هــم من قــضوا ونــحو الــعلياء مــضوا !
|| مقالات || إقبال جـمال صـوفان
قال تعالى :(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
[سورة آل عمران 169]
كُلنا يقينٌ خالص وإيمانٌ تام بأنهم أحياءٌ عندك يارب العالمين وأنهم لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ولكنّهُ الحنينُ يشدّنا إليهم، يسطو على قلوبنا، ويُنهكُ أرواحنا.
لَكم اجتمعنا على مائدةِ الإفطار وحين نبدأ بالأكل تردف أم الشهيد بجملة هي :
“كان يُحب هذه الأكله ! ”
فيُجيب الشهيد:عُذراً أُُمــاه! فأنا رحلت إلى سماءِ مليك مُقتدر وها أنا ذا أأكل من كلِ مالذ وطاب فطمئني قلبكِ أُمــاه إني بخير إني بِسلام !
لابد أن هُناك مكان فارغ في سفرة كل أسرة منا إما لشهيد ، جريح ، مفقود، أو أسير نعم نتألم ولكن هل فقدنا ثقتنا بالله؟! هل تراجعنا عن دربِ الحق؟! هل سئمنا الصبر؟!
لا والله الذي أنفسنا بيدهِ مازادتنا هذهِ الجراح والآلآم إلا عزّة وإباء وفخراً ولا نقول إلا : الحمدُلله الذي وفقنا أن أصبحنا مجاهدين في سبيلهِ وشرّفنا الله بالمسيرة القرآنية وكما قال سبحانهُ وتعالى :
(ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
[سورة الجمعة 4]
بل أن استشهاد رجالنا يُحمّلنا مسؤولية أكبر وجهداً ضعف الذي نعملُ به لابد أن نتحمل المسؤولية ونكون متيّقضين ونقابل التصعيد بالتصعيد ونأمر بالمعروفِ وننهى عن المنكر حتى نلقى الله بوجوةٍ طيبةٍ ونكون ممن أبيضت وجوههم كما في قولهِ تعالى :
(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ)
[سورة آل عمران]
العدو يوظف مرتزقتهُ ليلاً نهاراً ليفتتوا عزيمتنا ليكسروا صمودنا ليُشككوا في مسيرتنا تحت مسميات متعددة إنهم لا يوفرون أي جهد في بث السموم بين أوساطنا فكانوا ممن قال الله فيهم :
(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
[سورة التوبة 67]
شهداؤنا كنتم ومازلتم وستظلون في ذاكرةِ الروح ولن يمر عليكم غُبار النسيان مادمنا أحياء في هذهِ الدنيا طبتم وطابت أرواحكم بالخلودِ في جنات النعيم .