الطائرات المسيرة لعنة أصابت دول العدوان… طيور أبابيل
|| صحافة محلية || صحيفة لا
أصبح من المألوف اليوم أن تحمل الأخبار في طياتها أخبار الطائرات المسيرة للجيش اليمني ولجانه الشعبية
وعملياتها التي أصابت العدوان في مقتل، جاعلة من ضارة الحرب نافعة لنا، عمليات عسكرية غيرت مجرى الأحداث، وجعلت العالم ينظر إلى الجيش واللجان الشعبية اليمنية على أنها قوة لا يستهان بها في أرض الواقع.
حشدت السعودية والإمارات الكثير من جيوش العالم وأحدث العتاد العسكري مع دعم لوجستي من القوى الكبرى للقضاء على شعب اليمن الأبي، فكان الفشل الذريع مصيرهما، فها هم اليوم لا يبحثون سوى عن حلول تقيهم هجمات الطائرات المسيرة.
اجتماعات ثلاثة تحت مظلات المجتمع الخليجي والعربي والإسلامي، تجاهلت قضايا المنطقة العربية والإسلامية، واستعرضت وحشية طيور الأبابيل التي أصابت رأس العدوان (السعودية والإمارات) في عمق أراضيهم، طائرات أضرت بهم وبمصالحهم واقتصادهم، وأصبحت المعدات العسكرية خاصتهم عاجزة عن العمل أمام طيور الأبابيل اليمنية.
يقول قائل إن الحرب على اليمن لعنة أصابت الخليج، بينما يعلق آخر بأن المملكة تورطت وهي في طريقها إلى الزوال.. الطائرات المسيرة، ماذا قال الغرب عنها؟ وكيف أثرت عملياتها على اقتصاد دول العدوان؟ وما هي الرسائل التي أوصلتها إلى العالم؟ سنحاول في هذا التقرير أن نجيب على هذه الأسئلة.
وعود تحققت
بعد انقضاء 700 يوم على العدوان على اليمن، أعلنت حينها دائرة التصنيع العسكري بوزارة الدفاع اليمنية إنتاج الدفعة الأولى من الطائرات المسيرة المصنعة محلياً، حيث تمت إزاحة الستار عن 4 طائرات هي: قاصف، هدهد، رقيب، راصد، لتنطلق بذلك القوات اليمنية نحو مرحلة جديدة من التصنيع العسكري، أصبحت معها قوة على الأرض قادرة على تحقيق الرد والردع لتحالف العدوان وتماديه في استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، ولتنجز بذلك القوات اليمنية الوعود التي قطعتها أمام الشعب اليمني في الحفاظ على أرضه ومقدراته من انتهاكات دول العدوان ومن يواليهم من أبناء شعبنا المغرر بهم.
اليوم ومع امتلاك قوى الجيش اليمني ولجانه هذا السلاح الفعال، أصبحت أكثر إيلاماً للعدوان وأدواته، ولا يبرحون اليوم ويفلحون سوى بالنكران والاستسهال بحدة هذه الضربات التي بلغت بها أرواحهم مبلغاً لا يستهان به.
الرد على جرائم العدوان
الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، وعبر صفحته في “فيسبوك”، قال إن عمليات الرد على العدوان السعودي مستمرة، وأن العملية الأخيرة المتمثلة في استهداف مطار أبها السعودي ورادار الملاحة الجوية خاصته وخروجهما عن الخدمة، جاء رداً على حصار واستهداف الشعب اليمني، وأضاف أن الاستهداف الأخير لمطار أبها الدولي والملاحة الجوية أدى إلى خروج المطار عن الخدمة وتعطيل الملاحة فيه، وإن تصريحات العدوان التي تحدثت عن إسقاط 5 طائرات مسيرة عارٍ عن الصحة، وأكد سريع وصول الطائرات إلى أهدافها وأصابتها بدقة عالية.
تضرر منشآت النفط السعودية
دورية “ذا دفانس بوست” تحدثت عن وقوع أضرار كبيرة في المنشآت النفطية السعودية جراء استهداف طائرات بدون طيار تتبع الجيش اليمني، وإن هذه الهجمات اضطرت شركة أرامكو النفطية إلى اتخاذ إجراءات وقائية وأمنية شديدة على أعلى مستوى، وعلى لسان المتحدث الرسمي باسم جماعة أنصار الله، محمد عبدالسلام، تحدثت الدورية: إن استهداف المنشآت الحيوية السعودية هو رد على اعتداءات السعودية وارتكابها جرائم جماعية بحق الشعب اليمني، إلى جانب الحصار الجائر الذي فرض على الشعب اليمني.
وأوردت الدورية معلومات عن إيقاف السعودية ضخ النفط الخام على خطوط الأنابيب الرئيسية السعودية، وأن هناك إجراءات وقائية شديدة تتخذها السعودية لتحقيق الأمن وحماية خطوطها النفطية، وتشكل هذه الخطوط الحيوية قدرة على نقل 5 ملايين برميل يومياً على أقل التقديرات بواسطة شركة أرامكو، وأن خط الأنابيب الذي يبلغ 1200 كم، ويصل بين المناطق الشرقية في السعودية ومدينة ينبع على البحر الأحمر، تعرض لعدة عمليات عسكرية.
