الشعبُ اليمني منبعُ الضوء
|| مقالات || علي الزهري
في ظِلِّ استمرارِ الحربِ الاقتصاديةِ والتضييقِ المتعمَّدِ على الشعبِ اليمنيِّ الكريمِ والعزيزِ، ومراهنة أَعْــدَاء اليمن على الورقةِ الاقتصادية في كسر إرادة الشعب، وإفشالهم لِكُلِّ مساعي تحييد الاقتصاد الوطني وآخرها لقاءاتُ الأردن الاقتصادية، والاستمرار في قطعِ مرتباتِ موظفي الدولة، وفرض الحصار الجائر، وخلق أَكْبَــر أزمة إنْسَــانية في العالم بحسب الأمم المتحدة التي يقتصرُ دورُها على التباكي وتنظيم مؤتمرات للمانحين والساكتين في نفس الوقت على ما يحدُثُ لليمن وأهله، الأمم المتحدة المنظمة الدولية التي لم تتورعْ عن استغلالِ معاناةِ الناسِ من خلال جمع الأموال باسمهم، ثم تقومُ عبر برنامج الغذاء العالمي بأعمال جبانة وغير مسؤولة من خلال توزيعِ المساعدات الفاسدة والمنتهية الصلاحية، فوفقَ تقاريرَ إعلامية متعددة تم الحديثُ عن هذا الفساد لمنظمات انتهت صلاحياتُها الإنْسَــانية والأخلاقية، هذا البرنامجُ الذي استورد مؤخراً بحسب الجمعية اليمنية لحماية المستهلك 163 ألفَ كيس دقيق تالفة ومتسوسة وتم رفضُها يوم 18 مايو الجاري من قبل الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس، بالإضافة إلى ضبط وتحريز 24 ألفاً و570 كيس دقيق منتهي الصلاحية بمخازن البرنامج، وإتلاف 90 طن دقيق غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
هذه الأرقامُ والمعلوماتُ المُخيفةُ والفضائحُ الأممية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرةَ، إنه الاستهتارُ الأمميُّ والقُبحُ العالمي وكأن اليمنَ مقلبٌ ومكبٌّ لنفاياتهم، لكن هذه الحالةَ من الاستهتار لن تطولَ، نعم لن تطولَ فالشعب بكل أحراره يخوضون معركةَ الحرية والكرامة والعزة، ومع كُــلّ هذا الاستهتار فإن الشعبَ اليمني منبعٌ للضوء والأمل والكرم والشهامة والقيم والأخلاق والحب والإنْسَــانية، مقابل أخبار القبح الأممي نسمع أخباراً بيضاءَ نقيةً جميلةً صافيةً كأصحابها، تكافل مجتمعي يستحقُّ التقدير، ومبادراتٌ إنْسَــانيةٌ كبيرةٌ، مطابخُ رمضانيةٌ، مشاريعُ كسوة للعيد، بالإضافةِ إلى مشاريعِ الهيئةِ العامةِ للزَّكاةِ والمؤسساتِ الخيرية المحلية.
الشعبُ الكريمُ والكبيرُ لن يقبَلَ بالمهانة وعندَه من عزة النفس ما يجعلُه فوق كُــلِّ تُجَّارِ الحروب وعديمي الضمير والشرف، ولأنه شعبٌ عزيزُ نفس نجدُ أيضاً تناميَ وتوسُّعَ نشاط الأسر المنتجة التي تسعى لستر حالها وتخوضُ معركةَ توفير البدائل المحلية والسعي لتأمين اكتفاء ذاتي محلي يغنينا عن الخارج المتسلط.
التحيةُ لِكُلِّ الأحرَارِ الشرفاء في اليمن الكبير العزيز، وَلَكُلِّ صَاحِبِ قلبٍ وضميرٍ حَيٍّ يحسُّ بالآخرين، وَالسلامُ على كُــلِّ يدٍ عاملةٍ مجاهدةٍ تحمي الوطنَ بحفظ كرامته وعزته وشموخه.