الوجود الأمريكي في العراق.. الكشف عن أبرز فضائح التجسس الأمريكية

|| صحافة عربية ودولية ||

لقد لفتت التحركات الأمريكية الأخيرة في العراق خلال الأشهر القليلة الماضية الانتباه إلى دور واشنطن السلبي في هذا البلد الاستراتيجي والمهم في المنطقة، خاصة وأن هذا البلد يقع في جوار إيران التي تشهد الكثير من التطورات على الساحة السياسية والاقتصادية والتجارية، وهنا يؤكد العديد من الخبراء السياسيين، بأن الوجود الأمريكي في العراق، والذي لا يزال مستمراً تحت ذرائع مختلفة، لم يجلب سوى القتل للمدنيين، وإضعاف الجيش العراقي، واستهداف كتائب الحشد الشعبية وقوات الأمن العراقية، وكذلك التجسس على أبناء الشعب العراقي.

 

فضيحة التجسس الأمريكية على العراق

 

لقد ركّزت الحكومة الأمريكية منذ تولّي الرئيس “ترامب” زمام الأمور في البيت الأبيض على منطقها الاقتصادي والأمني   في منطقة غرب آسيا، ولهذا فلقد بذلت الكثير من الجهود للسيطرة على العراق، لكن التطوّرات الميدانية كشفت بأن واشنطن لم تتمكن من تحقيق أهدافها في بغداد وأربيل، ولهذا فلقد لجأت إلى سياسة التجسس الحقيرة على قوات المقاومة.

 

وحول هذا السياق، اتهم برلمانيون عراقيون واشنطن بالتجسس على عدد من الوزارات والمؤسسات السيادية الحكومية وذلك من أجل الضغط على بعض المسؤولين الحكوميين لتمديد فترة بقائها العسكري في العراق لأطول فترة ممكنة، مكذبين المزاعم الأمريكية حول نية حقيقية لدى واشنطن لسحب قواتها، فيما يتذرع الجانب الأمريكي بمواجهة المصالح الإيرانية في الإقليم ومنع التواصل بين إيران والعراق وسوريا.

وفي السياق ذاته، كشفت فضيحة قائد عمليات الأنبار “محمود الفلاحي”، عن تورطه بالتجسس لمصلحة الاستخبارات الأمريكية وإعطائهم إحداثيات انتشار قطعات من الحشد الشعبي، بينما اتهم النائب العراقي “كريم عليوي” الإدارة الأمريكية بقيادة مؤامرة كبيرة بالتعاون مع ضباط الجيش السابق لاغتيال رموز الحشد الشعبي، مشيراً إلى أن القصف الأمريكي بذريعة الخطأ هو أحد عمليات تصفية قيادات الحشد الشعبي، فضلاً عن دفع عصابات إرهابية مدعومة أمريكياً لاغتيال بعض القيادات بشكل مباشر.

 

وأضاف “عليوي” إن الحشد الشعبي يعدّ المعوق الوحيد أمام المخططات الأمريكية الرامية لفرض الهيمنة على الحكومة العراقية، إذ يؤثر وجوده على مصالح واشنطن في العراق والمنطقة، مبيناً أن واشنطن تسعى للخلاص من الحشد ولديها الكثير من المخططات لاستهدافه.

 

وفي السياق نفسه، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن التسجيل الصوتي المسرّب لمحادثة هاتفية بين قائد عمليات الأنبار اللواء الركن “محمود خلف الفلاحي”  وعميل للاستخبارات الأمريكية CIA عراقي الجنسية، أظهر طلب عنصر الـ  CIA  من قائد عمليات الأنبار، تزويده بإحداثيات مواقع الجيش العراقي والقوى الأمنية والحشد الشعبي وفصائل المقاومة، مشدداً وبالاسم على مواقع كتائب حزب الله في القائم بشكل خاص، وفي قاطع عملياته بصورة عامة.

 

كما جاء في التسجيل، أنه تم تنفيذ هجمات من قبل سلاح الجو الأمريكي والصهيوني ضد القوات الأمنية الموجودة في تلك المناطق، فضلاً عن قصف مواقع فصائل المقاومة بمختلف تصنيفاتها.

 

وطالب عنصر الـ CIA قائد عمليات الأنبار بإجراء لقاءات مع قيادات الجيش الأمريكي والمخابرات الأمريكية على أن يختار مكان اللقاء بين إربيل والحبانية.

