الرئيس الشهيد الصمّاد.. هديةُ السماء لليمنيين
|| مقالات || سمير أحمد علي
على مر التأريخ اليمني لم يحظَ أيُّ رئيس في هذا البلد بإجماع مطلق كما حدث مع الرئيس الشهيد صالح الصمّاد الذي استطاع وخلال فترة وجيزة من الزمن التربعَ على قلوب اليمنيين؛ لما يتمتع به من دهاء وحكمة ونزاهة وشفافية جعلت منه وفي سابقة من نوعها أن يكون أول رئيس يسكن أولادُه في منزل مستأجر بالعاصمة صنعاء.
لم يكن الرئيسُ الشهيدُ المجاهد الصمّاد رجلاً عادياً وصل إلى سدة الحكم في ظروف استثنائية تمر بها اليمنُ جراء العدوان والحصار السعوديّ الأمريكي الإمارَاتي، بل كان بمثابة الهدية السماوية لأبناء هذا البلد، بعد أن على مسافة واحدة من الجميع دون تفريق، وكان القريب من كُــلّ فرد في هذا البلد، وكان رجل دولة وسياسية بامتياز، كان هَمُّه الأول والأخير كيف يخدم الناس ويخفّفُ من معاناتهم وآلامهم وخيرُ دليل على ذلك الدعوة التي أطلقها خلال فترة حكمة بضرورة بناء الوطن وتنمية اقتصاده إلى جانب الدفاع عن أمنه واستقراره تحت شعار “يدٌ تبني ويدٌ تحمي” القائم حتى اليوم وفاءً وتقديراً لهذا الرجل الذي كان بحجم أُمَّة.
كان الرئيسُ الشهيد الصمّاد رحمه الله هو اللاعبَ الرئيسَ في نزع فتيل الصدام على الساحة الوطنية التي كان يراهنُ عليها تحالفُ العدوان من أجل إسقاط العاصمة، خصوصاً فتنة ديسمبر التي كان له دورٌ رئيسيٌّ بعد الله عز وجل في إخمادها وإسقاطها، ولقد كان هو رجلَ المرحلة التي يتطلبها اليمنُ وشعبُه في الوقت الراهن، فبفضل حكمته وحسِّه المسئول النابع من وطنيته وإخلاصه لشعبه استطاع أن يعيدَ بوصلة الأمور لوضعها الطبيعي وإخراج البلد إلى بر الأمان والبقاء على الجبهة الداخلية قويَّةً أمام العدوان ومُخَطّطاته التآمرية على هذا الوطن.
الرئيسُ صالح الصمّاد، كان بحقٍّ الرجلَ الاستثنائيَّ في هذه المرحلة الفارقة من عمر اليمنيين، كيف لا وهو من كان الجنديَّ المجهولَ الذي غابت كُــلُّ جهوده ومواقفه النبيلة والوطنية عن الذكر في خضم التوترات والخلافات السياسية خلال الفترة السابقة وقبيل استشهاده كادت تنتهي بما لا يحمد عقباه لولا جهودُ هذا الرجل الذي عمل منذ تعيينه رئيساً للمجلس السياسي الأعلى بتأريخ 6 أغسطس 2016 وحتى استشهاده بمحافظة الحديدة، على قلب رجل واحد وأصبح لسان حال كُــلّ يمني بغض النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم، ساعياً دوماً إلى تغليبِ المصلحة الوطنية العليا فوق كُــلّ مصالح واعتبارات.
الرئيسُ الشهيد الصمّاد لم يكن يألو جهداً في تقديم ما يلزمُ من أجل تقارُبِ وجهات النظر بين أي متخاصمين وتمكّن بحنكة القائد المقتدر والحكيم اليماني من تحويل ذلك الخلاف إلى أخوّة صادقة ومواقفَ وطنيةٍ تترجم ذلك عبر توحيد الصفوف ولفت الأنظار صوب العدَوّ المشترك للجميع في هذا البلد وهو تحالفُ العدوان السعوديّ الأمريكي الإمارَاتي والمسابقة على رفد مختلف الجبهات بالمال والرجال والعتاد.