عندما تنحرفُ المفاهيمُ تنحرفُ الرؤية

|| مقالات || حمدي الرازحي

تلعبُ الأحكامُ الجاهزةُ التي يطلقُها البعضُ هنا وهناك دوراً كبيراً في تزييفِ الحقائق وتغييبِ الوعي وتضليل العقول تحت عناوينَ ومسمياتٍ متعددة دون أن تستندَ على معاييرِ النقد العلمي القائم على البحث وتقصي الحقائق فأصحابها يتهربون من تحمل تبعات الحقيقة المُرة بحسب موازينهم المغلوطة ومعاييرهم التي لا ترى من الحَــقِّ والحقيقة سوى ما يتوافق مع هوى أنفسهم.

ولعلذَ موجةَ التهكم التي يطلقها البعض من حزمة المعالجات التي تقدمت بها الثقافة والمشروع القُــرْآني للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- والتوجيهات السديدة التي يقدمُها سماحةُ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كمعالجاتٍ جوهرية لتحقيق الاستقلال والانتصار على مؤامرات الأعداء هو من باب التنصُّل من تحمل المسؤولية الدينية والوطنية في إفشال مكائد الأعداء والقيام بواجب التصدي للعدوان السعودي الأمريكي وأساليبه الاجرامية المستهدفة لليمن أرضاً وإنْسَــاناً وتأريخاً وحضارةً وسعي الأعداء الدؤوب لهدم كُــــلِّ مقومات البقاء والصمود وتحديداً كُــــلّ ما يرتبط بالقيم والأخلاق وتزكية النفوس.

وإذا كانت مصطلحاتُ (الحرب الباردة والناعمة) من أبرز الوسائل المستخدمة أثناء الحروب التأريخية بمختلف أشكالها فإننا نشهد حضورَها الفاعل اليوم وبزخم كبير ومن المؤسف أن نجدَ العديدَ من أبناء المجتمع اليمني ومثقفيه يسعون للترويج لها والتهوين من المعالجات المقدمة للتصدي لمخاطرها لا لشيء سوى أن تلك المعالجات قد ولدت في أحضان الثقافة القُــرْآنية لا غير، متجاهلين حقيقة أن الثقافة القُــرْآنية هي المنهجية الوحيدة التي استطاعت أن تحقّــقَ للمواطن والمجتمع اليمني عزتَه وكرامته المسلوبة من قبل جلاوزة الطغاة على امتداد الفترات الزمنية السابقة، ولولا وجود المشروع القُــرْآني لَمَا كان لليمن وشعبِه هذه الأهميّةُ في مختلف المحافل الدولية، حيث أصبحت قوى الاستكبار العالمي تحسب لليمن وقيادته الربانية والسياسيّة الحكيمة ألفَ حسابٍ وحساب.

قد يكون هذا القول مريراً ولكنها الحقيقةُ التي تجاهلها أَو يسعى لتجاهلها البعضُ تحت ضغط الدوافع الذاتية المنبعثة من نفسية أدمنت العيش في سراديب الظلام حتى أصبحت تخافُ من أنوار الحقيقة الساطعة وأصحاب هذه التوجّهات العقيمة كالخفافيش يتسترون خلف حجب العوالم الافتراضية بمسمياتهم الوهمية دون أن يمتلكوا الجرأة للظهور للعلن وهيهات لهم ذلك فالمجتمع اليمني الأصيل بعد أن تحصَّنَ بثقافة القُــرْآن سيلفظُهم كما لفظ العديدَ من أبواق الدجل والتخريف وستبقى الحقيقةُ سيدةَ الموقف وإن كره الحاقدون.

قد يعجبك ايضا