ما حذّر منه السيد حسين عن احتلال الحرمين يتحقّق
|| مقالات || صفاء فايع
ها هي محاضراتُ السيد حسين بدرالدين الحوثي الذي القاها في 2002 تتجلّى مصداقيتها لنا في العام2019.. حيث تكلم السيد آنذاك عن حرصِ اليهود والأمريكان وطموحاتهم لاحتلال بيت الله الحرام.. عندما بدأت أمريكا بمحاربة ما يسمى بالإرهاب، فكانت وجهتها بداية إلى اتباع مذهب محمد بن عبدالوهاب التكفيري المتشدّد.. لكن السيد حذّر حينها الطوائف الأُخْــرَى من اللامبالاة ومن الابتهاج للحالة التي وصل إليها أتباع هذا المذهب من حلق اللحى وتطويل الملابس القصيرة ليسلموا بذلك من الاستهداف وإشارات أصابع الاتهام نحوهم، أخبرنا حينها أنه يجب أن ندركَ خطورةَ أمريكا وأنها هي صانعة الإرهاب وأن ما يُسمى بمحاربة الإرهاب ليس إلّا ذريعة أمريكية لاحتلال البلدان واستعمار الشعوب.
كما أنه قال في إحدى محاضراته إنه سيأتي يوم تدفع به أمريكا السعودية إلى استعداء البلدان والشعوب، حتى لا يصبح معها أية دولة صديقة، فتحقّق هدفها الكبير في احتلال الحرمين الشريفين، وقد رأينا ذلك جلياً.. فما يوجد من جرح غائر في قلب وطن وبالأخص الأوطان العربية منها اليمن وسوريا والبحرين المحتلّة وقطر إلّا وسهام السعودية هي التي أطلقتها إلى قلب هذا الوطن في حين غِرة.
بلد الحرمين في 2019 أصبح مُهجناً فكرياً من قبل الأمريكان الذين أخرجوه من رداء الدين المتشدّد إلى الكفر العلن.. ورأينا ما لم يكن أحد يتصوره أن يحدثَ من افتتاح لمراقص وبارات وفجور وانفتاح لحد الانبطاح والتي ظهرت للعلن كلها بعد زيارة ترامب وابنته إيفانكا والحفل المشهور الذي أُقيم على شرفهما والتي دفعت فيه السعودية آلاف الريالات لتُرضي أمريكا عنها وتجعلها دولة صديقة.
أصبح فجور السعودية وحتى تطبيعها مع الكيان الصهيوني علناً، ولم يعد هناك ما يجعلهم يخافون أَو يخجلون منه في ظل المذهب الجديد (الكفر إسلامي).
هذه الايام نقرأ ونسمع عن استقدام السعودية خمسمائة جندي أمريكي في أراضيها!!
فما هو الغرض لتواجدهم إذَا كان هناك من الجنود ومن القواعد ما يجعلها في الأساس مستعمرة من قبل أمريكا؟ إذَا كان لحمايتها فهي تملك ترسانة حربية ضخمة دفعت فيها دم قلبها لتشن عدوانها على اليمن بها فخسرت نصفها في صحاري الربع الخالي وجبال الحدود مع اليمن.. لكنها مع ذلك ما زالت تملك الأموال والجيوش؛ باعتبَارِها من أغنى الدول في المنطقة.
أسئلة تتبادر إلى أذهان الكثير من ذوي الألباب، هل هؤلاء الخمسمائة جندي سيحتاجون بعد أَيَّام إلى خمسمئة آخرون لحمايتهم؟!!، ثم يتلو ذلك وفودٌ بعد وفود.. ثم يستأجر الأمريكي في جزء من منزل السعودي ليقوم بعدها بطرده والاستيلاء على المنزل وهكذا إلى أن يصبح لدينا فلسطين أُخْــرَى؟.. وهل شريط الأحداث سيمر سريعاً لنرى من يتحكم بدخول بيت الله الحرام للحج أَو العمرة أَو حتى للصلاة هم الأمريكان؟
إننا نجد كُــلّ ما تكلم عنه السيد حسين في محاضراته يتجلى مصداقيته كُــلّ يوم أَكْثَــر من سابقه، ولم تكن إلّا نظرة عميقة وثاقبة من خلال القُــرْآن الكريم للأحداث.. ونتمنى أن يستفيقَ الشعبُ السعودي ويعي ما يدور حوله من مؤامرة خطيرة سيكون هو ضحيتها بالدرجة الأولى قبل أن يقعَ الفأسُ في الرأس ويحصل ما لا تُحمد عقباه.