المراكز الصيفية.. نجاح وصمود يتجدد.. أكثر من 2400 مركز صيفي في 7 محافظات تحتضن أكثر من 123 ألف طالب وطالبة
|| صحافة محلية || صحيفة الثورة
دشنت مطلع الأسبوع الماضي في أمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية المراكز الصيفية في المدارس والمساجد ودور تحفيظ القرآن، وحسب الأرقام التي حصلت عليها “الثورة ” فقد بلغ عدد المراكز الصيفية بالجمهورية لهذا عام (2450) مركزاً تقام فيها الدروس العلمية لتحفيظ القرآن الكريم والفقه والسيرة واللغة العربية والأنشطة الرياضية والصحية والبيئة والمهنية والمسابقات الشعرية والقصة والرسم والخطابة والأنشطة الكشفية، وبلغ عدد الطلبة الملتحقين أكثر من (123500) طالب وطالبة وعدد العاملين بالمراكز ما يقارب (7500) معلم ومعلمة.
وشهد تدشين المراكز الصيفية زخماً كبيراً من قبل قيادة البلاد وحكومة الإنقاذ والمجتمع عامة لما لها من أهمية كبيرة في تعزيز مهارات وقدرات الطلاب والشباب من الجنسين وشغل وقتهم خلال الإجازة الصيفية بما يعود عليهم وعلى وطنهم بالنفع والفائدة بعيداً عن مساعي البعض لجر الشباب لبؤرة التطرف والأفكار الهدامة وغير السوية.
ففي أمانة العاصمة دشنت المراكز الصيفية في 22 يونيو، بإقامة أنشطة المراكز في 205 مدارس حكومية وعدد من المساجد والمدارس العلمية والمراكز المغلقة بأمانة العاصمة.
وتشمل أنشطة المراكز 11 برنامجا تدريبيا وتأهيلي من مكتب التعليم الفني بالأمانة، وعدد من الألعاب الرياضية، وإقامة 10 مخيمات كشفية مغلقة لمدة 20 يوماً، وعدد من الأنشطة الصحية بالمراكز الصيفية ومنها تنظيم ستة برامج توعية تثقيفية صحية, وعقد عدد من الدورات في الإسعافات الأولية الطارئة.
تجهيزات
وفي هذا الجانب تحدث وكيل وزارة التربية والتعليم الدكتور محمد لطف السقاف رئيس اللجنة الفنية للمراكز الصيفية عن كيفية الترتيب للمراكز الصيفية وما هي الأنشطة التي تقام في المراكز الصيفية وغير ذلك من التساؤلات حيث قال: عملية الإعداد والترتيب بدأت منذ أكثر من أربعة أشهر لتجهيز أدبيات العمل والمناهج وتوزيعها ومستلزمات تنفيذ الأنشطة واعتماد المراكز، وتم توزيع المناهج للمحافظات والمديريات والمراكز الصيفية، والعمل مستمر لاستكمال التوزيع.
أجور المعلمين وفق آلية
وتحدث السقاف عن أجور العاملين بالمراكز الصيفية مبيناً أن العمل من أساسه طوعي، ولكن هناك موازنة مرصودة أعدت وستصرف مبالغ مالية كحوافز للعاملين وفق آلية منظمة تضمن عملية الصرف لمن هم عاملون في المراكز وفقا لحافظة الدوام.
وأضاف: ستقام مخيمات كشفية في مراكز بعض المحافظات ومراكز نوعية صيفية في كل مديرية، ومركز نوعي تقام فيه مختلف الأنشطة العلمية والمهارية وخلق بيئة تنافسية في كافة الجوانب.
40 يوما دراسة
مبينا أن مدة الدراسة هي أربعون يوما بدأت منذ 22 يونيو الماضي، والجدول الدراسي صباحي وهناك مراكز نوعية دراسية تقام فيها أنشطة صباحية ومسائية، وخلال الأسبوع المقبل سيتم تشكيل لجان اجتماعية من الأعيان والشخصيات الاعتبارية وعقال الحارات ومدراء المدارس وخطباء المساجد من المجلس المحلي، وذلك في إطار كل عزلة وقرية ومديرية لمتابعة الأنشطة والدفع بالأبناء بالتسجيل والبحث عن مصادر تمويل إضافية للأنشطة.
