على طريق زيد: هشام العصر أمريكي!
بقلم / علي شرف المحطوري
لأول مرة تحل ذكرى استشهاد الإمام الثائر الأعظم زيد بن علي عليهما السلام – واليمنُ يتصدى لعدوان تمثل أطرافُه امتدادا لحالة نكوص – داخل الأمة – عن مسار إسلام الرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم.
وحسبما يروى في التأريخ أن من دوافع ثورة الإمام زيد في القرن الثاني للهجرة ما شهده بنفسه من انقلاب هشام بن عبدالملك على أسس الإسلام، حيث تحكي الروايات الموثوقة أنه وفيما كان من جلساء هشام اليهود، فقد تجرأ أحدُهم على مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما كان له أن يفعل ذلك لولا إيعاز الخليفة له بذلك بغرض استفزاز الإمام زيد، وهو ما أغضبَه حقا، وماذا تبقت من مروءةِ مسلم إن لم يغضب على حرمة وقداسة رسول الله؟! أوَ ليس الدول في العصر الحديث تحرص على إحاطة رموزها بهالة من التقديس والتبجيل، وتعمد إلى إنزال العقوبة لمن ينال منها بسوء؟! فكيف لرجل يدّعي أنه خليفة المسلمين ومجلسُه قد تحول إلى منبر للطعن في مقام أهم وأخطر مقدسات الإسلام؟ وماذا بقي أصلا من إسلام رجل لا يحترم مقام نبي الإسلام، ورسول الله إلى العالمين.؟ هذا ما فعله الإمام زيد عليه السلام بأن نَهَر اليهودي، وأوقفه عند حده، فانبرى هشام مدافعا عنه قائلا: مهٍ يا زيد لا تؤذ جليسنا! ما يؤكد إيعاز الخليفة لليهودي ليتطاول على مقام رسول الله، فما كان من الإمام زيد وهو من هو في الشجاعة والإباء إلا ليعلن ثورتَه من داخل مجلس هشام قائلا له: والله لن تراني إلا حيث تكره، وخرج وهو يُتمتم: من أحب الحياة ذَل. وهذا المعنى ما قصده ولدُه الإمام يحيى بن زيد في ثورته هو أيضا متمثلا موقف أبيه قائلا:
يا ابن زيد أليس قد قال زيد …من أحب الحياة عاش ذليلا
وباستشهاد الإمام زيد تجددت كربلاء جديدة ، وتجذرت أكثر مبدئية الثورة على الظالمين بعد أن كادت أن تنسى، واستمر على تلك المبدئية قوم كرام عرفوا تأريخيا بالزيدية.
ودارت دورة الصراع حتى ماثلت بشكل أو بآخر هيئتها الأولى، ويؤمن قطاع واسع من أبناء شعبنا اليمني أن ما يجري حاليا من مواجهة بين اليمن من جهة والسعودية ومن خلفها أمريكا وإسرائيل وبعض الأعراب ليس إلا تجليا للصراع الممتد عبر الأجيال بين الحق والباطل. واللافت في الأمر أن يهودي هشام صار اليوم “إسرائيل” فيما هشام يمثله النظام السعودي بانحطاط أكثر، حيث كان هشام الأول يصارع أصالة عن نفسه الأمارة بالسلطة، فيما هشام العصر يحارب كأحد أكبر وكلاء أمريكا في المنطقة، وفي معظم حروب أمريكا في العقود الأخيرة كانت السعودية حاضرة بالتمويل، والمشاركة إلى أن وجدت نفسها بالعدوان على اليمن تتورط بشكل مباشر، وتجر معها بعضا من سماسرة الأعراب، لينكشف العالم العربي على أنه منطقة موبوءة بأمراض عدة يصعب الشفاء منها في القريب العاجل، من مرض التكفير، إلى الاستبداد، وأخيرا، السمسرة كما حصل ذلك مع السمسار السوداني برتبة رئيس عمر البشير بعقده قبل يومين في الرياض أربع اتفاقيات مع سلمان بن عبدالعزيز قابضا بذلك ثمن مشاركته في العدوان على اليمن.