هادي .. من جندي في الاستعمار البريـطاني إلى مقاول تجنيد للسعودية
|| صحافة محلية || صحيفة الثورة
يتنامى في المحافظات الجنوبية المحتلة سخط شعبي حيال استمرار قوافل نعوش شباب الجنوب القادمة من محارق الموت في الحد الجنوبي للسعودية والساحل الغربي لليمن، وتتعالى أصوات رفض استمرار ما يسميه الجنوبيون مقايضة لقمة العيش بدماء الشباب الجنوبيين في معارك لا تعني الجنوب وقضيته.
ويتهم جنوبيون تحالف العدوان السعودي الأمريكي باستغلال حاجة شبابه بعدما أعدم فسحة الأمل أمامهم وفرص العمل وأسباب العيش بكرامة، ومحاصرتهم بخيار “القتال مقابل القوت”، ضمن عرض مهين تقدم به الفار هادي لملك السعودية الراحل عبد الله في العام 2012م.
وسبق للفار هادي – كما يزعم متباهيا في حوار مع صحيفة عكاظ السعودية – أن عرض على العاهل السعودي الراحل عبد الله، تجنيد جيوش مرتزقة “من الشباب العاطلين عن العمل” لحماية حدود المملكة وفق ما سماه “الطريقة البريطانية” التي خَبِرها وهو شاب مرتزق في جيوشها المحلية التي كانت تسميها “الليوشي”.
وقال في الحوار الذي نشر مطلع مارس 2016م: “نحن وأنتم جسد واحد، نحن في مرحلة استعداد لجيش يصل قوامه إلى 3.7 مليون شخص، والله أعطاكم اليمن ثروة بشرية ولديهم استعداد ليكونوا عساكرا، ولدي الآن ستة ملايين شاب تراوح أعمارهم بين 15 و28 سنة، جاهزون، وتم تدريب مليون منهم”.
بهذا الاستخفاف بالسيادة والكرامة اليمنية، تابع الفار يقول للصحيفة: “يمكن الاستفادة منهم كما كانت تفعل بريطانيا في الجنوب. كانت تتعاقد مع مليون لأربع سنوات، ثم تسرحهم وتتعاقد مع مليون آخر، وأنتم يمكن أن تستفيدوا من هذه التجربة، وتضعوا هؤلاء الشباب على الحدود الجنوبية لمنع تهريب السلاح والمخدرات”.
لكن هذا الاستخفاف والاتجار بالدماء اليمنية، انكشفت ملامحه الانتهازية لغالبية أهالي المحافظات الجنوبية، الذين يرون قوات السعودية والإمارات تحتل محافظاتهم بينما ترسل أبناءهم للدفاع عن الحدود السعودية أو تنفيذ أجندة الأطماع السعودية الإماراتية في الساحل الغربي لليمن، وغيرها من جبهات القتال التي لا صلة لها بالجنوب.
واستثارت هذه الانتهازية، السخط الجنوبي من استنزاف شبابه في معارك لا تعنيه وتستغل حاجته، عبر عنه عدد من السياسيين الجنوبيين، دعوا لوقف نزيف الدماء الجنوبية في معارك تحالف العدوان. رافضين نخاسة الفار هادي وحكومة مرتزقة الرياض واستغلال السعودية والإمارات أو سياستهما الانتهازية.
قوافل النعوش
الأحد الفائت، كان أهالي المحافظات الجنوبية على موعد مع قافلة نعوش جديدة لشبابه القتلى في جبهات الحدود مع السعودية. استقبلت عدن بحزن معجون بالمرارة جثامين 10 من قتلى ما يسمى “المقاومة الجنوبية”. ما أثار موجة سخط عارمة، بين أوساط عامة الأهالي، عبرت عنها نخبهم السياسية والإعلامية.
أطلق السياسي والإعلامي الجنوبي صلاح السقلدي، صرخة مدوية عبر صفحته في موقع “فيس بوك”، وجدت أصداء كبيرة تجلت في تداول واسع لمقالته في وسائل ومواقع الأخبار الجنوبية، عنونها بقوله : “أعيدوا أبنائنا مِن محرقة ما وراء الحدود.. كفاية متاجرة بدماء الشباب، فلسنا سُخرة بيد أحد”.
