النظام السعوديّ يتعلق بأستار الكعبة.. ثم يتراجع
موقع أنصار الله || صحافة محلية || المسيرة: إبراهيم السراجي
بعدَ أن أعلنَ النظامُ السعوديُّ أنه وأنظمة دول خليجية “وافقوا على إعادةِ انتشارِ قوات أمريكية في الخليج”، في استدعاء إضافيٍّ للقوات الأمريكية التي تحتلُّ عمليًا دُوَلَ الخليج، خرج النظامُ السعوديّ مجدّدًا للتعلق بأستار الكعبة، زاعمًا أنه اعترض محاولةً صاروخيةً لاستهدافها، في ادِّعاء يثيرُ الاشمئزازَ وفي نفس الوقت يكشفُ حجمَ الإحباط الذي يعيشه النظام السعوديّ بعد عملية التاسع من رمضان، حيْثُ أدرك هذا النظام، الذي زج بالعشرات من المحللين في قنواته الفضائية ليوجهوا الدعواتِ لأمريكا لتطبيق الحماية، التي يتحدث عنها ترامب علنًا ويقول إنه حصل مقابلها على 450 مليار دولار، أن الأمريكان غير قادرين على حماية منشآت النفط أَو غيرها من قائمة الـ300 هدف التي حددتها وزارة الدفاع اليمنية لاستهدافها ما لم يتوقف العدوان على اليمن.
النظامُ السعوديُّ فِي ظل ما يصفُها بمرحلة الانفتاح، وفقًا للنمط الأمريكي، أقام حفلاتِ مجون واستضاف لها مغنياتٍ أمريكيات مشهورات بالتعري، يظهر اليوم وهو يعلنُ زيفًا وافتراءً أن القوة الصاروخية اليمنية أطلقت صاروخين تم اعتراض أحدهما في سماء جدة والآخر في سماء الطائف، زاعمًا أن الأخيرَ كان متجهًا نحو مَـكَّـة المكرمة ورغم أنه يستحيل جغرافيًا أن تُستهدَفَ مَـكَّـةُ من سماء الطائف؛ كَون الصاروخ يحتاج للقيام بالتفافة مستحيلة، إلا أن مجمل ما أعلنه النظام السعوديّ كان محض افتراء، إذ لم تنفذ القوة الصاروخية أية عملية، ناهيك عن استحالة أن تكونَ مَـكَّـة المكرمة هدفًا للصواريخ اليمنية وهي التي كانت وما تزال هدفًا للنظام السعوديّ الذي تعمد تدميرَ الآثار النبوية والإسْـــلَامية في مَـكَّـة المكرمة.
هذا الادِّعاءُ الزائفُ الذي سبق للنظام السعوديّ استخدامُه يأتي بعدما فشل في محاولاته لجرِّ أمريكا لبذل المزيد لحمايته من الضربات اليمنية ويعد وفق مراقبين استدعاء مبتذلًا للبُعد الإسْـــلَامي، في محاولة لحشد متضامنين حوله بعدما وصلت الضربات اليمنية للأهداف الحيوية السعوديّة إلى مستوىً زعزع مكانةَ هذا النظام وأثار أعظمَ مخاوفه بعد أَكْثَـــرَ من أربعة أعوام من التدمير والجرائم اليومية التي يرتكبها بحق الشعب اليمني بالصواريخ والطائرات الأمريكية والفرنسية والبريطانية وبدعم مستمرّ من كُــــلِّ تلك الدول.
كما يأتي هذا الادِّعاءُ الزائفُ بالتزامن مع إعلان النظام السعوديّ عقدَ قمة عربية وأُخْـــرَى خليجية في مَـكَّـة المكرمة أواخرَ شهر رمضان المبارك؛ لبحث ما وصفها بالتهديدات التي تتعرض لها المملكة، في صورة أُخْـــرَى لمستوى العجز السعوديّ الذي يملك ترسانة عسكريّة هي من بين الأضخم على مستوى العالم، عن مواجهة سلاح الردع اليمني الذي يتطور كُــــلّ يوم.
من جانبه قال المتحدثُ الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع إنها “ليست المرة الأولى التي يدّعي فيها النظامُ السعوديّ استهدافَنا لمَـكَّـة المكرمة، معتبرًا أن ذلك النظامَ “يحاول من وراء هذه الادِّعاءات حشدَ الدعم والتأييد لعدوانه الوحشي على شعبنا اليمني العظيم”، مضيفًا أن هذا الادِّعاءَ يأتي “وقد أثبتت أربع سنوات من الصمود اليماني فشلَه العسكريّ بل والسياسيّ، وبالتالي يحاول مجدّدًا التغطيةَ على جرائمه المرتكَبة بحق شعبنا المسلم وبلدنا باستغلال المكانة الدينية لمَـكَّـةَ المكرمة لدى قلوب المسلمين؛ وذلك لتحقيق أهداف ومخطّطات أعداء الأُمَّـــة “.
وأضاف العميد سريع أنه “بشأن عملياتنا العسكريّة فنحن لا نتردّد في الإعلان عنها ولا نحتاج إلى أن ننتظرَ اجتهاداتٍ غيرَ صحيحة أَو ادِّعاءاتٍ باطلةً تتحدث عن أهدافنا وتوقيت عملياتنا”.