وأوضح السقاف أن هناك تعميماً من قبل وزير التربية والتعليم بمنع إقامة أي مركز ما لم يكن مرخصاً من قبل اللجنة الفرعية للمراكز الصيفية بالمحافظة وفقا للشروط والمعايير المطلوبة لفتح مركز لحماية الشباب والطلاب من الاستقطاب لمراكز لا تلبي طموح واحتياجات الطلبة.
دحض إعلام العدوان
وحذر السقاف من الاستماع لقنوات وإعلام قوى العدوان والذين يروجون في وسائلهم الإعلامية لتخويف الناس من المناهج ورغم هذه الحملة المنظمة إلا أن الإقبال كبير، مطمئناً أولياء الأمور بأن المناهج مفيدة للطلاب ولا يوجد فيها تطرف أو تعصب وتم إعداد منهج وفقا لاحتياجات الطلبة.
ووجه الدكتور السقاف رسالة لأولياء الأمور للدفع بأولادهم للالتحاق بالمراكز الصيفية ليستفيدوا من وقت الفراغ والعطلة وأن لا يلتفتوا لأبواق وإعلام قوى العدوان ومرتزقته، وأن بقاء الطالب دون أن يشغل وقته وإجازته بما يفيده يجعله عرضة للانحراف والضياع والاختلاط برفاق السوء وهذا قد يشكل خطراً على الطلبة.
وفي ختام حديثه تقدم الدكتور السقاف بالشكر لأولياء الأمور على تفاعلهم في تسجيل أولادهم والمساهمة في دعم المراكز ماديا ومعنويا لإقامة فعاليات وأنشطة بالمراكز، كما وجه شكره لكل اللجان العاملة على إنجاح المراكز الصيفية، ودعا التربويين والخطباء وخريجي الجامعات ومن لديهم القدرة على العطاء والتدريس لتنفيذ أنشطة المراكز إلى أن يلتحقوا لما لهم من دور فاعل.
أنشطة متعددة
وأوضح نائب مدير المنطقة التعليمية بمديرية التحرير حمزة الكبسي أن للمديرية إسهاماتها في إقامة المراكز الصيفية والمتمثلة في ٤ مراكز للبنين و٣ مراكز للبنات والمقامة في مدارس سيف والفاتح وخالد بن الوليد والفريق العمري والوحدة وجمال جميل إضافة إلى ملعب الظرافي.
ونوه الكبسي بأن أنشطة المراكز تشمل التقوية في المواد الدراسية والرياضة بإقامة منافسات في ألعاب كرة القدم والطاولة والطائرة والشطرنج بالإضافة إلى الثقافة القرآنية والعامة، مشيراً إلى أن المراكز الصيفية لهذا العام تتميز بإضافة أقسام جديدة مثل (قسم تشجيع الابتكارات – بنين وقسم التدبير المنزلي والطباخة – بنات).
وقال الكبسي: افتتاح المراكز الصيفية بأمانة العاصمة هو تأكيد على الصمود الأسطوري لأبنائنا وطلابنا، ورغم العدوان والحصار وقلة الدعم وشحة الإمكانيات توجه أبناؤنا إلى المراكز الصيفية بنشاط وهمة عالية للدراسة والتقوية العلمية وإقامة الأنشطة الرياضية والفنية والمسرحية، وبرعاية كريمة من وزارتي الرياضة والشباب والتربية والتعليم، وأمانة العاصمة ومكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة، وبرغم كل محاولات تحالف العدوان لإيقاف أي نشاط تعليمي أو رياضي في بلادنا إلا أن أبناء الشعب اليمني يثبتون النجاح تلو الآخر.
