من حول الاتحاد الأوروبي الى قوة عاجزة عالميا .. فتش عن اليهود؟!

|| صحافة نت || المسيرة  _ ابراهيم الوادعي

 

برغم ان احتجاز الناقلة غريس 1 المملوكة لأيران وقع بعيدا الاف الاميال عن منطقة الخليج الا ان غيوم التوتر عادت لتخيم على منطقة الخليج ومياهها وترفع مجددا من تهديد الحرب هناك.

ومن الواضح ان عملية احتجاز الناقلة الإيرانية التي تحمل علم بنما خطط لها بشكل دقيق لجر اوروبا مجددا الى حرب لاتريدها ،  احتجزت الناقلة في مياه اروبية وبيد اوروبية استخدمتها الولايات المتحدة وهي بريطانيا .

احتجاز الناقلة امام محمية جبل طارق اتى في الوقت الذي يجهد فيه الاتحاد الاوروبي للحفاظ على الاتفاق النووي وتفعيل الية انستكس لتجاوز العقوبات الامريكية المفروضة على إيران .

باستثناء بريطانيا التي أرسلت مائة جندي الى منطقة الخليج، في بداية التصعيد الأمريكي مع طهرا، عارضت الدول الاوروبية ان يكون الناتو جزءا من التصعيد في منطقة هرمز، وصرحت باريس بوضوح بعدم رغبة أوروبا بأن تكون جزءا من التصعيد مع إيران، وتلعب فرنسا حاليا ماتقول انه دور يسهم في خفض حدة التصعيد ،عبر زيارات مكوكية للمسؤولين الفرنسيين الى واشنطن وطهران.

منذ انتخاب ترامب والذي اثارت سياساته الخارجية وتوجهاته نحو العديد من القضايا كالتجارة الدولية والمناخ والعلاقة مع روسيا الكثير من الجدل اوروبيا وعالميا، نزعت دول الاتحاد الأوروبي نحو اظهار قدر من الاستقلالية عن السياسة الامريكية، فأبقت على الاتفاق النووي مع إيران رغم انسحاب واشنطن منه وشرعت بنسج علاقات مع روسيا تراعي مصالحها بدرجة أكبر ويبقي على استمرار تدفق الغاز الروسي في ظل فشل الحرب على سورية واندثار حلم أنبوب الغاز القطري الذي يصل أوروبا عبر تركيا.

قبل نحو عامين اندلع شجار أوروبي امريكي عقب سعي دول أوروبية كفرنسا وألمانيا لإنشاء جيش أوروبي مستقل عن الناتو لتوفير الحماية الذاتية لأوروبا بعيدا عن المظلة الامريكية التي تهيمن على الناتو، ولديها الكثير من القواعد العسكرية في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا ودول شرق أوروبا.

نجحت واشنطن عمليا بإجهاض العديد من المشاريع الأوروبية للاستقلال عن السياسة الامريكية، والدور الامريكي واضح في ضرب وحدة أوروبا عبر دفع بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي،  كما يعي الاوروبيون دورها في الدفع باحتجاجات شعبية تحت عنوان السترات الصفر في فرنسا وعدد من العواصم الأوروبية عقب رواج مقترح اوروبي بانشاء جيش اوروبي خاص باوروبا وهو مقترح فرنسي ولذا يفسر حدة هذه الحركة الاحتجاجية في فرنسا مقارنة بدول اوروبا الغربية التي دعمت المقترح الفرنسي.

ثمة عامل مهم غير مرئي ،لكنه مؤثر في بقاء أوروبا عاجزة وهو نفوذ اللوبيهات اليهودية في بريطانيا ومختلف العواصم الأوروبية ، حيث تسيطر على مفاصل الاقتصاد الأوروبي وتخضع الساسة الأوروبيين للابتزاز،  واليها تؤول ملكية اغلب وسائل الاعلام ومؤسسات توجيه الراي العام .

وبالعودة الى الماضي القريب وانشاء الاتحاد الاوروبي ،  تمكنت واشنطن في فترة وجيزة من تحجيم بروز الاتحاد الأوروبي  كقوة سياسية عالمية رغم مقوماته الداعمة لذلك ، بهدف منع حدوث ارباك في السياسة الصهيونية العالمية والتي تعبر عنها واشنطن بشكل صريح وتسخر لها امكانياتها السياسية والعسكرية والاقتصادية.

