خلافات عميقة بين أعداء اليمن.. هل تحالف العدوان على وشك الانهيار؟

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي

شنّ نائب رئيس الحكومة اليمنية وزير الداخلية، “أحمد الميسري” هجوماً ضمنياً على التحالف السعودي الإماراتي في اليمن ملمحاً إلى الانحراف بعمله من الحرب ضد جماعة أنصار الله شمالاً إلى الزحف شرقاً حيث تبرز الأجندة الخاصة للسعودية والإمارات والانحراف عن الشراكة لإدارة المحافظات الجنوبية.

إن هذه التصريحات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن هناك خلافات وانقسامات واسعة بين قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي وحكومة الرئيس المستقيل “هادي” القابعة في فنادق الرياض، ولهذا فإنه يجب التساؤل هنا، ما هي القضايا التي أدّت إلى حدوث مثل هذه الخلافات، وما هو تأثير هذه الخلافات على مستقبل اليمن السياسي؟

الأطماع الإماراتية في اليمن

سعت الإمارات منذ بداية العدوان على اليمن إلى الشروع بتحقيق أطماعها الخبيثة في هذا البلد الفقير وخاصة في المناطق الساحلية والجنوبية وحول هذا السياق، أفادت العديد من المصادر الإخبارية بأن هذا الانتحار الإماراتي جاء لتحقيق أهداف وأطماع تتمثل في السيطرة على السواحل اليمنية ومضيق باب المندب وميناء عدن، وهذا هو ما حدث منذ بداية العدوان، فها هي الإمارات اليوم تسيطر على عدن والسواحل اليمنية في باب المندب والمخاء وجزيرة سقطرى وجزيرة ميون.

إن الإمارات اليوم تكشر عن أنيابها وتعلن عن أطماعها في اليمن، وتتبنى انفصال اليمن عبر دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الزبيدي، وكذلك إنشائها ودعمها لقوات النُخب في حضرموت وشبوة وأبين ولحج والحزام الأمني في عدن، فهذه التشكيلات انفصالية تشبه ما قامت به بريطانيا عندما احتلت اليمن الجنوبي سابقاً، فهي لم تتمكن من البقاء تلك المدة الطويلة إلا عبر تقسيم الجنوب إلى سلطنات ومشيخات وهو ما سهّل لها البقاء، والإمارات تنهج نفس النهج.

إن الإمارات لن تحقق أهدافها وأطماعها في اليمن إلا باستهداف الوحدة اليمنية، وهي أكبر خطر على النسيج الاجتماعي اليمني.

الارتباك السعودي

يوماً بعد يوم تُسقط الأحداث الكثير من الأقنعة التي ارتدتها كل من الرياض وأبو ظبي حين أعلنتا أهدافهما الظاهرية من التدخل العسكري في اليمن وانطلاق عاصفة الحزم بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية قبل عدة سنوات تقريباً، وخلال الأشهر الأخيرة أماطت العديد من التطورات والأحداث الميدانية اللثام بصورة كبيرة عن مخطط دول التحالف لفرض السيطرة على اليمن، والانتقال من تقاسم النفوذ في المناطق الخارجة عن سيطرة الحوثيين إلى تقاسم الثروات خاصة في المناطق الجنوبية، من أجل إحكام قبضتها على مصادر النفط والغاز وغيرهما من الثروات المعدنية، فبينما تتولى الإمارات عمليات النهب المنظم في محافظتي حضرموت وشبوة، يُوكل أمر محافظة المهرة إلى السعودية وحول هذا السياق كشفت وثيقة تم تداولها خلال الأسابيع الماضية إلى اعتزام الرياض إنشاء ميناء نفطي في محافظة المهرة جنوب شرقي اليمن، التي توجد فيها قوات سعودية، حيث أظهرت الوثيقة رسالة من شركة للأعمال البحرية إلى السفير السعودي باليمن، تشكره فيها على ثقته بالشركة وطلبه التقدّم بعرض فني ومالي لتصميم وتنفيذ ميناء تصدير النفط.

وفي سياق متصل، أفادت العديد من المصادر الإخبارية بأن السعودية تواصل اتباع سياستها النفطية للحصول على مزيد من السيطرة على مضيق باب المندب لتوسيع صادراتها النفطية وتقليل أهمية مضيق “هرمز” ولفتت تلك المصادر إلى أنه في هذه النقطة تتداخل المصالح السعودية مع المصالح الإماراتية ومن جهة أخرى تقدّم السعودية الكثير من الدعم لحزب الإخوان المسلمين في اليمن، في حين أن الإمارات تنتقد بشدة هذا الحزب وكل هذه الأمور تؤكد بأن هناك خلافات واسعة بين آل سعود وأبناء زايد داخل الساحة اليمنية.

محاولة حكومة المستقيل “هادي” لاستعادة السلطة

يعرف “عبد ربه منصور هادي” جيداً أن جزءاً كبيراً من النسيج الاجتماعي اليمني ليس مؤيداً له، ومن ناحية أخرى، يرى المجتمع اليمني بأنه كان له دور خبيث في تشكّل تحالف العدوان السعودي الإماراتي الذي اتخذ منه ذريعة لمهاجمة الأراضي اليمنية.

وفي هذه الأوقات تؤكد العديد من المصادر الإخبارية بأن “منصور هادي” لديه الكثير من الخلافات مع دولة الإمارات وأنه يحاول استعادة أهميته المفقودة وهذا الأمر تعارضه الإمارات بشدة، وهو كشفته تصريحات، “أحمد الميسري” وزير الداخلية في حكومة “هادي” وجهها يوم أمس الثلاثاء إلى السعودية والإمارات، عبّر فيها على ضرورة نقل معسكرات تحالف العدوان إلى خارج مدينة “عدن” وهذه التصريحات تعكس حقيقة أن حكومة “هادي” القابعة في فنادق الرياض لا تزال تفتقر إلى وجود السلطة التي تمّكنها من اتخاذ القرار في اليمن بسبب وجود قوات تحالف العدوان وسيطرته على أجزاء واسعة من المناطق الجنوبية اليمنية.

مستقبل اليمن السياسي بعد ظهور الخلافات بين تحالف العدوان

لقد ارتكب تحالف العدوان السعودي الإماراتي منذ بداية هجومه الغاشم على اليمن خطأين حسابيين أديا إلى حدوث كارثة لهم ولأبناء الشعب اليمني المظلوم، ففي بداية الأمر كانوا يتصورون بأنه يمكنهم في نهاية المطاف السيطرة على اليمن في غضون شهر.

والخطأ الآخر كان عدم القدرة على التنبؤ بالانقسامات التي ستحدث بين أعضاء تحالف العدوان نتيجةً لتضارب المصالح، ومع تزايد معارضة أمريكا لاستمرار الحرب اليمنية، ولتعويض نقص المساعدات الأمريكية، قامت الإمارات بدعم المقاتلين الجنوبيين والاستنجاد بـ “إسرائيل” للحصول على مساعدات عسكرية منها وهنا تجدر الإشارة إلى أن نفوذ “إسرائيل” فاقم حدّة التوتر بين السعودية والإمارات، وذلك لأن الكيان الصهيوني يسعى إلى تحقيق مصالحه الجيوسياسية في مضيق “باب المندب”.

ونهاية يمكن القول بأن الصراعات تتزايد بشكل مستمر في المناطق الجنوبية اليمنية وذلك نتيجةً لامتلاك الإمارات والسعودية قوتين عسكريتين منفصلتين في جنوب اليمن ولعدم وجود استراتيجية واضحة لدى السعودية في تلك المناطق.

 

قد يعجبك ايضا