وفي منطقة بني حوات بمديرية بني الحارث كانت الزيارة الميدانية الثانية لصحيفة “الثورة” للتعرف على أنشطة المراكز الصيفية بالمنطقة، حيث أوضح مسؤول المراكز الصيفية بالمنطقة علي سلبة أن 6 مراكز تقوم بأنشطتها اليومية لفئتي البنين والبنات تقام فيها الأنشطة الثقافية والمنافسات الرياضية والدروس الدينية ومسابقات المسرح والرسم والرحلات الترفيهية للطلاب، إضافة لمحاضرات دينية لرجال العلم.
اقبال متزايد
وفي جامع الرحمة بالمنطقة التقينا بالأخ محمد ناصر المنتصر أحد المتطوعين للتدريس في المركز والذي أوضح أن المركز يحتضن أكثر من 30 طالباً والعدد في تزايد مستمر، حيث تم تقسيمهم إلى فئات حسب مستواهم العلمي، مبينا أن لديهم مناهج تعليمية خاصة بالمراكز الصيفية وتحتوي على تعليم القراءة والكتابة وقراءة القرآن وأمور دينية عدة.
وأضاف المنتصر قائلاً: المراكز الصيفية مكسب لأبنائنا الطلاب للاستفادة من أوقاتهم وإبعادهم عن رفقاء السوء والتشرد بالشوارع، ونتمنى توفير أشياء تشجيعية للطلاب كالاقلام والدفاتر واحتياجات المركز من سبورة أخرى وأقلام سبورة.
أما الطالب سامي أحمد عاطف الذي التحق بالمركز منذ يومه الأول فقد عبر عن سعادته بتواجده في المركز الصيفي، موضحاً أن المركز يحقق فوائد معرفية يوميا في الأمور الدينية ومختلف المجالات.
فيما أبدى الطالب طارق زياد النصيري سعادته بتواجده في المركز وانه التحق بالمركز في ثالث أيامه، موضحاً أن الأجواء في المركز مهيأة لتحقيق مكاسب معرفية.
سبع محافظات
وتمت إقامة المراكز الصيفية في 7 محافظات من محافظات الجمهورية ففي محافظة صنعاء دشن أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة عبدالقادر الجيلاني يوم السبت 22 يونيو ومعه وكيل وزارة التربية الدكتور محمد السقاف ومدير مكتب التربية بالمحافظة هادي عمار الأنشطة والبرامج الصيفية بمدرسة الإمام زيد بن علي ببني حشيش.
وفي محافظة حجة دشن وكيل أول محافظة حجة أحمد الشرفي يوم الاثنين 24 يونيو فعاليات وأنشطة المراكز الصيفية لجميع مديريات المحافظة التي تنظمها مكاتب التربية والأوقاف والشباب والرياضة، وتخلل التدشين العديد من الكلمات والقصائد الشعرية والمسرحيات المعبرة.
وفي محافظة الحديدة دشن القائم بأعمال محافظ الحديدة رئيس اللجنة الفرعية للمخيمات والمراكز الصيفية محمد قحيم يوم 23 يونيو بمدرسة الثغر الأساسية للبنين بمديرية الميناء فعاليات وأنشطة المراكز والمخيمات الصيفية بالمحافظة، وأوضح مشرف المحافظة أحمد البشري أنه يوجد ثلاثة مراكز صيفية في كل مديرية من مديريات المحافظة وبإجمالي 291 مركزاً ومخيماً صيفياً.
كما دشنت في محافظة عمران يوم 23 يوليو فعاليات وأنشطة المراكز والمخيمات الصيفية بالمحافظة تحث شعار “أبناؤنا أمانة في أعناقنا”، وفي التدشين قال وكيل المحافظة حسن الأشقص: إن المراكز الصيفية والمخيمات التي تستمر 40 يوماً تتضمن برامج وفعاليات متنوعة في مجال تعليم القرآن الكريم وحفظه وتعزيز مهارات ومواهب الطلاب والعمل على تنميتها في مختلف المجالات الفنية والإبداعية والشعر والرياضة والكمبيوتر وعلومه.
وفي محافظة المحويت دشنت أنشطة المراكز الصيفية يوم 24 يونيو، كما دشنت يوم 23 يونيو بمديريتي سحار ومجز بمحافظة صعدة فعاليات المراكز الصيفية.
أحمد أبوزينة