السقلدي قال: إن “عدد الشباب الذين تأكد مقتلهم في منطقة الملاحيظ ومناطق أخرى وهم يقاتلون للدفاع عن جنوب المملكة السعودية عشرة من الشباب من شبوة والضالع، وثمة أنباء عن عدد آخر من عدة محافظات جنوبية.!”.مُضيفا: “ما يحدث من نزيف بشري لشبابنا خلف الحدود شيء يدمي القلوب ويقطع نياطها بقسوة”.
أكثر ما يبعث على أسى وغيظ وحزن السقلدي كما غيره من الجنوبيين، هو ما عبر عنه قائلا: “هم يقتلون في المكان الغلط وفي خضم معركة لم يتضح الغرض منها بالضبط ولا مصلحة الجنوب منها وبالذات معارك خارج الحدود الجنوبية حتى بعد مرور قرابة خمسة أعوام من عمرها”.
وأضاف متعجبا: “الغريب بالأمر أن هذا يحدث في وقت ترسل فيه المملكة ألويتها المدرعة صوب الجنوب، مما يثير هذا الكثير من الحيرة والريبة من الإصرار على إشراك العنصر الجنوبي بالقتال هناك طالما وهي مملكة تمتلك ترسانة أسلحة فائضة وضخمة وبيدها واحدا من أقوى جيوش العالم، كما تقول”.
صحوة متأخرة
الناشط الجنوبي صلاح السقلدي مضى قائلا: إن “جنوب المملكة الذي يتعرض للتهديد أولى بهذه الترسانة الهائلة من الزج بها في أقصى جنوب اليمن!”. متسائلا: “ما الذي يجري لنا بالضبط وإلى أين يمضي بنا الخليجيون، بل إلى أين نمضي نحن بأنفسنا وبشبابنا وبوطننا وقضيته الوطنية؟!”.
ونوه إلى انتهازية تحالف العدوان السعودي الأمريكي، ونخاسة ساسة ما يسمى “الشرعية”، قائلا: إن هذا الجيل “ضحية تبعات ذلك الانهيار الكارثة، تبعاتها من فقر وعوز والجهل وبطالة، وضحية تجار المقابر وسماسرة المال وبائعي المواقف في بازارات السياسة ونخاسة الأوطان… أسفي”.
مضيفا: “سحقا للبطالة وللفقر، ولمن تسبب بها ومن استغلها بماله وهيلمانه واسترخص بها هذه النفوس الزكية الغالية، يا هؤلاء بالداخل والإقليم لسنا وقودا لحروبكم ولسنا سُخرة بيدكم ولا بيد غيركم. كفاية صمت، لن يصفعنا الخوف بعد اليوم بإذن الله أبداً.. أسيادٌ نحن لا عبيد ولا اُجراء مع أحد”.
واختتم مقالته بتأكيد تسيد الانفلات الأمني في المحافظات الجنوبية، قائلا: “رحمة بأهالي هؤلاء الشباب وبأمهاتهم وبوطنهم المكلوم أعيدوهم من محرقة لا يعلمون لمَّ يساقون إليها خلف الحدود البعيدة، فالوطن بمسيس الحاجة لهم ولطاقاتهم، والحدود الجنوبية ما تزال هشة وعرضة لاختراقات خطيرة، بالإضافة إلى الحاجة الأمنية الداخلية”.
إذلال الجنوب
من جهته، كتب رئيس المكتب السياسي لما يسمى “الحراك الثوري الجنوبي” فادي باعوم في منشور على صفحته بموقع “فيس بوك”، قائلا: “عشرة من شبابنا ينتمون لشبوة والضالع وعدد غير معروف من مناطق أخرى، اختطفهم الموت اليوم وهم يدافعون عن حدود السعودية في الحد الجنوبي !!! متسائلا: “لماذا يقتلون هناك؟!”.
