علماء اليمن يؤكدون أهمية تنوير المجتمع بالمؤامرات التي تستهدف الأمة وينددون بما يحدث في عدن

موقع أنصار الله  –  صنعاء  –  7 ذو الحجة 1440هـ

عٌقد بصنعاء اليوم اللقاء الموسع لعلماء اليمن لتدارس الموقف بشأن المستجدات المحلية والإقليمية.

وناقش اللقاء بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي يحيى المتوكل ونائب وزير الأوقاف والإرشاد العلامة فؤاد ناجي وكوكبة من علماء اليمن يمثلون مختلف المذاهب بمحافظات الجمهورية، دور العلماء في تبصير الأمة بالتحديات والمخاطر التي تواجهها.

وفي الافتتاح أكد مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين، أهمية اضطلاع العلماء بواجبهم في تنوير المجتمع بما يحاك ضد الأمة من مخاطر تستهدف وحدتها وأمنها واستقرارها وسيادتها.

وأشار إلى موقف العلماء وورثة الأنبياء، تجاه ما تتعرض له الأمة من غزو واحتلال ونهب خيراتها وثرواتها من قبل أعدائها وأدواتهم .. وقال “نريد من العلماء أن يكونوا في طليعة من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر والصدع بالحق وتحريك ضمائر الناس تجاه التحديات التي تمر بها الأمة والمؤامرات ضد أبنائها”.

وندد العلامة شرف الدين بما يجري في عدن من أعمال فوضى واقتتال وتهجير قسري لأبناء المحافظات الشمالية .. معتبراً هذه الممارسات نزعة مناطقية وعنصرية عملت على تغذيتها قوى الاحتلال وأدواتها في محاولة وسعي حثيث لتقسيم اليمن وتمزيق النسيج الاجتماعي.

وعبر عن الأسف لترويج بعض العلماء للمشروع الصهيوني الأمريكي الذي تم الإعلان عنه سابقاً تحت مبرر إيجاد شرق أوسط جديد. وأضاف “بعض العلماء يروجون لهذا المشروع الهادف إلى تقسيم اليمن وتمزيق وحدته التي تحققت في 22 مايو 1990م في ظل انقسام عربي وإسلامي تجاه قضايا الأمة ومقدساتها “.

واعتبر الوحدة اليمنية، اللبنة الأولى للوحدة العربية والإسلامية .. متسائلا :” إذا لم يتصدر العلماء وتكون لهم أولوية مواجهة مشروع التقسيم الذي تتبناه الصهيونية العالمية من سيتبنى ذلك؟ “.

واتهم مفتي الديار اليمنية، السعودية والإمارات بتغذية الصراعات وإثارة الفتن والتقسيم في البلاد العربية من اليمن إلى الصومال والسودان والعراق وسوريا وليبيا وغيرها .. قائلاً “تقف السعودية والإمارات وراء الفتن والصراعات في المنطقة العربية، فمن يسلح ويمول ويسخر قنوات الإعلام سوى آل سعود وآل نهيان “.

وتابع “من يقتل الشعب اليمني على مدى ما يقارب من خمس سنوات ويرتكب المجازر والجرائم بحق الأطفال والنساء والشيوخ، ومن يسعى لتقسيم اليمن وتجزئته إنما هي السعودية والإمارات طمعاً في احتلال اليمن ونهب خيراته وثرواته”.

وتطرق العلامة شرف الدين إلى الحملات التضليلية لعلماء آل سعود ووسائل إعلامهم وأبواقهم على الشعب اليمني وقتله بقصف الطائرات والصواريخ .. مؤكدا أن النبي عليه الصلاة والسلام وصف اليمنيين بأنهم أهل الحكمة والإيمان.

وتوقف عند فريضة الحج التي تجسد وحدة المسلمين في أبهى صورها من خلال اجتماعهم في صعيد عرفات .. لافتاً إلى أن علماء وأمراء وملوك الخليج يسعون لإفساد الأمة وتفكيك وحدتها من أطهر وأقدس مكان في الدنيا.

وأوضح مفتي الديار اليمنية أن المؤمنين الصادقين الذين أخبر القرآن الكريم عنهم، هم الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس .. مبيناً أن أبناء اليمن شُن عليهم عدوان سافر وحوصروا وتحملوا عناء الحرب والحصار والألم والحزن وما يزالون يقدمون أرواحهم فداء للوطن ودفاعا عنه.

