“مؤتمر المنامة”.. بين تطبيع العميل ومقاومة الاصيل
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || موقع المنار: ذوالفقار ضاهر
جددت القوى البحرينية الوطنية تأكيدها عل رفض ما يسمى “مؤتمر البحرين” التطبيعي مع العدو الاسرائيلي والذي يقام خدمة لاعداء الامة، ودعت هذه القوى الحرة الى فعاليات مناهضة له في عموم مناطق البلاد، وشددت على ضرورة المشاركة في موقف يعبر عن حقيقة مواقف الشعب والجمعيات والتيارات والحركات السياسية الوطنية في البحرين، التي تعيش قضايا الامة وتتفاعل معها بكل الظروف والمراحل.
فقد توالت ردود الأفعال البحرينية الرافضة لمؤتمر البحرين الذي تنظمه الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع العدو الإسرائيلي وحكومة البحرين في 25 و 26 حزيران/يونيو الجاري في العاصمة البحرينية المنامة والذي يعتبر انطلاقة للشق الإقتصادي لما يعرف بـ”صفقة القرن” والهادفة لتصفية القضية الفلسطينية كما بات الجميع يعلم والتي تحاول الادارة الاميركية برئاسة الرئيس دونالد ترامب التسويق لها بحثّ من صهره ومستشاره الصهيوني جاريد كوشنر وبتحريض ودعم من بعض الجهات والحكام في المنطقة والخليج.
وقد رصد موقع “قناة المنار” تصاعد وتيرة الرفض البحريني لهذا المؤتمر واعتبار قبول استضافته من قبل النظام الحاكم في المنامة بمثابة خيانة لقضية فلسطين وتثبيت كل الإتهامات للنظام في البحرين بالهرولة نحو التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
فمن جانبه، أكد آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في عدة بيانات تنديده بـ”صفقة القرن”، ودعا لرفضها ومناهضتها، كما أعلنت “جمعية الوفاق الوطني الإسلامية” المعارضة “تنظيم منتدى السيادة من أجل السلام والازدهار في العاصمة اللبناية بيروت رفضا لمؤتمر البحرين”.
هذا وأصدرت “المبادرة الوطنية البحرينية لمناهضة التطبيع مع العدو الإسرائيلي”(وهي إطار يجمع عددا من الجمعيات السياسية والأهلي البحرينية) نداء طالبت فيه “شعب البحرين برفض المؤتمر ومناهضة التطبيع”، كما أعلنت “رفع علم فلسطين على مباني الجمعيات السياسية والأهلية المنضوية تحت إطار المبادرة تعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ومناهضة التطبيع”.
بدوره، أعلن “تيار الوفاء الإسلامي وحركة الحريات والديمقراطية (حق)” عن موقفهما الرافض لمؤتمر البحرين ودشنا شعارا للفعاليات الميدانية والإعلامية المناهضة للمؤتمر، واعلنا عن تنظيم تظاهرات وحداد عام عشية ويومي المؤتمر تحت شعار حداد القدس وفلسطين ليست للبيع، مع تنظيم حملة اعلامية رافضة للمؤتمر دشن فيها نشر عدد من المواقف الرافضة لشخصيات علمائية و سياسية، كما أعلن “إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير” المعارض عن رفضه لمؤتمر البحرين، ودعا لفعاليات مناهضة تحت شعار لا لصفقة ترامب.
وبالسياق، أشارت مصادر بحرينية متابعة الى انه “على مستوى الداخل، قام نشطاء رافضون للمؤتمر بقطع عدد من الشوارع العامة بالاطارات المحترقة تحت عنوان القدس ليست للبيع”، وتابعت ان “النشطاء كتبوا الكثير من العبارات الرافضة للتطبيع والمناهضة للعدو الإسرائيلي على جدران وواجهات المنازل والشوارع العامة”.
وذكرت المصادر ان “النظام في البحرين يحاول التنصل من مسؤوليته عن جريمة التطبيع عبر القول إن المؤتمر يتحدث في الإقتصاد و الازدهار في المنطقة وليس له أي علاقة بالشأن السياسي”، ولفتت الى ان “قوات الامن التابعة للنظام شنت حملة اعتقالات طالت عدد من النشطاء تمهيدا لعقد المؤتمر”.
أما على مستوى القوى البحرينية في الخارج، فقد نظم “تكتل المعارضة البحرانية” في بريطانيا وقفة رافضة للمؤتمر امام سفارة حكومة البحرين في لندن تحت عنوان القدس ليست للبيع وبالمثل نظم نشطاء في العاصمة البلجيكية بروكسل وقفة رافضة امام سفارة البحرين.
وفي تصريح خاص لموقع “قناة المنار”، قال ممثل حركة (حق) البحرينية المعارضة في الخارج الأستاذ عبد الغني الخنجر إن “ورشة البحرين ولدت ميتة حيث فشل الرئيس الأمريكي وإدارته في الترويج لها”، واضاف “هذا الفشل واضح وهو نتيجة لسببين أساسيين: الأول الموقف الفلسطيني الموحد في رفض ورشة البحرين أو المشاركة فيها”، وتابع ان “السبب الثاني هو موقف شعوب المنطقة والعالم العربي والاسلامي ومن بينها موقف شعب البحرين الرافض للتطبيع بكل تلاوينه السياسية والمذهبية”.
واللافت هنا ان النظام البحريني يقدم نفسه في موقع المتقدم على الاميركي والاسرائيلي في دعم هذه الصفقة المشؤومة لضرب قضايا الامة الاساسية والمركزية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، في تأكيد للمؤكد عن هذا التخلي المطلق والمستمر للكثير من الانظمة العربية والخليجية عن حقوق الامة وقضاياها، وهو دليل واضح على السعي الدائم لهذه الانظمة لتطبيع العلاقات مع العدو الاسرائيلي أيا كانت الاثمان المكلفة التي تقدم في هذا السبيل، فهذه الانظمة تحاول تقديم الخدمة العظمى لكيان العدو عبر إظهاره انه بات “حالة طبيعية” في المنطقة وانه ليس بالغدة السرطانية التي تلوث جسد المنطقة وتبث السموم فيه .
ولعل الموقف الفلسطيني الباهر في هذا السياق، ومن خلفه كل المواقف العربية والاسلامية الشعبية والوطنية والمقاومة، ولا سيما الموقف المشرف للشعب والتيارات الوطنية المعارضة في البحرين، كل هذه المواقف عرّت الانظمة العربية والخليجية وأسقطت الاقنعة عن جميع الحكام، سواء من يتبجح بضرورة حضوره ومشاركته بما يسمى “مؤتمر البحرين” او تلك الانظمة التي تحاول البحث عن حجج او مبررات تحاول من خلالها اقناع نفسها والكذب على الشعوب بأن الحضور لا مفر منه او ان الحضور على الطاولة ضروري لمعرفة كل ما يجري، فكل ذلك هو مجرد أكاذيب ومناورات احتيالية لا تهدف الا لتقديم الخدمات للاميركي والصهيوني وتضرب مصالح وقضايا الامة وحقوق شعوبها الثابتة التي لا تسقط بمرور الزمن ولا تغيب بمؤتمرات واهية وواهنة.