وأضاف: “الجواب هو أنهم ذهبوا إلى هناك لشيء واحد فقط وهو الراتب الذي يقدر بين ١٥٠٠ إلى ٢٠٠٠ ريال سعودي، فهؤلاء الشباب المساكين لم يتبق أمامهم سوى خيارين: إما أن يشحت ويرى أسرته تموت جوعا وهذا لا يرضاه الجنوبي، أو أن يلتحق بالجبهات وراء الحدود ويحاول أن يوفر لأسرته حياة كريمة حتى وإن ضحى بحياته”.
باعوم اتهم تحالف العدوان السعودي الأمريكي وحكومة مرتزقة الرياض، بإنتاج هذين الخيارين وحصرهما أمام شباب المحافظات الجنوبية من دون خيار ثالث، قائلا: “هذان الخياران لا ثالث لهما؛ ولكن السؤال هل الجنوب فقير؟ وهل بالفعل أرضنا لا تستطيع أن توفر لنا حياة كريمة؟!”.
وأضاف: “الجواب وبكل صدق: لا، أرضنا غنية بالنفط والغاز والزراعة والصيد والأهم الإنسان”. مردفا: “إذن لماذا هذا الفقر بالذات بعد أن تحررت الأرض الجنوبية حسب زعمهم؟. الجواب وبكل صدق وأمانة: هناك من يريد لكم أن تكونوا دائما فقراء محتاجين مهانين وبحاجتهم وطوع أمرهم وشبابكم يقتلون لأجلهم”.
حول هذا، ساق باعوم شواهد عملية، وقال: “لماذا عدن معطلة وميناؤها مشلول، وبلحاف ميناء الغاز يتحول إلى معتقل ومقر لقوى أجنبية، وحضرموت تقسم بينهم ساحل ووادي وتغلق مطاراتها ولا نعرف حتى أين تذهب إيرادات نفطها، وهلم جرا لكل الجنوب وكلكم تعرفون”.
وتابع مبينا دوافع تحالف العدوان السعودي الأمريكي لتعميم الفقر: “لأنه وبكل بساطة أنتم إذا أدرتم أموركم ومواردكم فلن يقف أمامكم أحد، ولذا فالكل يريدكم فقراء مطحونين لا تفكرون إلا في سد أفواه أسركم الجائعة”. مردفا: “المؤامرة كبيرة وكبيرة جدا وقودها شبابنا وقوادوها ممن يخضع للأجنبي في أرضه”.
استغلال تعز
لا يقتصر الأمر على المحافظات الجنوبية، بل يمتد إلى جميع المناطق التي سيطر عليها تحالف العدوان السعودي الأمريكي بمعاونة المرتزقة ممن ينتمون إليها، وفي مقدمها مدينة تعز، التي فجر السياسي القيادي في حزب الرشاد محمد طاهر انعم، ملف استغلال تحالف العدوان فاقة أهلها لاستنزاف شبابها في معاركه.
كتب أنعم منشورا بصفحته على موقع “فيس بوك”، قائلا: “منطقة البقع الحدودية (بين الجوف ونجران) تستهلك مئات القتلى من شباب تعز المغرر بهم. عصابات تهريب داخل المدينة والريف التعزي تستقطب الشباب العاطل، وتقوم بإرسالهم إلى تلك المنطقة دفاعا عن حدود مملكة آل سعود، ثم تأتي أخبار مقتلهم تباعا”.
وأضاف: “السلطة المحلية والقوى السياسية في تعز (المحتلة) عاجزة عن فعل أي شيء لمواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة خشية إغضاب الممول السعودي. القتال حتى الموت في البقع ليس لصالح أي جماعة أو حزب يمني، وإنما لصالح آل سعود فقط، ولذلك يدفعون أجرا أعلى من بقية الجبهات لمن يذهب للموت هناك”.
أنعم نوه إلى أن تحالف العدوان السعودي الأمريكي لا يريد الاستقرار لتعز أو السلامة لأهلها، بل يحرص أن تظل ملتهبة لتأمين المزيد من المقاتلين المرتزقة. وقال: إنهم “يعتبرون تعز المخزون البشري للمرتزقة الفقراء الباحثين عن المال بأي وسيلة، في ظل سلطة فاسدة لا تفعل أي شيء لحماية شباب محافظتها”.
