اعتقال زعيم “داعش” في اليمن.. البطاقة السعودية الأخيرة تكشف وجهها القبيح.
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
أعلنت وسائل الإعلام التابعة لتحالف العدوان السعودي الإماراتي بأن القوات الخاصة السعودية ألقت القبض يوم الثلاثاء الماضي على زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي في اليمن الملقّب بـ”أبو أسامة المهاجر”.
وحول هذا السياق، صرّح المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي العقيد الركن “تركي المالكي” بأن القوات الخاصة السعودية ونظيرتها اليمنية نفّذت عملية نوعية ناجحة بالداخل اليمني، تم على إثرها إلقاء القبض على أمير تنظيم “داعش” الإرهابي باليمن الملقب بـ “أبو أسامة المهاجر” والمسؤول المالي للتنظيم وعدد من أعضاء التنظيم المرافقين له.
وأوضح العقيد “المالكي” في بيان أن المراقبة المستمرة لأحد المنازل أثبتت وجود زعيم التنظيم وأعضاء من تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأضاف العقيد “المالكي” أن العملية استمرّت مدة 10 دقائق منذ بداية الهجوم، وتمّ إلقاء القبض على المطلوبين وحصر المضبوطات الخاصة بالإرهابيين والتنظيم، ونتج عن العملية إلقاء القبض على زعيم التنظيم، وكذلك أعضاء من التنظيم ولم يصب أي من النساء والأطفال داخل المنزل، ولم يكن هناك أي أضرار جانبية بالمدنيين.
كما أسفرت العملية عن مصادرة عدد من الأسلحة والذخيرة، وأجهزة لاب توب وكمبيوتر، وأجهزة اتصال وغيرها من المقبوضات.
إن الغريب في الأمر هنا، هو أن هذا العملية جاءت عقب مرور أربعة أعوام على انتشار هذا التنظيم الإرهابي في العديد من المناطق الجنوبية والشرقية اليمنية التي تشرف عليها قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي وهنا يمكن القول بأن اعتقال زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي خلال الأيام الماضية جاء متأخراً كثيراً.
لماذا اختار تنظيم “داعش” الإرهابي اليمن؟
في عام 2015 حذّر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، “إسماعيل ولد الشيخ”، من أن تنظيم “داعش” الإرهابي في شبه جزيرة العرب يقوم بتعزيز تواجده في حضرموت والمكلا في اليمن، ويواصل هذا التنظيم بالقيام بعمليات اغتيال للقادة السياسيين ورجال الأمن.
وحذّر “ولد الشيخ” من أن استمرار القتال في أعقاب انهيار وقف الأعمال العدائية ومحادثات السلام المتوقفة، يعطي مساحة للجماعات الإرهابية لتوسيع انتشارها في المنطقة.
يذكر أن “ولد الشيخ” قال أمام مجلس الأمن في 31 أغسطس/ آب 2016، أن استمرار التصعيد العسكري، سوف يمنح الفرص لانتشار الجماعات الإرهابية، القاعدة وتنظيم “داعش” لمواصلة إلحاق الضرر في أجزاء كبيرة من اليمن.
وفي سياق متصل، أفادت العديد من التقارير الإخبارية بأن تنظيم “داعش” الإرهابي يعتمد على عدة موارد لتمويل نشاطاته، وتتنوع بحسب المناطق التي يسيطر عليها، وتتراوح بين فرض الضرائب على الناس، وأموال يطلق عليها وصف الزكاة وسرقة المنازل وتأجير الأراضي والأبنية المستولى عليها وبيع منتجات النفط خاصة في مدينة المكلا التابعة لمحافظة حضرموت وأكدت تلك التقارير بأن جميع أعمال تصدير النفط التي يقوم بها تنظيم “داعش” الإرهابي، تتم تحت إشراف القوات الإماراتية المتمركزة في تلك المناطق.
