ماذا بعد نصيحته للإمارات وتحذيره للسعودية؟؟

|| مقالات || عبدالباسط الشرفي

 

لم يمر على خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أكثر من 15ساعة ، والتي حذر و توعد فيها السعودية بمزيد من التصعيد، حتى نفذ سلاح الجو المسير عمليات واسعة على مطار أبها الدولي ومطار نجران وقاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط، مما يعني أن قادم الأيام ستتوسع فيه دائرة الاستهداف لأماكن حساسة ومهمة واستراتيجية.

ثلاث عمليات في توقيت واحد لعدد من الأهداف وفي مناطق بعيدة عن بعضها البعض داخل العمق السعودي، يدل على أن جعبة القوات المسلحة تمتلك الكثير والكثير ، وان صيف السعودية سيكون ساخنا جدا، ليس من سلاح الجو المسير فقط، بل سيتكون القوة الصاروخية حاضرة وبقوة

 

وبقراءة سريعة لبعض الرسائل التي وجهها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للنظام السعودي في خطابه الأخير ، نرى  أنه حذرهم من تأثيرات الضربات القوية والموجعة إذا استمروا في عملياتهم وتمادوا في عدوانهم على الشعب اليمني، وفي إشارته لعملية التاسع من رمضان، والذي استهدف سلاح الجو المسير بسبع طائرات مسيرة محطات ضخ بترولي لشركة أرامكو في منطقتي الدوادمي وعفيف غربي العاصمة الرياض، يؤكد أن قادم الايام سيكون مؤلما وموجعا للسعودية على كل المستويات، وربما لن تكون جيزان ونجران في مأمن من العمليات العسكرية النوعية  الهجومية داخل العمق السعودي.

أي ان العمل لن يرتكز على سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية فقط، وأعتقد بأنها قد تكون النصيحة الأخيرة للنظام السعودي وذلك لعدد من العوامل أهمها الواقع الميداني وترجيح الكفة لصالح الجيش واللجان الشعبية ، وكذلك تفكك دول العدوان والخلافات التي تظهر بينهم يوما بعد آخر، بالإضافة إلى عامل الصمود للشعب اليمني العظيم الذي أكد عليه السيد القائد في أكثر من خطاب، كما أن السيد و ضعهم بين خيارين إما السلام وفيه مصلحة السعودية ومصلحة المنطقة، أو أيام سوداء وتصعيد كبير من قبل الجيش واللجان الشعبية فيما إذا استمروا في عدوانهم وحصارهم لليمن، وما عليهم الإ قراءة الرسالة جيدا وقد أعذر من أنذر ، وأي تصعيد سيقابله مزيد من التصعيد.

 

 كما أن معارك جيزان ونجران وعسير الملتهبة هي الأخرى تشكل عاملا كبيرا وضاغطا على السعودية ، وخصوصا أنها تحاول إلهاء وحرف وسائل الإعلام عن ما يجري في جبهات ما وراء الحدود، وتصور أن المعارك باتت في صعدة، وهذا ما انعكس سلبا على أدائها الإعلامي والعسكري والنفسي، وخلق حالة من اليأس لدى المواطن السعودي، وخصوصا مع اعترافهم في أكثر من وسيلة إعلامية خلال الأيام الماضية بفشل إعلامهم مقابل أداء الإعلام اليمني، والخلافات بين دول التحالف ومليشياتها وفصائلها المتنوعة.

 

السيد القائد وخلال كلمته في اختتام المراكز الصيفة أشار إلى أن على الإمارات أن تصدق في  إعلان الانسحاب من اليمن ،  وأن تكون جادة في ذلك، فهو من مصلحتها على المستوى الاقتصادي وجميع المستويات، واستمرار الإمارات في العدوان واحتلال اليمن يشكل خطورة عليها وهي تتحمل مسؤولية ذلك ، وفي هذا الكلام تحذيرات واضحة ونصائح أخيرة وإن لم تستجب لهذه الفرصة فستكون في مرمى القوات المسلحة اليمنية ، وهم يعرفون جيدا ويحسبون الف حساب لكلامه ، ولا أظن انهم نسوا قصف صاروخ كروز لمفاعل براك النووي في مدينة أبو ظبي ، والمشاهد التي تم توزيعها لاستهداف سلاح الجو المسير لمطار أبو ظبي، وضربة صافر الشهيرة التي لن تمحى من ذاكراتهم مدى الأجيال، وعليهم اتخاذ موقف سريع وإعلان رسمي بالانسحاب من اليمن، يتبعه تطبيق عملي على أرض الواقع، مالم فإن مطاراتهم ومنشئاتهم الاقتصادية والحيوية هدف للقوات المسلحة اليمنية.. “ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز.”

قد يعجبك ايضا