عقب اصدار عملة اليورو ليكون اداة اوروبا في التخلص من هيمنة الدولار الامريكي كعملة دولية اقدمت المؤسسات المالية اليهودية على تعريض دول عدة لهزات اقتصادية عنيفة وبشكل مفاجىء كما حدث بالنسبة الى اليونان ، ودفع حينها دولا اوروبا الغنية  كالمانيا وفرنسا الى ضخ الأموال في شرايين الاقتصاد اليوناني لمنعه من الانهيار والانعكاس على مجمل منطقة اليورو ، لكن تاثيرا عميقا كان قد وقع واعاق فرص اليورو في منافسة الدولار كاحتياطي نقدي عالمي .

النفوذ اليهودي في داخل اوروبا يكاد يكون العامل الأساسي في عجز الاتحاد الاوروبي عن المحافظة على الاتفاق النووي وتفعيل الية انستكس للتجارة الأوروبية الإيرانية والتي هي فكرة أوروبية بالأساس للحفاظ على الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن بشكل احادي واعادة فرض العقوبات الامريكية على ايران قبل 14 شهرا من اليوم .

وللاشارة الى قوة النفوذ اليهودي بداخل أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تكفي الإشارة الى ان عائلة روتشيلد اليهودية تسيطر على مفاصل الاقتصاد البريطاني بشكل ، وتملك هذه العائلة حصرا بنك انجلترا وإصدار الجنيه الإسترليني ، ونصف اسهم البنك المركزي الأمريكي ، ولايمكن لسياسي بريطاني اعتلاء سدة الحكومة البريطانية اذا لم يكن يحظى بدعم بارونات هذه العائلة الذين يفضلون عدم الظهور الإعلامي لكنهم يمسكون بالسياسة البريطانية من باب الاقتصاد .

مثلت لندن اليد الامريكية الطولي في جسد الاتحاد الأوروبي، وخروجها من الاتحاد الأوروبي شكل ضربة قاسية لمستقبل الاتحاد الذي أنشئ ليكون مظلة أوروبية جامعة، كما ان ابقائها لعملتها في السابق كان ضربة لاقتصاد اليورو ووحدة أوروبا الاقتصادية وضربة لجهود اوروبا في التخلص من هيمنة الدولار .

وبالعودة الى الاتفاق النووي والذي لا يمكن فصله عن العجز الأوروبي المتواصل، ايران خرجت عن صبرها وأجرت تخفيضا هو الثاني في مستوى التزامها بالاتفاق النووي، ورفعت مستوى التخصيب متجاوزة 3,67 في المائة وتوعدت بخطوة ثالثة مالم تمضي دول الاتحاد الأوربي في تفعيل الية التبادل التجاري إنستكس وتستوعب الالية صادرات النفط الإيراني .

احتجاز الناقلة غريس 1 في مياه أوروبية – لا تعرف مدريد بالسيادة البريطانية على المياه حول حكومة جبل طارق – وادعاء بريطانيا بان احتجازها جاء على خلفية العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، محاولة أمريكية لإفشال الية إنستكس للمقايضة التجارية بين إيران والاتحاد الاوربي واسقاط الاتفاق النووي برمته، وجر أوروبا مجتمعة او دولة وراء أخرى الى العربة الامريكية التي تصعد للحرب في الشرق الاوسط.

 

تقول مصادر أمريكية ان تحالفا جديدا لحماية حرية الملاحة في مضيقي باب المندب وهرمز، وخارج مظلة الناتو قد يرى النور في غضون أسبوعين.

 

الكرة اليوم في الملعب الأوربي كما الناقلة الإيرانية محتجزة في المياه الاوربية، لإطفاء شرارة حرب للناقلات تلوح في الأفق على غرار ما شهده العالم ابان الحرب العراقية الإيرانية واسفرت عن اغراق 250 ناقلة نفط .

 

ايران اليوم غير ايران الامس، هي اقوى ولديها حلفاء اقويا وموثوقين، وامريكا اليوم اضعف منها بالأمس ، وتلك نتيجة خلصت اليها المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي قبل عامين عقب وصول ترامب الى السلطة ..

 

العواصم الأوروبية التي تعاني من ضائقة اقتصادية واحتجاجات شعبية ذات طابع معيشي تحول في فرنسا الى سياسي ، لا تفضل إنفاق الأموال على الحرب، ومنح ترامب فرصة بتحويل دولها الى بقرات تضاف للحلب على شاكلة دول الخليج.

هو اختبار صعب وحاسم، فإيران ماضيه في تخفض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، والحيل الامريكية الاسرائيلية وضغوطات اللوبيهات اليهودي لجر اوروبا العاجزة الى اتون حرب تفلح بعض الشيء..

قد يعجبك ايضا