وأضاف: “ملاحظة أخيرة، بدأت العدوى تصل للحوبان ويسافر بعض الشباب الصغار بحجة الاغتراب، ودافعهم مال البقع، وعلى الأجهزة الأمنية تفعيل العمل الأمني لمنع هذه الظاهرة بوسائل متعددة”. كاشفا أن “بعض مناطق عزلة الجندية تجاوز عدد المسافرين منها ٤٠ شابا خلال الشهرين الأخيرين باتجاه تلك المحرقة”.
استنزاف متعمد
يأتي مقتل العشرات من شباب المحافظات الجنوبية، دفاعا عن الحدود السعودية، امتدادا لمقتل “المئات من ضباط الجنوبيين وآلاف – إن لم يكن عشرات الآلاف – من شباب عدن والضالع وأبين ولحج وشبوة وحضرموتـ، قتلوا في معارك حماية حدود السعودية” وفق مصادر جنوبية.
وفي هذا كشفت مصادر محلية، أن مديرتي لودر والوضيع في أبين، استقبلتا منتصف يونيو الفائت وفي يوم واحد “13 شابا قتلوا في جبهة الطلعة داخل الأراضي السعودية بنجران” وسط غضب أهالي المديريتين، وسخطهم على تحالف العدوان السعودي الأمريكي وحكومة مرتزقة الرياض.
من جانبه، يواصل تحالف العدوان منذ مقتل المئات من قواته السعودية والإماراتية بقصف صاروخي لمعسكراتهم في صحن الجن بصافر محافظة مارب و”شعب الجن” في ذوباب بمديرية المخا محافظة تعز؛ تجنيد آلاف من شباب المحافظات التي تخضع لسيطرته ومليشيا مرتزقته، وفي المقدمة المحافظات الجنوبية.
ووفقا لمصادر عسكرية جنوبية، فإن “عدد ألوية المقاومة الجنوبية على طول حدود السعودية 12 لواء يضم كل لواء ألفين مقاتل على أقل تقدير”. منوهة بأن “مندوبين للتحالف (العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي) في المحافظات الجنوبية يستقطبون الشباب للقتال بدوافع مذهبية وأخرى مالية”.
يُضاف إلى هؤلاء نحو 90 ألف مقاتل مولت الإمارات تجنيدهم وتدريبهم وتسليحهم ووزعتهم على نحو 45 لواء في المحافظات الجنوبية، تحت مسمى “قوات النخبة” العسكرية وقوات “الحزام الأمني”، وتبعية ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي للإمارات، والمنادي بالانفصال.
وبالمثل السعودية، سعت عبر شبكة مندوبين نشرتهم في كل قرية ومديرية ومدينة، بمحافظات تعز وعدن والضالع وأبين ولحج وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى، إلى تشكيل قوات تابعة لها في اليمن وعلى الحدود، يقدر عددها بنحو 150 مقاتل، غير مقيدين بأرقام عسكرية في وزارة دفاع حكومة المرتزقة.
وحسب ناجين من محارق الموت، والقتل من الخلف أو الترحيل بعد البصمة كما لو كانوا متسللين غير شرعيين، فإن “السعودية خصصت 1000 ريال سعودي لكل مندوب على كل مجند يستقطبه”، من الشباب العاطلين عن العمل والأطفال في الأسر الفقيرة وتلك المفقرة جراء الحصار ووقف صرف المرتبات.
رفض شعبي
لكن قوافل نعوش من عُثر على جثمانه وعاد إلى مسقط رأسه، تثير سخط أهالي المحافظات الجنوبية، بوتيرة تصاعدية تسير باتجاه رفض استمرار نزيف دماء الجنوبيين في معارك يرون أنها “لا تعني الجنوب وأمنه”. معتبرين أن التحالف “يتعمد استنزاف القيادات العسكرية الجنوبية وشباب الجنوب بمعاونة أدواته”.
وتتهم قيادات سياسية جنوبية ونشطاء جنوبيون تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي بأنه “يستغل أوضاع الجنوبيين المعيشية للدفع بأبناء الجنوب في جبهات القتال مع الحوثيين (الجيش واللجان الشعبية) نيابة عنهم، بعد إعدامه فرص العمل أمامهم في الجنوب بتعميم حال الفوضى والانفلات الأمني”.