لماذا يتم تقديم الدعم الكافي لتنظيم “داعش” الإرهابي في اليمن؟
أظهرت تقارير إخبارية عالمية أن عمليات التنظيم الإرهابي جاءت في أغلبها بتمويل إماراتي من أجل التآمر على البلدان العربية ووقف تمدد الديمقراطية التي يخشاها حكام أبوظبي ومن وجهة نظر متقاربة، فإن الدعم الذي تقدّمه الإمارات للأنظمة الديكتاتورية في المنطقة، هو بمثابة دعم حقيقي لتنظيم “داعش” وكل الجماعات المتطرفة، لأن ذلك يزوّد تنظيم “داعش” بالفوضى والدم الذي يحتاجه للبقاء، كما تسعى دولة الإمارات للهيمنة على القوى الإرهابية لضمان الولاء والتبعية لها وتحقيق مطامعها في المنطقة.
ولم يختلف الأمر كثيراً في اليمن، فقد أكدت التقارير أن الإمارات تدعم الجماعات الإرهابية هناك، ومنها جماعة “أبو العباس” الداعشية المتحالفة مع تنظيم القاعدة في تعز، وهي جماعة تعمل خارج إطار الدولة وترفض الانصياع لحكومة “منصور هادي” المستقيلة، والتي تدّعي السعودية والإمارات أنهما تدعمانها، كما أنشأت الإمارات الحزام الأمني في عدن وقوات النخبة الحضرمية.
وسمح الصراع في تعز، بتعزيز دور “أبو العباس” وبدعم مباشر من الإمارات، وخلال صراعه مع الجيش اليمني واللجان الشعبية بانتشار عناصر تنظيم القاعدة داخل تعز، لتعزيز قواته وتقييد النفوذ السياسي والعسكري لحزب الإصلاح، فأبو العباس سمح خلال صراعه مع قوات “أنصار الله” بالحدّ من نفوذ حزب الإصلاح الذي تعاديه الإمارات، وانتشار عناصر تنظيم القاعدة داخل مدينة تعز بوصفهم عاملاً يضاعف من فاعلية قواته.
الدعم الإماراتي والسعودي لتقوية الفصائل الإسلامية المسلحة المتشددة في مواجهة “أنصار الله”، أدّى بدوره إلى تفكك كيان الدولة وقامت مقامها تنظيمات إرهابية متطرفة تحمل السلاح وتؤمن بالعنف ولا تعترف بشرعية الدولة، وهو ما أسهم في إطالة أمد الصراع وتكوين بيئة حاضنة للتطرف وللجماعات المتشددة.
وكشفت مصادر استخباراتية أن الاجهزة الأمنية اليمنية، حصلت على مراسلات ووثائق تثبت تورّط حكومة الإمارات في دعم تنظيم “داعش” والجماعات الإرهابية المتطرفة في اليمن، وأكد المصدر أن الاستخبارات الإماراتية قدّمت أموالاً وأسلحة بكميات كبيرة لقيادات تابعة لتنظيم “داعش” في اليمن لتنفيذ أعمال إرهابية وتفجيرات واغتيالات.
لماذا اعتقل زعيم “داعش” فجأة في اليمن؟
إن عملية اعتقال “أبو أسامة المهاجر”، المسؤول المالي لجماعة داعش الإرهابية، كانت غير متوقعة وذلك لأن “المهاجر” كان خلال السنوات الأربع الماضية يتنقل بكل حرية وبشكل متكرر في المناطق القريبة من قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي المتمركزة في جنوب اليمن.
إن هذه التطورات الميدانية وهذا الاعتقال المفاجئ ذو صلة قريبة بالتغييرات التي طرأت على قواعد اللعبة في ساحة الحرب اليمنية وتمكّن قوات الحكومة في صنعاء و”أنصار الله” من السيطرة على أجزاء كبيرة في جنوب اليمن وإلحاق الكثير من الهزائم بالمملكة داخل العمق السعودي.
يبدو أن السعوديين، أيقنوا بأن قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكّنوا خلال الفترة الماضية من إحراز تقدّم ملحوظ في المناطق الجنوبية اليمنية وتمكّنوا من توجيه ضربات صاروخية موجعة داخل العمق السعودي ولهذا فلقد قرر تحالف العدوان من التخلص من فلول تنظيم “داعش” الإرهابي المنتشرة في المناطق الجنوبية والسيطرة على تلك المناطق قبل أن تتمكن قوات “أنصار الله” من السيطرة على تلك المناطق.