صواريخ ما بعد الرياض
|| مقالات || عبدالرحمن الاهنومي
بعدما نفذت القوة الصاروخية الخميس ضربة عسكرية متزامنة مع عملية معسكر الجلاء على هدف عسكري في الدمام، أزاح المتحدث الرسمي للقوات المسلحة أمس الجمعة عن الصاروخ الذي تعدى مسافة 1000 كيلو متر فوق الأجواء السعودية متخطيا منظومات الدفاع الصاروخي ثاد3 التي تحتمي بها القواعد الخليجية على الأخص التي تتواجد فيها قوات أمريكية حيث تنتشر في المنطقة كلها، الصاروخ (بركان 3) هو الجيل الثالث من منظومات بركان الباليستية يمنية الصنع والإنتاج.
صاروخ الدمام المتطور(بركان 3) حمل أكثر من رسالة إلى أكثر من طرف وباتجاهات مختلفة، ففي المسافة التي قطعها متجاوزا 1200 كيلو متر فوق الأجواء السعودية وصولا إلى أبعد نقطة سعودية بعد قطر والبحرين وأبو ظبي رسالة أشار إليها المتحدث العسكري العميد يحيى سريع بدعوته للشركات والمستثمرين في دول العدوان إلى الابتعاد عن الأهداف العسكرية ضمانا للسلامة، وفي الاتجاه الآخر فقد حط الصاروخ في عاصمة المنطقة الشرقية بعدما شوهدت صور قائد القوات الأمريكية المركزية وهو يجول بالقرب منها قبل أيام باحثا عن معجزة سحرية تحمي السعودية من وابل الصواريخ والمسيّرات اليمنية.
وفي الردع فإن المعادلة العسكرية اليوم تغيّرت كليا وما كان بالأمس آمنا لدول العدوان بات اليوم مستهدفا حكما، فالجغرافيا العسكرية وخرائط الحرب اتسعت باتساع مديّات الصواريخ والمسيّرات اليمنية، متوازيا مع تبدل المواقف والمواقع والتحالفات لكثير من الدول والذي عكس في مجمله أزمة عميقة داخل منظومة العدوان التي شنّت الحرب بتحالف عشريني انتهى الحال به مفككا متناحرا متباعد الأهداف والغايات والأجندات.
وتحمل عمليات الخميس الصاروخية عدد ثلاث رسائل ,الأولى وتتعلق بصاروخ معسكر الجلاء -لا بقاء لأي جيوش غازية تتواجد في أراضي الجمهورية وستُضرب في أي لحظة، الرسالة الثانية وتتعلق بصاروخ الدمام (بركان 3) -تضع كل المعسكرات السعودية في عمقها وأطرافها أهدافا للضربات وستُستهدف طالما استمر العدوان والحصار وواصل العدوان ارتكاب الجرائم، وفي إحدى رسائل هذه العمليات، الرد اليمني على جرائم العدوان سيكون مفتوحا.
نقطة الاستهداف مهمة جدًا، فصاروخ (بركان 3) سقط على بُعد مسافات تجاوزت أبو ظبي والبحرين وقطر والرياض، وهو ما يعكس القدرة الصاروخية المتطورة للجمهورية اليمنية، ومعها لن تكون دول العدوان بمأمن بعد اليوم في أي نقطة أو مسافة حتى 1600 كيلو متر، بمعنى آخر “قادرون على ضربكم في كل نقطة وبأي مسافات سنصل إليكم”.
جاءت العملية بعد يوم واحد من جريمة سوق آل ثابت, وهنا يجب على النظام السعودي أن يفهم بأن القوات المسلحة ستتعامل بشكل مباشر وقوي ورادع مع أي جريمة كما أشار لذلك المتحدث باسم القوات المسلحة، ومن هذا المنطلق حملت عملية الدمام رسائل مختلفة للأطراف التي ما زالت تقصف بطائراتها اليمن وترتكب الجرائم، ودماء اليمنيين ليست مهدورة وأي اعتداء على أرواح المواطنين سيكون مكلفا بالنسبة لكم.
ينتصر اليمن في مختلف الميادين السياسية والعسكرية وهو يمضي في تعزيز قدراته الدفاعية والهجومية، فيما يغرق حلف العدوان وأدواته المحلية في وحل الهزائم والصراعات المستفحلة، واستطالة الحرب وما أنتجته تورمات الفشل تُعجّل حتما بنهايته ونهاية قادة العدوان الذين حاولوا تقديم أنفسهم إلى العالم من خلال شن العدوان على اليمن حيث ظنوا بأنها طريق أوفر وأقرب بهم إلى العروش لكن العجز الحاصل يضيف أبعادا أخرى.
وخلاصة القول إن العمليات الصاروخية وتتابع المسيّرات اليمنية في ضرب المطارات والقواعد العسكرية في الجنوب السعودي تكشف تعاظم القدرات العسكرية لبلادنا وامتلاكها لأسلحة نوعية تستطيع من خلالها الوصول إلى كل هدف عسكري والتعامل معه وفق قواعد الاشتباك المناسبة.