مصيرُ الجيش الأمريكي في دول الخليج

|| مقالات || منصور البكالي

 

بعد وصول الجيش الأمريكي إلى المملكة السعودية  إثر التصعيد العسكري في المنطقة مع إيران , وتصاعد الضربات الصاروخية  والجوية على مطاراتها , وقواعدها العسكرية ,ومراكزها ومنشآتها الحيوية, من قبل الجيش اليمني,  هل يمتلك هذا الجيش القدرةَ على النجاة من مخاطر الضربات البالستية وسلاح الجو المسيّر لتجمعاته في قواعد المملكة؟

وما هي المنظوماتُ الدفاعية للجيش الأمريكي المقتدرة على حمايته بعد امتلاك الجيش اليمني لصواريخ طويلة المدى وطيران مسيّر أبطل أحدثَ المنظومات الدفاعية ,  واستطاع اختراقها وتجاوزها, بحيث أنها وصلت إلى حالة عدم القدرة الدفاعية عن نفسها في محيط مطار وجيزان؟

وهل تدرك غرف العمليات العسكرية للجيش الأمريكي أن تجمعات جيشها وغرف عمليتها  ستضاف إلى الـ300 هدف المرشحة في قائمة الضرب والاستهداف من قبل للجيش اليمني المتدرج في تنفيذها؟

أم ان الاستراتيجية العسكرية للسعودية وحليفتها أمريكا في هذه الحالة, مبنية على إحياء اتفاق السويد وانعاش المسار التفاوضي مع حكومة صنعاء, والانسحاب من اليمن الذي بدأ بالانسحاب المماثل للأمارات, وتسليم المواقع العسكرية وادارتها إلى المرتزقة والوكلاء المحليين,  لتجنيب تصاعد الضربات المسددة للجيش اليمني داخل العمق السعودي بمواقعه المختلفة في أهميتها؟

هذا في حال تأجيل الحرب مع إيران, والتمهيد للمزيد من الضغوطات عليها , ومحاولة انتزاع السيطرة على مضيق هرمز, عبر حشد الترسانات العسكرية إلى المياه الدولة المجاورة لها, أما في حال بدأ الحرب العدوانية في المنطقة وتوسعها مع إيران وحلفائها فستكون حجم المخاطر على  الجيش الأمريكي كبيرة, وسيتحول  هذا التواجد المتزايد إلى نقطة ضعف في الاستراتيجيات العسكرية الامريكية وحلفائها , بل سينعكس تأثيره على معنويات قواته العسكرية فيفقدها القدرة على الصمود والتوازن , كما حصل للجيش الأمريكي  في الصومال, ومن بعده في أفغانستان والعراق.

بل أن المرحلة المرتقبة ومصير تواجد الجيش الأمريكي في منطقة عاشت الحرب والقتل والدمار , واستطاعت كسر الهيمنة الامريكية وحلفاءها في اليمن وسوريا والعراق ولبنان .., على  كف عفريت, وطبيعة المعركة أكبر من ذلك ولن يجد الجيش الأمريكي أمامه أية فرصة للهرب من المصير  المجهول , الذي يقاد أليه امام تضاعف القوة والصمود لمحور المقاومة.

وتشير الكثير من المعطيات العسكرية وتغير موازين القوى أنا سنشهد محارق جماعية للجيش الأمريكي تنعكس آثارها على مستقبل المنطقة وحلفاء أمريكا فيها , وعلى الداخل الأمريكي والانتخابات الامريكية المرتقبة كذلك, ولن يكن معها الكيان الصهيوني, وأصحاب صفقة القرن الميته, في مأمن من تلك المخاطر والتحولات.

كما سنشهد خروج الشعب الأمريكي بقيادة المعرضة السياسية فيه ووسائلها الإعلامية لتشكيل رأي عام ضاغط على المؤسسات ذات العلاقة بصناعة القرار السياسي والعسكري في الإدارة  الامريكية المتهورة حيال الكثير من الملفات الشائكة في الشرق الأوسط , وستتكرر المطالب الشعبية بسحب الجيش الأمريكي من المنطقة , مالم تستبدل السياسة الامريكية لوكلائها في اكثر من دولة, وتسعى للتهدئة مع أيران حالياً وتحد من الطموحات التوسعية للكيان الصهيوني الغاصب.

وهناك الكثير من التساؤلات عن مصير الجيش الأمريكي الذي صار اليوم أضعف من أية مرحلة أمام تصاعد القوى العسكرية لمحور المقاومة , وتكشف العديد من الأقنعة الزائفة للحلف الأمريكي وعملائه أمام شعوب المنطقة.

قد يعجبك ايضا