بين المحرر والمحتل.. النشيد الوطني السوري يرتفع بين ضفتي الجولان
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || المنار: خليل موسى موسى
بحر من السوريين فاض وطنية، غمر ضفتي الجولان العربي السوري، قسم محتل في مجدل شمس وامتدادها، وقسم آخر محرر عند أعالي تلة عين التينة المطلة مباشرة على المجدل، يفصل بينهما وادٍ من سنوات الاحتلال وانتظار الحرية، إذ بدأت تغرقه نوايا وشيكة للتحرير، علّ سفنَ الخلاص من الصهيوني، تعبر إلى ضفة الوطن الصامدة منذ سنة 1967.
فمن أقصى الجنوب، جاء إثبات وتثبيت الحق السوري والتمسك بانتماء الجولان المحتل للوطن، ولم يكن ليحتاج في هذا اليوم أكثر من وقفة احتفالية بعيد الجلاء، إذ أن الجلاء يعتبر عيد الأعياد الوطنية لدى السوريين منذ عام 1946، حين أُجليَ الاحتلال الفرنسي في مثل هذا اليوم عن كامل الأراضي السورية، وأُعلنت حينها سورية دولة مستقلة، بنَيل حريتها بعد نضال شعبي، قاده عدد من الوطنيين السوريين، وأطلقوا الثورة السورية الكبرى بقيادة عامة للأمير سلطان باشا الأطرش في جبل العرب.
اليوم في الذكرى الثالثة والسبعين للجلاء، ارتفع العلم العربي السوري في مجدل، وسط عدد كبير من السوريين الجولانيين، المجتمعين من كل البلدات ضمن القسم المحتل من الهضبة، متجاهلين كلَّ ما قام به الاحتلال الصهيوني في إجراءات قمعية بمحاولة منه منع هذا التجمع الجماهيري ليقابل على الضفة المواجهة في عين التينة مئات المجتمعين لإعلان البدء بالاحتفال الوطني بهذه المناسبة.
القيادة السورية لم تُغفل أهمية هذه المناسبة في هذا المكان بالذات، ولم تختر أي منصة للإدلاء بما لديها إلا تلة عين التينة المطلة على القسم المحتل، والمعروفة بـ “تلة الصيحات”.
جرت مراسم الاحتفال برعاية الرئيس السوري بشار الأسد، بعد رفع النشيد الوطني السوري من أعلى التلة، وخرج تصريح من ممثل راعي الاحتفال، الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندس هلال هلال يؤكد على تحرير الجولان كاملاً، كما أنه لم يستثنِ فلسطين المحتلة من هدف التحرير، هلال وخلال ما تحدّث به للسوريين في الجولان، شدّ من عزيمتهم وأكد على جهوزية الجيش العربي السوري، في استكمال تحرير كامل بقاع الأرض السورية، فكما تم تحرير الأراضي من الإرهاب التكفيري، سيتم تحرير الجولان من الإرهاب الصهيوني وهو الداعم السياسي لذلك التكفيري الذي انتشر وتمدد في بقاع كثيرة من سورية قبل أن يتم استئصاله، وهنا يصف الأمين العام المساعد ما يجري من تحرير على أنه جلاء جديد سيصل إلى فلسطين المحتلة.
لم يقتصر الاحتفال بذكرى الجلاء على هضبة الجولان، إنما تمدد ليصل بحشوده الجماهيرية إلى مدينة البعث وسط محافظة القنيطرة، ليكون احتفالا مركزياً يليق بالمناسبة.