وباء الكوليرا يحصد أرواح اليمنيين.. هل كُتب على أبناء اليمن الموت أو القتل!
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
أعلنت العديد من المنظمات الدولية والمحلية بأن الموجة الرابعة من وباء الكوليرا اجتاحت الكثير من المناطق اليمنية مرة أخرى جرّاء الحصار الخانق الذي تفرضه دول تحالف العدوان السعودي على المنافذ الجوية والبحرية والبرية اليمنية.
وحول هذا السياق كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن معظم الأسر اليمنية عانت خلال السنوات الأربع الماضية الكثير من الأمراض جرّاء الحصار المُطبق عليهم من قِبل تحالف العدوان ومرتزقته، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع عدد الوفيات بسبب نقص الغذاء وانعدام الدواء في ظل إمعان دول العدوان والاستهتار بالأوضاع الإنسانية في اليمن ولهذا فلقد حمّلت العديد من المنظمات الدولية والمحلية دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي المسؤولية الكاملة عن الوضع الكارثي وتدهور الخدمات الصحية في العديد من المحافظات اليمنية، وأوضحت تلك المنظمات بأن استمرار العدوان بحصاره الجائر على الموانئ الجوية والبحرية والبرية اليمنية تسبب في تردي الأوضاع الصحية وزاد من معاناة المئات من المرضى اليمنيين جراء انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية، وزاد من انتشار مرض الكوليرا في العديد من المناطق والمحافظات اليمنية، ودعت إلى التحرك الجاد لإنقاذ المرضى من خلال السماح بدخول الأدوية والمستلزمات الطبية أو إخراج المرضى للعلاج في مستشفيات الخارج.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي عن زيادة انتشار وباء الكوليرا في عدد من المناطق اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية، ولفتت تلك المنظمة إلى أنه في وقتنا الحالي يشهد اليمن مرة أخرى زيادة حادة في عدد الحالات التي تم التبليغ عنها، بينما استمر عدد الوفيات بالارتفاع وأضافت بأن حوالي ثُلث ضحايا الحالات التي تم التبليغ عنها هم أطفال دون سن الخامسة وكشفت هذه المنظمة عن خشيتها من أن تزداد عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا مع حلول موسم الأمطار باكراً هذا العام، ومع انهيار الخدمات الأساسية، بما فيها أنظمة التزويد بالمياه الصالحة للاستخدام، وشبكات المياه بسبب الهجمات الوحشية التي شنتها طائرات العدوان السعودي على الكثير من المناطق وفرضه حصار خانق على جميع المنافذ اليمنية ومنع دون دخول الأدوية والمستلزمات الطيبة الضرورية لعلاج هذا النوع من الأوبئة.
وفي سياق متصل حذّرت منظمة “أوكسفام” غير الحكومية قبل عدة أيام من عودة تفشي مرض الكوليرا على نطاق واسع في اليمن الغارق في نزاع مسلح، مع ارتفاع عدد الحالات المشتبه بها هذا العام إلى نحو مئتي ألف، وذكرت “أوكسفام” أنه في الأسبوعين الأخيرين خاض الأطباء سباقاً مع الزمن من أجل علاج المرضى والتعامل مع الانتشار الجديد للكوليرا في اليمن.
وأضافت بأن السماح لهذا المرض بالانتشار في اليمن مرة أخرى سيتسبب في المزيد من الوفيات، الأمر الذي يعدّ وصمة عار على جبين الإنسانية.
ودعت “أوكسفام” المجتمع الدولي إلى اتخاذ بعض القرارات التي من شأنها أن ترغم تحالف العدوان السعودي على فك الحصار الجائر على المنافذ اليمنية لكي يتم إيصال الأدوية الضرورية والمساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء البلاد.
من جهته أعلن “يوسف الحاضري” المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية، أن وباء الكوليرا أصاب أكثر من 82 ألف شخص منذ بداية عام 2019، في حين تم تسجيل وفاة 125 حالة بالوباء ذاته خلال الفترة ذاتها.
مضيفاً بأن الوضع الصحي أصبح كارثياً، والمستشفيات أصبحت مكتظة بالمصابين مع وجود عجز في الاستجابة العاجلة لتفشي المرض، بسبب ضعف الإمكانيات جراء استمرار العدوان السعودي والحصار المفروض على اليمن ولفت “الحاضري” إلى أن صحة البيئة بمكتب الأشغال العامة بأمانة العاصمة أغلقت خلال الأسبوع المنصرم 24 منشأة غير ملتزمة بالشروط الصحية وذلك ضمن حملة لأمانة العاصمة للحدّ من انتشار وباء الكوليرا .
وفي سياق متصل، أعرب العديد من الخبراء والسياسيين والحقوقيين اليمنيين بأن أسباب انتشار وباء الكوليرا مرة أخرى في عدد من المناطق والمحافظات اليمنية يرجع إلى أولاً: استهداف طيران العدوان السعودي المنشآت الصحية في عدد من المناطق اليمنية، ثانياً: قيام حكومة “هادي” القابعة في فنادق الرياض بقطع رواتب عمّال النظافة ما أدّى إلى حدوث أزمة تكدّس النفايات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، ثالثاً: الحصار الجائر الذي فرضه تحالف العدوان السعودي على المنافذ البرية والبحرية والجوية، ما تسبب في نقص الأدوية والكادر الطبي.
وفي السياق نفسه، أعلنوا بأنهم يدينون هذا الصلف والتكبر غير المبرر من قبل دول العدوان ومرتزقتهم، الذين لا يتورّعون عن استخدام أي أسلوب للتضييق على هذا الشعب دون أن يأبه للقوانين الدولية والإنسانية والأمم المتحدة ومنظماتها، وقالوا بأنهم يحمّلون هذه الدول ولجنتها في عدن كامل المسؤولية القانونية والإنسانية عمّا سيؤول إليه الوضع الإنساني والصحي جراء استمرار احتجاز السفن ومنع وصولها للميناء.
وطالبوا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية والقانونية للاضطلاع بكامل مسؤولياتهم تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني منذ اكثر من 4 أعوام من قتل مباشر عبر الطائرات والصواريخ والمدافع والدبابات والقنابل المحرّمة ومن قتل غير مباشر عبر الحصار الخانق وقطع الرواتب ونشر الأوبئة وتدمير البنية التحتية التي تساهم في انتشار هذه الأوبئة خاصة في ظل عجز الأمم المتحدة عن القيام بمسؤولياتها .
وفي الختام، أربعة عشر مليون يمني يحتاجون للرعاية الصحية وذلك لأن الوضع الصحي ازداد صعوبة، وفي كل مستشفى ومركز صحي هناك مئات المرضى ينتظرون أسرّة للرقود عليها حتى باتوا يتلقون علاجهم في سائر مرافق المستشفى وتحت الخيام، لكن الأطباء هنا يقولون بأنها لا تكفي مقارنة بما آلت اليه الأوضاع الصحية في وقتنا الحالي، كما حذرت الأمم المتحدة من أن السكان في البلاد على وشك التعرّض لمجاعة إنسانية كبيرة بسبب العدوان والحصار.