بين فصل الخطاب والقول السديد (1)
|| مقالات ||د / هشام محمد الجنيد
أثبَتَ توجُّــهُ القولِ السديد في خطاب قائد الثورة حفظه الله ونصره في بداية العدوان السعودي الأمريكي وحلفائه أن الإيمان بالله والتوكل على الله للقتال في سبيل الله دفاعاً عن الدين والوطن وأبنائه سيلحقُ الهزيمةَ والخسارة بالعدوان السعودي الإجرامي مهما كان حجم قوته المالية والعسكرية ومهما كان حجم القوى التي تشاركه وتقف في صفه.
ومؤشرات النصر للجيش واللجان الشعبيّة قد بدت واضحةً منذ العام الأول للعدوان باستحالة تحقيق العدوان أهدافَه الاستراتيجية، وتطورت أوضاعُ الحرب إلى مستنقع جعلت العدوان السعودي غارقاً مرتبكاً متخبطاً منهاراً عاجزاً وعلى مرأى ومسمع من كافة الشعوب العالمية. ولن يخرُجَ العدوان السعودي الأمريكي وحلفاؤه من هذا المستنقع إلا مهزوماً.
لقد أثبت مصداقية القول السديد بالخيارات الاستراتيجية بصناعة الطائرات المسيّرة وتطوير منظومة الصواريخ محلياً، إذ دخلت مرحلةُ الدفاع المشروع منعطفاً استراتيجياً حمل في طياتِه الكثيرَ من المفاجآت لتنتقل من استراتيجية دفاعية أعجزت وأفشلت العدوان عن تحقيق أهدافه العدوانية الإجرامية إلى استراتيجية دفاعية قلبت موازين القوى وحقّــقت انتصارات عسكرية واستراتيجية بتعطيل مطارات نجران وأبها وجيزان العسكرية والحيوية -التي تستخدم للأغراض العسكرية- وخروجها عن الملاحة الجوية، وألحقت أضراراً عسكريةً بقاعدة خالد في خميس مشيط وغيرها من المواقع العسكرية، بل حقّــقت القوةُ الجهاديةُ الدفاعية اليمنية الانتصاراتِ المتتالية في كُــلّ الجبهات. والقادم أعظم وأشد إيلاماً ووجعاً.
كذلك أحدث ضربُ الهدف العسكري أقصى شرق الدمام بصاروخ باليستي إرباكاً ورعباً شديداً في صفوف العدوان السعودي الذي يخلو من القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، الذي كلما فشل ميدانياً يفرغ فشله وإجرامه كعادته في قتل المدنيين من النساء والأطفال وفي قتل الأبرياء. ومن سلسلة مجازر هذا العدوان مجزرته في سوق شعبي (سوق آل ثابت) في محافظة صعدة في مديرية قطابر الحدودية في آخر شهر يوليو من عامنا هذا.
بل أثبت التوجّــهُ الجهادي في سبيل الله للقول السديد في ظل هذه الظروف بتوجّــهات النظام الصادقة في الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وقيام مؤسّسات وأجهزة الدولة بإعداد الخطط الاستراتيجية وعلى أساس الالتزام بالسير على منهجية الدستور الإلهي. قال الله تعالى: (أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً على وَجْهِهِ أهدى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (سورة الملك، 22)..
واللهُ وليُّ النصر والتوفيق، نسألُ الله تعالى أن ينصر إخواننا المجاهدين الجيش واللجان الشعبيّة والمقاومة الإسلامية في المنطقة على أعداء الإسلام والأوطان والإنسانية، إنه سميع الدعاء.