمسة أشهر”، مضيفاً: “في أول ليلة في السجن تم تعليقي بسلاسل حديد لمدة 5 ساعات، ووجهوا لي بعض الأسئلة مثل أين تجتمع المجاميع الحوثية، وأين هو محمد على الحوثي.. وغيرها من الأسئلة التي ليس لي بها أية صلة”.

وقال مهنا: “تم تعذيبي عشرات المرات من قبل السجانين، وكانوا يخلونا نزحف على الأرض ثم يتم ضربنا بالعصي والكابلات الحديدية لما تكسرت أضلعنا، كما كانوا يوجهوا لنا إهانات وسب وشتم”.

ومن طرق التعذيب التي كشف عنها مهنا زبيبة، أنه يتم جعل المسجون يقفُ على علبة فول فارغة ثم يتم صعقهم بالكهرباء في أيديهم، حَيْــثُ لا تزال آثار التعذيب واضحة على يديه”.

ووصلت طرق التعذيب إلى حَــدِّ عمليات توصف بأنها مقارِبة إلى الاغتصاب، حَيْــثُ روى المعتقل م. ج، أنه تم تعرية 8 أشخاص وجعلوهم عريانين ثم أمروا أربعة ينبطحوا وأربعة يمشوا فوقهم ويتقلبوا عليهم في عملية وصفها أحد السجناء أنه لم يتبقَّ إلّا أن يغتصبوهم، مشيراً إلى أنه في سجن المعهد طرق تعذيب مماثلة.

وقال م. ج: يأتي شخص يُدعى أبو قعشة ثلاث مرات في الأسبوع لتعذيب الأسرى، مضيفاً: “كنت أسمع واصل أصوات مرتفعة وصراخات الأسرى الذين كانوا يعذبونهم ومنهم من كسرت يده وفيهم حروق نتيجة التعذيب وحتى لا نسمع الأصوات كانوا يفتحون راديو فيه مكبرات الصوت”.

وبيّن أن السجانين استخدموا الضرب والإهانة والدهس بالأرجل والسب ويضربون الواحد لو ما يصاب بغيبوبة، موضحاً: “إن الأسرى الجرحى الذين في أرجلهم مسامير كانوا يدعسون فوق أرجلهم وأحياناً كان يدخل واحد يدعى أبو ليث والجميع نائمون يضربهم بالكابل ويخليهم يرفعون أرجلهم فوق رؤوسهم ويقوم بلكمهم في الكلى حتى يتقيأ ويغمى عليه.

ومن أساليب التعذيب كذلك يروي المعتقل م. ج: “ربط دبتين كوثر 5 لتر في الخصيتين، وكذلك يدخلون حديدة في معطف الرجل ويربطوها مع اليدين ويركل بالأقدام حتى تتدحرج كالكرة، وكذا أسلوب التعليق وأنا تعلقت وكانوا يضربونا بالصميل في الأقدام أثناء التحقيق وكان يسألني ما معك في مصر وبمن تلتقي هناك وغيرها من الأسئلة”.

انتشارُ الأمراض في السجون:

تنتشرُ الكثيرُ من الأمراض في السجون، ومنها الكوليرا الذِي قضى على عدد من المعتقلين وفارقوا الحياة ولا يدري المعتقلون بحكم تغييبهم عن العالم الخارجي عن انتشار الوباء، وكذلك انتشار الصنافير.

يقول المعتقل م. ج: انتشرت الأمراض في السجن وخاصة سجن المعهد، وكان الأسرى يمرضون ولا يجدون علاجات، مضيفاً: “لقد مرضت وجلست 4 أشهر مقعداً وكانوا يأخذونني إلى الحمام ثلاثة أشخاص”، مبينًا أن جسمه فيه انتشرت الصنافير التي تقيحت.

وأضاف م. ج: “مرض الكوليرا انتشر في السجن وبسببه ماتَ اثنين من المعتقلين الأول اسمه محمد مريط من الجوف الذي أصابه إسهال شديد حتى توفى لم نكن نعرف أنه كوليرا، وشخص آخر كبير في السن مات متوفياً؛ نتيجة تعرضه لركلة في المثانة من شخص يُدعى أبو قعشة ومكث بعدها أيام يتعذب ومن أجل لا يموت هناك في الدور الثالث نزلوه عندنا في الدور الأول البدروم، وشخص آخر من بني حشيش من بيت العودري توفي في السجن، وَكان تاجر وأسروه في سجن الصالح وكان يعاني من مرض القلب والسكر وطلب العلاج وما رضوا أن يعطوه وكان في الدور الثالث”.

وفي رمضان عام 2017 لم يسلم المعتقلون من التعذيب، حَيْــثُ قال المعتقل م. ج: “كان ضمن المعتقلين شخص من الجوف اسمه فايز الشريف وتأخر عن السحور؛ لأَنَّه كان مسجوناً في الحمام وقام بفتح الباب حق الحمام والعسكري لاحظه وقال له ما معك هنا اخرج وبعد أن أخرجه ضربه بالكابل في الخصيتين ودعس عليه فيها وأصيب إصابات بالغة عانى منها وقت طويل”.

وبين أن السجون تعج بالكثير من المعتقلين المدنيين، حَيْــثُ اعتقل طلاب منهم عبدالله عابر الذي كان يدرس في عمان وهو من أرحب، وفيه تجار مسكوهم منهم أبو عادل تاجر قطاع الغيار، كما أن معتقلاً من دولة “مالي” كان في السفارة الصومالية، وكذا سوريين مسكوهم كانوا سائقي قاطرات.

 

قد يعجبك ايضا