رئيسُ الوفد الوطني: النظامُ السعوديُّ يتعلق بأستار الكعبة
علّق رئيسُ الوفد الوطني محمد عبدالسلام على الادِّعاءات التي سوّقها النظامُ السعوديُّ وقال: إن “أية عملية لوزارة الدفاع يتم الإعلان عنها ولا حرج لدينا عند القيام بأية عملية دفاعًا عن شعبنا وأرضنا”.
وأضاف عبدالسلام أن “استهداف المدنيين والمناطق المقدسة هو أمرٌ منافٍ لأَخْـــلَاقيات الجيش واللجان الشعبيّة” مشيرًا إلى أننا “نتجنب استهداف المدنيين فضلًا عن أماكنَ مقدَّسة، وهذا إفلاسٌ سعوديّ وتعلُّقٌ بأستار الكعبة”.
واعتبر عبدُالسلام أن “السعوديّة اختلقت فقاعاتٍ للتحشيد على المستوى الرسمي والشعبي تحت كذبة “تهديد” مَـكَّـة المكرمة”.
وفضلًا عن نفيه مزاعمَ النظام السعوديّ بشأن مَـكَّـة المكرمة، نفى رئيسُ الوفد الوطني إطلاقَ أية صواريخ قائلًا: إن “ادِّعاء العدوّ باستهداف منطقة الطائف هو محاولة فاشلة لـ السعوديّة للخروج من الورطة التي وضعت نفسها فيها”، مضيفًا أنه “عندما نرد على هذا العدوان ونضرب أهدافًا عسكريّة أَو ذات طابع عسكريّ فإننا نفتخرُ ونعتزُ بهذه العمليات”.
كما أشار عبدالسلام إلى أن “استمرار المجازر هو مسلسل دموي منذ بداية العدوان ولم يراعِ أيةَ حرمة لا لشهر رمضانَ ولا غيره”، مؤكّـــدًا في الوقت ذاته أن “المجازر الوحشية تزيد شعبنا قناعة بأن هذا العدوان لا يمكن أن يتوقفَ إلا بالمواجهة ورفد الجبهات”.
كما اعتبر عبدالسلام أن “القمة العربية والخليجية في السعوديّة هي فقاعةٌ تهدفُ إلى حرف الأنظار عن واقع ما يحصل في اليمن وللحصول على التعاطف الدولي”.
مراقبون: إحباطٌ سعوديّ وإعادةُ تدوير للأكاذيب
مزاعمُ النظام السعوديّ قوبلت بالتكذيب والسخرية من قبل كثيرٍ من المراقبين والباحثين، حيث رأى الباحثُ اللبناني المتخصص في الشؤون السعوديّة والخليجية، علي مراد، في تغريدة رصدتها صحيفةُ المسيرة في صفحته بموقع تويتر، أن “محمد بن سلمان المُحبَط على خلفية تراجع ترامب عن خيار المواجهة مع إيران؛ ولأَنّه وقف وحيدًا ليعترفَ بتعرض مضخات نفطه للقصف دون أن تنفعَه الأسلحةُ المصنَّعة أميركيًا، يلجأ إلى إعادة اجترار الكذبة نفسها بأنّ الحوثي يستهدف قبلة المسلمين قبيل أَيَّــام من تجميعه أيتامه حوله وأيضًا في مَـكَّـة”.
وأضاف مراد أنه “إذا كان هناك سُذَّجٌ في العالمين العربي والإسْـــلَامي قد صدّقوا كذبة محمد بن سلمان قبل عامين بأن الحوثي يستهدف قبلةَ المسلمين، فحكمًا عدد هؤلاء تراجع اليوم؛ لأَنَّ الجمهور العربي والإسْـــلَامي شاهد وسمع في هذين العامين تآمرَ سلمان وابنه على مقدسات المسلمين في فلسطين وكيف كذبا في قضية خاشقجي”.
أما الباحثُ المصري سامح عسكر فقال: إن “التحريضَ الديني الذي تمارسُه المملكةُ الآن ضد اليمن بادّعائها قصفَ مَـكَّـة يثبتُ كذبَ الإصلاح الليبرالي لبن سلمان”، مضيفًا أن الليبرالية تتطلبُ خفضَ التحريض الديني في الأزمات لخطورته على الحريات الشخصية، وفي اليمن سيؤدي التحريضُ الديني لعقابِ شعبٍ بأكمله”.
وأكّـــد عسكر أن توظيفَ الدين سلاحُ الضعفاء خَـاصَّـــةً إِذَا لم تعد أسبابُ الحرب مقنعةً.
ناطقُ العدوان يتراجعُ عن أكذوبة النظام السعوديّ
وكما فشل النظامُ السعوديّ في ربط عملية التاسع من رمضانَ بالصراع القائم مع إيران فقد فشل أيضًا في مزاعمه بشأن استهداف مَـكَّـة المكرمة؛ ولذلك تراجَعَ عن هذه الأكذوبة على لسان الناطق الرسمي باسم تحالف العدوان تركي المالكي الذي أصدر بيانًا مقتضبًا ومتأخِّرًا على غير العادة مساءَ أَمس الاثنين قائلًا إنه “رصدت منظوماتُ الدفاع الجوي الملكي السعوديّ أهدافًا جويةً تحلِّقُ على مناطقَ محظورةٍ بمحافظة جِدّة ومحافظة الطائف، وتم التعاملُ معها وفق ما يقتضيه الموقف”. ولم يتطرق البيان إلى ذكر مَـكَّـة المكرمة كما أنه وعلى غير العادة أيضًا لم يقل إنه تم اعتراضُ صواريخ واكتفى بوصفها بأنها “أهداف جوية”.