الأوراقُ الخاسرة
|| مقالات || علي الزهري
منذُ تأسيسِ مملكةِ المنشار والكِيانِ السعوديّ يشُـــنُّ حروباً متعدِّدةَ الأوجهِ على الشعب اليمني الجارِّ، تنوَّعت أوراقُه لكنها كانت ولا زالت تتجهُ في مسارٍ واحدٍ وهو أذيَّةُ اليمن، ومحاولةُ تعطيلِ قدراته وتمزيقِه وسلب قراره ونهب ثرواته، حاربت المملكةُ الثورةَ السبتمبرية، موَّلت الحروبَ الداخلية، وامتدَّت يدُها القذرةُ الملطخةُ بالحِقدِ والدمِ؛ لتغتالَ مشروعَ الدولةِ اليمنية القوية باستهدافِ رائد المشروع الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.
ومن ورقةٍ لورقةٍ لم تتورَّعْ يوماً عن أذيتِنا، فوقفت بوجهِ حلم إعادَة توحيد شطرَي اليمن العزيز، تحقّــقت الوحدةُ رغماً عنها، لكن آلَ سعود لم يكفوا أيديَهم عنها حتى اليوم، فجتاحوا اليمنَ بفكرهم الداعشي الوهَّابي ودخلوا إلى كُـــلّ محافظة تحت مسمياتٍ متعددةٍ: مراكز تحفيظ وحلقات ومحاضرات وندوات وجمعيات وغيره، سَرعانَ ما ظهرت مخرجاتُها لنشاهدَ الوحوشَ البشريةَ توزِّعُ حِقدَها وتطرُّفَها على قارعة الطريق مفخخات، وفي الساحات العامة والمساجد أحزمةً ناسفة، وخلايا الاغتيالات كانت في تنامٍ مخيفٍ، وما حوادثُ السبعين ومستشفى العُرضي والتحرير ومساجد بدر والحشحوش والبليلي إلا شاهدٌ بسيطٌ على قُبحِ المخرجات ونتانتها، فيما كانت اللجنةُ الخَاصَّـــةُ توسِّعُ من كشوفاتها ليصلَ الريالُ السعوديُّ النجس إلى أغلبِ الجيوب السياسيّة والدينية والعسكريّة والقبلية، فكانت نتائجُ وصولِه تسيُّدَ السفير السعوديّ على القرار اليمني.
ثار الشعبُ في العام 2011 فوقفت مملكةُ داعش بوجهِ الثوار وحضرت سريعاً لتُجهِضَ المسارَ الثوري بمبادرتها الخليجية، وتنصيبِ الكارثة الصغير هادي رئيساً على اليمن الكبير، وفي عهدِه البائس تمَّت عمليةُ تمزيق الجيش وإعدام عدد كبير من قدرتِنا الصاروخية؛ ولأن الشعبَ الحُـــرَّ رفض حَـــرْفَ مسار ثورته وأصر على تصحيحِه وَالتخلُّص من الوصاية والهيمنة حلَّق طيرانُ مملكة الإرهاب ليقصِفَ الأحرارَ ويدمّـــرَ البلدَ الجميل، وبالتزامن مع الورقة العسكريّة تحَــرّكت العديدُ من أوراق الحرب، فمِن الاقتصاد إلى الإعلام والسياسة والأمن والحصار والتجويع، وتصاعد الحقدُ ليصلَ إلى استخدامِ منظماتٍ عالمية تدورُ في فلك المستكبرين والمعتدين، ومنها برنامجُ الغذاء والسوس العالمي، لتتدفَّقَ المساعداتُ الفاسدةُ لتُجهِزَ على مَن نجا من قصف الطيران.
نعم إنَّ اليمنَ اليومَ يواجِهُ كُـــلَّ أوراق العدوان بكافة أشكالها، وبصمودِه ووعيِه وبأسِه وحكمتِه، سيحيلُها إلى الجحيم، وهو ما نشاهدُه اليوم وما تؤكّـــدُه الوقائعُ العسكريّةُ والسياسيّةُ، فأوراقُ الكِيانِ السعوديِّ ومَن يدورُ في فلكه خاسرةٌ، والأَيَّــامُ حُبلى بالكثير من المعطيات التي ستُثبِتُ ذلك، فالشعبُ اليمني بعدالةِ قضيته ومظلوميتِه وصبرِه سيحرقُ المعتدين مع كُـــلّ أوراقهم..
الله غالب.