الأمر الذي أثار في وقت سابق موجة احتجاجات واسعة، بين أوساط النخب السياسية والأكاديمية والإعلامية الجنوبية وناشطين جنوبيين، يعارضون ما يسمونه “استنزاف التحالف قيادات وشباب الجنوب في معارك خارج الجنوب”، مشيرين إلى جبهات الحدود مع السعودية وجبهة الساحل الغربي لليمن.
وتصدرت موجة الاحتجاجات الجنوبية المتنامية، يوما تلو آخر، قيادات وتيارات من الحراك الجنوبي السلمي، أبرزهم زعيم المجلس الثوري حسن باعوم، الذي دعا في وقت سابق إلى “سحب المقاتلين الجنوبيين من جبهات المعارك غير الجنوبية”، وشدد على “الاتحاد لأجل الجنوب وليس غيره” في إشارة للسعودية والإمارات.
كذلك رئيس ما يعرف باسم “الهيئة الشرعية الجنوبية” الشيخ حسين بن شعيب، أكد في بيان له، أصدره في وقت سابق من العام الجاري، أن “الزج بالمقاتلين الجنوبيين في الجبهات لمقاتلة الحوثيين، مؤامرة هدفها إضعاف القوات الجنوبية التابعة للحراك الجنوبي، ومحاولة للتخلص منها”.
جحود ونكران
مطالب سحب المقاتلين الجنوبيين من معارك التحالف خارج الجنوب، زاد من وتيرتها شكاوى أهاليهم من “عدم معرفة مصير أبنائهم بعد أن انقطع تواصلهم منذ أشهر، وعدم تسليم السلطات السعودية جثامينهم في اغلب الأحيان أو مساعدة أهاليهم”. ومؤخرا إسقاط مرتبات الجرحى والقتلى.
وبينما تبرر قيادات مرتزقة التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي تجنيد اليمنيين للدفاع عن حدود السعودية بأنه “رد لجميل التحالف في الدفاع عن الشرعية وتحرير المحافظات الجنوبية” حسب زعمهم، يمارسون بالتواطؤ مع قطبي تحالف العدوان، السعودي والإماراتي، أبشع صنوف الجحود والنكران.
شكا العشرات من جرحى مسلحي تحالف العدوان، من رفض الأخير دفع نفقات علاجهم في مستشفيات الهند ومصر وغيرها من العواصم. وخرج العشرات من الجرحى في وقفات احتجاجية متعاقبة احتجاجا على وقف صرف مرتباتهم من تحالف العدوان إثر تعرضهم لإصابات بعاهات مستديمة.
وبالمثل أهالي القتلى من مسلحي تحالف العدوان، تعددت مناشداتهم وشكاويهم من إسقاط أسماء أبنائهم من كشوفات صرف المرتبات، بعد أشهر معدودة على مقتل أبنائهم. معتبرين أن هذا يجسد “مدى استهتار المحتل وتعامله مع مقاتليه كفائض مرتزقة، استخدمهم لقضاء حاجته ثم تخلى عنهم وذويهم”.
الكرامة تنتصر
يراهن تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على قوات مرتزقته في داخل اليمن وعلى الحدود، لكنه لا يعلم أن السحر سرعان ما سينقلب على الساحر، وأن من أجبرتهم ظروف الإفقار والعوز وضعف الوازع الوطني على الانخراط في صفوف مرتزقته، باتوا يشعرون بهوانهم وحتما سينحازون لكرامتهم.
ذلك بالفعل ما حدث، بإعلان الآلاف من مسلحي تحالف العدوان انسحابهم من صفوف مرتزقته، وعودتهم إلى العاصمة صنعاء ومدنهم تباعا، مستفيدين من قرار العفو العام الصادر عن المجلس السياسي الأعلى، وما تزال أعدادهم في تزايد مستمر، مع تواصل اكتشافهم حقيقة أهداف دول العدوان وحقيقة نظرته لهم واليمنيين كافة.