ونوه بتفاعل العلماء الحاضرين من مختلف المحافظات وتحملهم عناء السفر ليقولوا كلمة الحق، استشعاراً منهم للمسئولية والأمانة التي حملهم الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وآله وسلم .

من جانبه أشار أمين عام رابطة علماء اليمن عبدالسلام الوجيه في كلمته الترحيبية إلى أن العلماء نجوم الهداية وقادة الرأي والفكر، حملهم الله مسئولية الإرشاد والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتبيين بعد الأنبياء والمرسلين.

ولفت إلى ما تمر به الأمة من أحداث نتيجة المخططات الخارجية التي تستهدف كيانها ووجودها وحريتها واستقلالها وحريتها وعزتها وكرامتها ..

وندد الوجيه بمحاولة دول العدوان إغراق المجتمع اليمني في أتون صراع المناطقية والعنصرية .. وقال إن”ما يجري في الساحة اليمنية يحتم على العلماء الجهر بالحق والوقوف في وجه العدوان وتبيين ذلك ومساندة المؤمنين المستضعفين وصد جرائم الخونة والمرتزقة”.

واعتبر فريضة الحج، عنواناً لوحدة المسلمين، لكن النظام السعودي يسعى لحرفها عن أهدافها، ما يستدعي وقوف العلماء في إعادة الاعتبار لهذه الفريضة الدينية .

بدوره أشار نائب رئيس جامعة العلوم الشرعية بمحافظة الحديدة الدكتور العلامة علي عبادي إلى دور العلماء في تنوير المجتمع وإخراجه من ظلمات الجهل.

وأكد أهمية أن يحمل العلماء الأمانة الملقاة على عاتقهم، مبيناً أن مقدسات الأمة تتعرض للتهديد بالزوال ومنها المسجد الأقصى الذي يسعى الكيان الصهيوني لتهويده فضلا عن المسجد الحرام ومحاولة آل سعود مسخ الهوية الإسلامية فيه إلى جانب مايتعرض له القرآن الكريم من مخالفات.

من جهته أوضح عضو رابطة علماء اليمن الدكتور عبدالباسط الحميدي، أن المسلمين يعيشون اليوم تحت نوعين من التطبيع، الأول غربي للقبول بأعمال الصهيونية العالمية من احتلال للمقدسات في حين يتمثل الثاني بتطبيع أخطر عبر تدنيس المقدسات.

وحذر من مخاطر إعداد الصهيونية العالمية لملوك وسلاطين وأمراء ورؤساء، تنسجم مع توجهاتها .. وقال “أصبح على رؤوس العرب باختلاف الألقاب رئيس وملك وأمير وسلطان يسعون لتمكين الصهيونية من الأمة وخيراتها ” .

وأكد الدكتور الحميدي أهمية مواجهة أبناء اليمن لقوى الاحتلال وأدواتها .. مشدداً على أهمية دور العلماء والذي لا يقل قدسية عن ما يسطره المرابطون من ملاحم بطولية في سبيل حماية الدين والوطن ونصرة المستضعفين.

رئيس الملتقى الإسلامي العلامة أحمد درهم حورية، استعرض دور العلماء ووظيفتهم في تبليغ رسالة الله ونشر دينه في أصقاع العالم والوقوف في وجه أئمة الكفر.

ونبه العلماء من صمتهم تجاه كلمة الحق والأمر بالمعروف وتبيين الحقائق والوقوف في وجه اليهود والنصارى الذين يسعون إلى تعبيد الأمة .. وقال “من لم يتكلم بالحق وينهى عن المنكر فهو ممن شملتهم لعنة الله كما قال تعالى لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ “.

وأضاف “نحن في ظرف شهد العالم للشعب اليمني بالمظلومية، لكن تكالب وتآمر عليه الأعداء من أمريكا وأزلامها، فاستخدمت دول الخليج وعلى رأسها السعودية، لضرب وقصف الشعب اليمني، في المنازل والأسواق والمساجد والبنى التحتية وغيرها”.

وتابع العلامة أحمد حورية قائلاً ” لماذا يتم استهداف الشعب اليمني لأن أبناءه لا يزال فيهم حمية وغيرة على مقدسات الأمة ويرونهم خطراً على مخططاتهم” .

وعبر عن أمله في خروج المشاركين في اللقاء برؤية واضحة وموقف يكشف قبح ممارسات آل سعود وأمراء الخليج بحق الأمة بصورة عامة واليمن بشكل خاص .

 

قد يعجبك ايضا