المستضعفون الواعون يعملون ما يمكنهم من التغلب على اعدائهم.
|| من هدي القرآن ||
هكذا يجب أن يكون المستضعفون، يعني: أنهم مستضعفون عارفون لوضعيتهم غير راضين لوضعيتهم يتمنون أن لديهم ما يُمَكِّنَهُمْ من أن يعملوا في مواجهة الوضع الذي هم فيه؛ لهذا قال عنهم: {وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً} (النساء:75) ليسوا مستضعفين من الذين ليس لهم دخل، لاحظ هنا الفارق حتى يعرف الناس يقيِّمون أنفسهم كمستضعفين، مستضعفون لا يبالون بالوضع الذي هم فيه ولا يعتبرون أنفسهم مستائين من الوضع الذي هم فيه ويتمنون أن لو عندهم ماذا؟ وليّ ونصير يتحركون معه، الذين هم على هذا النحو: ليس لهم دخل، هؤلاء قد يكونون ممن يُضربون، لكن المستضعفين الذين هم مظنة أن ينقذوا أو نقول يهمُّ كتاب الله أمرهم هم هؤلاء المستضعفين، من النوعية هذه: {الَّذِينَ يَقُولُونَ} وليسوا المستضعفين من النوعية الذين بعضهم يعارض عملك لمصلحة العدو، معارضته كلها لصالح العدو الذي ماذا؟ يستضعفه ويقهره ومتجه لإهانته وهتك عرضه! لأن هذه الآية هي تعني في مجملها، تكشف لك مشاعرهم ورؤيتهم، تذمرهم من الوضعية التي هم فيها، معرفتهم بالجهة التي تشكل إنقاذاً لهم ومخرجاً من الوضعية السيئة التي هم فيها، هؤلاء المستضعفون الذين هم موعودون بالإنقاذ ويأمر المؤمنين الذين هم في وضعية أخرى أن يعملوا لتحرير هؤلاء يعملوا لتحريرهم وإنقاذهم.
أما المستضعفون الآخرون فإنهم يكونون هم الضحية؛ لأنهم هم يصبحون في الأخير، موقفهم، هم ميدان للتضليل، هم ميدان للخداع، ويأتي من جانبهم أشياء كثيرة تعتبر سنداً للعدو، هؤلاء يُداسون، ويضيعون ويسلط الله عليهم.
الدرس الثامن عشر من دروس رمضان صـ21.