‎”ضربة معلّم” عابرة للقارات

|| مقالات ||  حلمي الكمالي

 

لن تكونَ الضرباتُ الاستراتيجية الأخيرة للقوات المسلحة اليمنية عابرةً للزمان والمكان هذه المرة؛ لأَنَّها عميقةٌ في صلب التأريخ والجغرافيا وخارقة للعادة غير أنها تنذرُ ببداية جديدة لنهاية غيرِ سعيدة لدول العدوان.

إن توجيهَ ضربتين مزدوجتين في نفس الوقت وبهذا المستوى باستهداف فوج يضم أكبرَ القيادات العسكرية التابعة للاحتلال الإماراتي في عدن وأخرى صاروخية إلى أقصى الشرق السعودي هو التحول الجذري في مسار المعركة بشكل نهائي لما يعكسُه من رسائلَ عميقة تشكل “ضربة معلم” في جزئيات المواجهة اليمنية العابرة للقارات لغرس المسمار الأخير في نعش العدوان.

لا تكمُنُ الرسالةُ فقط في قدرة القوة الصاروخية اليمنية على استهداف أبعدِ هدف في عمق العدو وتحليقها فوق أضخم أجهزة الرادارات والدفاعات الأمريكية بأريحية تامة، كما أثبت ذلك بركان 3 الأخير الذي تجاوز أكثرَ من 1300 كم مروراً بأكبر القواعد العسكرية الأمريكية في السعودية.

لكن الرسالة توضح أَيْــضاً بأن القوى الوطنية تحكم السيطرة على مسرح المعركتين العسكري والسياسي بشكل كامل داخل وخارج البلد ما يدل أن القيادة الوطنية تعيش أجواءً أكثرَ استقراراً على كافة الأصعدة خُصُوصاً بما يتعلق بسرعة التخطيط واتخاذ القرار في الزمان والمكان المناسبين وهذه نقطة هامة يدرك خبراء الحرب في البيت الأبيض مدى تأثير هذه الجزئيات على سير المعركة كلياً.

إن مهمةَ الحفاظ على الاستقرار الذهني في زخم الأحداث المتسارعة مهمة صعبة للغاية أشبه بكيفية تحكم لاعبي كرة القدم بهدوئهم للإطاحة بالخصم لكن دائماً ما يثبت اليمنيون قدرتَهم الفائقة على إدارة المعركة برؤية ثاقبة تستبقُ الأحداثَ وتصيبُ الزاويةَ 90 في جسد العدوان لتشلَّ حركتَه دون الحاجة للدخول في “الإكسترا تايم”.

وتلك خطوةٌ متقدمةٌ استطاعت القواتُ المسلحة اليمنية وقيادتُها الوطنيةُ خلالها سحبَ خيوط المعركة من رحم اللعبة الدولية وزجها كـ “شراك” واسع لاصطياد لاعبيها وأدواتها دون أن تشعر.

قد يعجبك ايضا