مخاطرُ التثبيط والحياد
|| مقالات || عبدُالله هاشم السياني
قبلَ ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م وعندما كانت مسيرةُ أنصار الله لا زالت في صعدةَ علمنا بأن علي محسن الأحمر وأحمد علي يرسلان بعض جنودهما؛ للدراسة لدى علماء في صعدةَ؛ بهدفِ التأثيرِ عليهم للانخراط في مواجهة الحوثيين الذين يمنعون تدريسَ العلوم الشرعية على حَـدِّ زعمهم، وكان هؤلاءِ الجنودُ الذين كانوا يحضرون الدروسَ بأسلحتهم يقدمون أنفسهم كحُماةٍ للعلماء وللعلم ويبادرون بحماس بالقول بأنهم لن يسمحوا لأحد بالمساسِ بالعلم الشريف..
بعضُ العلماء انطلت عليه خطةُ نظام صالح وشعر بأن لديه طلاباً مقاتلين، وبدأ يتحدثُ مع الأنصار ومعنا بصوتٍ عالٍ ومرتفعٍ، عندها تدخلنا في المجلس الزيدي مع ثلةٍ من العلماء الأخيار وتم وأدُ الفتنة وإفشال مخطط علي محسن.
أذكر بعدها أننا في المجلس الزيدي وعن طريق السفير السعودي قُدِّمَ لنا عرضٌ كبيرٌ بمبالغَ خياليةٍ غير مشروطة هدفُها -كما قال الوسيط- معاونةُ المجلس الزيدي؛ لكي يقوم بنشر الزيدية “فقط ” وبالطريقة التي يريدُها المجلسُ والمنهجُ الذي يراه..، عندها تأكّــد لنا أن المخططَ أكبرُ من علي محسن وأحمد علي.
اليوم وأنا أقرأ مقالَ العالم المجاهد الأُستاذ حمود الأهنومي شعرتُ بخطورة ما قاله في المقال وأخطرُ ما قرأتُه تحوُّلُ بعض المرشدين الذين لا يعرفون مصدرَ تمويل تحركاتهم إلى دعاة تكفير من حيث لا يشعرون، وكلما أخشاه أن تتطورَ لُغةُ التكفير لديهم لنجدَ أنفسَنا أمام جماعة تكفير محلية، كما أن فتاواهم الفردية غيرَ المعلَنة “السرية” التي يتم تناقلُها على ألسنة المرشدين وتدعو إلى الحياد في مواجهة العدوان تمثِّلُ الشِّــقَّ الآخر من الخطر الاجتماعي والسياسي، وفي هذه الحالة لا بد على قيادة المرشدين من تحديدِ موقفها العلني من الحياد المزعوم في مواجهة العدوان، وإذا كانت غيرَ مقتنعة به فلتوضحْ موقفَها ورأيَها، وإن كانت مقتنعةً فلتفتي به وتواجه%9