سقوط طائرة تجسس أمريكية في شمال بغداد

 

كشفت العديد من المصادر الإخبارية، أن الطائرة الأمريكية التي سقطت في إحدى المزارع بمنطقة الرضوانية قرب مطار بغداد، هي بالفعل طائرة تجسس أمريكية نوع (درون) وتحمل صواريخ.

 

وأضافت تلك المصادر بأن ردود الفعل بشأن سقوط تلك الطائرة تباينت بين أن تكون ناتجة عن عملية قرصنة أو تشويش إلكتروني ناجم عن هجوم مجهول الهوية أو خلل فني.

 

تنفيذ هجمات غادرة على القوات العراقية وقواعد الحشد الشعبي العسكرية

 

استمرت قوات الحشد الشعبي بعملياتها في تطهير الأراضي العراقية من الإرهاب خلال الأشهر القليلة الماضية، ما دفع الأمريكيين والكيان الصهيوني للسعي لخلق الانقسامات والنزاعات الجيوسياسية، حيث قاموا قبل عدة أسابيع باستهداف قاعدة الشهداء في منطقة الشهابي التابعة للحشد الشعبي وتعرّضت المنطقة لهجوم مجهول باستخدام طائرة من دون طيار، ما أسفر عن مقتل وإصابة ثلاثة من قواتها ولكن سرعان ما نفت واشنطن مشاركتها في تلك الهجمات البربرية على قوات الحشد الشعبي العراقية ولكن التدخل الأمريكي في العراق وقيامه بالكثير من الهجمات على عدد من القواعد العسكرية العراقية، يؤكد بأن أمريكا تبذل الكثير من الجهود للقضاء على قوات الحشد الشعبي العراقية.

 

قتل المدنيين العراقيين تحت ذريعة الحرب مع تنظيم “داعش” الإرهابي

 

لطالما استخدمت أمريكا الإرِهاب ذريعة من أجل احتلال الشعوب العربية والإسلامية فمنذ  أحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر تسعى أمريكا إلى أن تُحكِم هيمنتها على العالم من خلال التدخل في شؤون الدول والتحكم بثرواتها ومقدراتها واستخدام القوة العسكرية أو التهديد باستخدامها، فمحاربة الإرهاب هي ذريعةُ أمريكا التي لا تنتهي في العراق وفي وقت ترفض فيه أغلب التيارات والكتل السياسية العراقية وجود قوات برية أمريكية وقوات برية للدول الحليفة مع أمريكا في العراق تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، كشف مسؤول عراقي عن وجود عشرات المستشارين العسكريين الأمريكيين في العراق، ما يدل على أن الأمريكيين يخططون لإعادة احتلال العراق وإن وجود الكثير من القوات الأمريكية في العراق أدى إلى مقتل الآلاف من أبناء الشعب العراقي بعدما وجّهت لهم الكثير من التهم بالإرهاب والتعامل مع التنظيمات الإرهابية.

 

الوقوف في وجه تعزيز وتقوية قوات الأمن العراقية

 

تعمل أمريكا من خلال سفارتها في بغداد، على منع الجيش العراقي من تزويد قوات الشرطة العراقية بأسلحة متطورة، وبالتالي أدّى ذلك الأمر إلى إضعاف هذه الأجهزة الأمنية في العراق، وهذا الأمر جاء كذريعة لاستمرار بقاء القوات الأمريكية في هذا البلد.

معارضة سياسية مكثفة للوجود العسكري الأمريكي في العراق

 

إن الإجراءات الأمريكية في العراق، سواء أكانت تجسساً أو تحريضاً على الفتنة أو استهدافاً عسكرياً لمواقع قوات الحشد الشعبي، كانت دائماً محل معارضة السياسيين العراقيين، لكن هذه المعارضة اشتدت في الأشهر الأخيرة، بعدما أكد الكثير من البرلمانيين العراقيين ضرورة طرد وإخراج القوات الأمريكية من العراق.

 

وهنا ينبغي القول بأنه عقب ازدياد عدد الفضائح الأمريكية في العراق، سواء في المجال العسكري أم في المجالين السياسي والاستخباراتي، فإنه حان الوقت للسياسيين العراقيين للعمل بجدية لطرد القوات الأمريكية من العراق.

 موقع الوقت التحليلي 

قد يعجبك ايضا