اليمن كسر الحظر الغربي
يقول المحلل الفلسطيني إيهاب جويدات إنه وبعد إعلان قوات الجيش اليمني مطلع العام 2017 تصنيع طائرات بدون طيار، والمتحدث الرسمي باسم تحالف بني سعود يصيغ الجمل والعبارات التي تؤكد -حسب قوله- عدم وجود هذه الطائرات، وأنها محض خرافة، والحقيقة أن أغلب الوسائل الإعلامية العالمية كانت تحمل جانباً كبيراً من الشك حول حقيقة تصنيع اليمن لطائرات الدرون، الأمر كان مستبعداً، خصوصاً وأن أغلب الدول لا تحمل أحقية التصنيع لها لأسباب سياسية وعسكرية مرتبطة بالدول الكبرى.
وقال جويدات: إن حادثة العملية التي نفذت على عرض عسكري في القاعدة الجوية العند بمحافظة لحج، مطلع هذا العام، شكلت رسالة معينة لقوى الحرب المشاركة في حرب اليمن، وأشار إلى أنه اطلع على ما ينشر حول موضوع الطائرات المسيرة اليمنية في أكثر من دورية أجنبية، وكلها أكدت دخول اليمن قائمة الدول المصنعة للدرون، وقال: ”من المدهش أن دولة تعرضت لأكثر عمليات عسكرية بهذه الطائرات، تصبح إحدى الدول المصنعة لها”.
صفعة شديدة لدول العدوان
ما تحدث عنه جويدات، يؤكده المحامي والمحرر في الأخبار السياسية الخارجية محمد رأفت، عن أن هناك دولاً غربية ستعيد فتح سفاراتها في صنعاء، بعد العمليات الأخيرة، اعترافاً بشرعية حكومة صنعاء كممثل شرعي ووحيد للشعب اليمني، وهو ما يمثل صفعة شديدة لدول العدوان. وأضاف: من المهم أن تقوم حكومة صنعاء بالتوقيع على ميثاق روما والانضمام للجنائية الدولية، فذلك سيجعلها قادرة على ملاحقة الإمارات والسعودية أمامها.
وقال رأفت، وهو مدير المجموعة الدولية للاستشارات، إن مطار أبها تعرض لقصف مكثف بالطائرات المسيرة من حكومة صنعاء، يتزامن ذلك مع نشر إعلام السعودية والإمارات لفيديو مفبرك ادعوا فيه سقوط صاروخ على صالة المسافرين، بعد أكثر من يومين على الحدث، دون أن يقوموا بعرض أي مصابين، واختتم حديثه: “أؤكد لكم أن صنعاء اليوم تملك اليد العليا فوق السعودية”.
فرض معادلة جديدة
الصحفي اليمني في القاهرة محمد خياط تحدث أن سلاح الجو فرض معادلة جديدة على دول العدوان، وأن عملية استهداف مطار دبي بواسطة هذا السلاح، جعلت العالم ينظر إلى مصالحه بصورة أخرى، وقال: دول العدوان، وأخص بالذكر الإمارات، عبارة عن كيانات اقتصادية أجنبية، أتيح لها الجو المناسب للاستثمار، لكن عمليات استهداف المواقع الحيوية كالمنشآت النفطية والمطارات، ستؤثر فعلياً على هذه الكيانات، وعلى المدى القريب سيشكل هذا السلاح لعنة على هذه الدول، وأضاف: السعودية أيضاً ليست في منأى من هذه الحوادث، فقد تم مؤخراً استهداف مطار أبها وقاعدة الملك الجوية وتعطيل الحركة الملاحية فيها، واستهداف مرابض ومحطات الطائرات في مطار جيزان، والكثير من التجمعات العسكرية والقواعد في جنوب اليمن كقاعدة العند ومعسكر رأس عباس، ومناطق عديدة في العمق السعودي.
واختتم خياط حديثه بالقول: هذه الحرب وإن كان فيها من الظلم الكثير الذي تعرض له الشعب اليمني، إلا أنها ميزت الخبيث من الطيب، وجعلت اليمن ينتج ويصنع أسلحته، فإلى جانب الطائرات المسيرة، هناك الصواريخ الموجهة التي تمت إعادة هندستها في وحدة التصنيع العسكري، والقادم أعظم.
القصة أكبر من مجرد عمليات عسكرية أصبحت اليوم تشكل ردعاً لدول العدوان، وتجعلها تفكر ألف مرة في حربها على اليمن، للقصة فصول كثيرة ترتبط جميعاً بحقيقة زوال هذه الدول، فالمؤشرات الاقتصادية والعسكرية وحتى السياسية تصب جميعاً في أن هذه الكيانات عبارة عن تجمعات يأخذ العالم منها ما يشاء ويلفظها عند الانتهاء، العالم دائماً يحترم الأقوى بسياسته ورجاله، وليس من يركعون بأموالهم وثروات شعوبهم أمامه.