وزيرُنا ووزيرُهم
|| مقالات || عبدالفتاح علي البنوس
وزيرُنا حاضِـــرٌ في الميدان، يُديرُ العملياتِ العسكريةَ، ويتابعُ عن قُربِ المستجداتِ الميدانيةَ على مستوى كُـــلّ جبهة، يزورُ الجبهاتِ ويقفُ على أوضاعِ وأحوال المقاتلين ويشُــــدُّ من عزيمتهم، ويرفعُ من روحِهم المعنوية.
وزيرُنا في العُمقِ السعوديِّ على مشارفِ مدينةِ نجرانَ بعدَ أن قطع كُـــلَّ هذه المسافة بشجاعة وإقدام، لا يحتاجُ إلى طائرات تقلُّه، ولا مواكبَ ترافِقُه، ولا تكييفٍ يقيه حرارةَ الجو.
وزيرُنا يعشَقُ الشهادةَ؛ لذلك لا يُبالي بالحياة ولا يحسبُ حسابَها، وزيرُنا رفيقُ الرئيس الشهيد صالح علي الصمّاد في كثير من زياراته التفقدية للجبهات والمحافظات، وكان الأكثرَ حضوراً معه لاحتفالات تخرج الدُّفَع العسكرية والدورات القتالية والمهرجانات، وزيرُنا كرارٌ غيرُ فرار، مِن على مشارف نجران التقط وزيرُ دفاعنا وقلبُ هجومنا اللواءُ الركن محمد العاطفي الصورَ ومقاطعَ الفيديو، في رسالة تَحَدٍّ يفهمُها المهفوفُ السعودي جيداً.
أما وزيرُهم المدلَّلُ، فهو مشبَّعُ بالعَتَهِ والعبط، لا يُجيدُ غيرَ التخفي والهروب، لا يزورُ جبهاتٍ ولا يتفقَّدُ مقاتلين، ويعتمدُ في الترويجِ لبطولاته السرابية الخارقة على الدبلجة والمونتاج، وهو ديدنُه عند الحديثِ عن زياراته للحَـــدِّ الجنوبي، حيث يلتقي بعضَ مرافقيه مع بعضِ الجنود في صالةٍ أو قاعدةٍ عسكرية أو داخل قصره، ويدَّعي بأن هذه الصورَ في الحد الجنوبي، في حين هو أجبنُ من أن يتحَرَّكَ صوبَ الحد الجنوبي، ولكنه يحاولُ إظهارَ بطولته وشَجاعته السرابية؛ للتغطية على ضعفه ورعبه وحرصه على الحياة، وزيرٌ لا يعيشُ إلا تحتَ المكيِّفات، ولا يسافرُ إلا بالطائراتِ ومواكب السيارات، هو مدعاةٌ للسخرية والاستهزاءِ وجالِبٌ للعار والخزي على نفسه وعلى بلده وعلى شعبه.
وشَـتَّانَ ما بين وزيرِنا المجاهد المقدام، ووزيرِهم المهفوفِ الفرَّار جالبِ العار.
وَمَنْ أَحَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى عَلَيْــــهِ وَآلَـــــه.