المخاوفُ الإسرائيلية لا ترقع الفشلَ السعودي
|| مقالات || طالب الحسني
تبادُلُ المخاوف بين كيان العدو الإسرائيلي والسعودية من انعكاسات الحرب على اليمن ليست وليدةً، لكن جديدَها تعدُّدُ الهزائم التي تتعرَّضُ لها الرياض وأبوظبي ومن خلفهم الولايات المتحدة الأمريكية.
تشعُرُ تل أبيب بحليفتها الرياض، فثمة إحباطٌ مشتركٌ يجمع الحلفين في الجبهتين اليمنية والإيرانية، فترامب أظهر عجزاً أمريكياً في التعاطي مع الأمور العسكرية الأكبر حجماً من اتخاذ قرار متسرع قد يخطئ فتنهار متارس الهيمنة الأمريكية في المنطقة.
يبدو ظهرَ السعودية مكشوفاً لضربات متتالية، طوال الستة الأشهر الماضية، فما تحملُه الطائرات المسيّرة وصواريخ الكروز والصواريخ الباليستية التي تغير على مطاراتها وثكناتها العسكرية، ومراكز النفط، تقول إن معادلات الحرب تغيرت بعد أربعة أعوام ورُبع العام الخامس والخشية من المقبل من الأيام.
ثمة نقاطٌ أخرى مشتركة بين الجانبين السعودي والإسرائيلي، تتعلق بالدفاعات الجوية للكيانين، فلا القبة الحديدة التي يفاخر بها العدو الإسرائيلي أَجْدَت في رد صواريخ المقاومة الفلسطينية، ولا الباتريوت الأمريكي والباك ثري الموزعة في العمق السعودية نفعت هي الأخرى في رد النيران القادمة من اليمن.
ظهور نتنياهو متعاطفاً مع الرياض، ومتخوفاً من انعكاسات فشلهما معاً في اليمن، يترافق مع استنفار سعودي وإماراتي، أخفقا في تجميع مزيد من الحلفاء، والمنقذين، بعد عقد ثلاث قمم معاً عنوانها الصواريخ اليمنية، وحشر معها الامن القومي العربي والدولي، في حين أن منشأها رحى الحرب المتغيرة فثمار النصر التي كان يُترجى قطفُها سعودياً وإماراتياً وأمريكياً، أدّت إلى مرارات تسحب مخاوفَ من المستقبل العسكري والوجودي.
تصريحاتُ نتنياهو تتزامن أيضاً مع استحضار الوزير السعودي الجبير مشتركاتٍ أخرى تتعلق في أن الجانبين السعودي والإسرائيلية يواجهان حرباً من نوع واحدة، الأولى يقومُ بها حزبُ الله ضد كيان العدو الإسرائيلي، والثانية تقومُ بها اليمن ضد الكيان السعودي.
الفزعةُ الإسرائيلية ومخاوفُ نتنياهو لا تغيّر الحال، ولا تضفي جديداً على الإخفاق السعودي والإماراتي في اليمن، والإخفاق الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة، فحلقاتُ الخيبة تكبرُ مع مرور الوقت.