صنعاء تنتزع اعترافاً بروتوكولياً من أهم دول الاتحاد الأوروبي: مرحلة جديدة من العلاقات الخارجية.

موقع أنصار الله || صحافة محلية || المسيرة

فصلٌ جديدٌ من العلاقات الدبلوماسية اليمنية مع العالم ينتزعُه الوفدُ الوطني؛ باعتباره ممثلاً لليمن وليس كوفدٍ مفاوِضٍ فقط، برئاسة محمد عبدالسلام، كنتيجة منطقية لهزيمة العدوان الأمريكي السعودي الذي كان بدورِه السببَ في العزلة التي فرضها على اليمن، وبالتالي تأتي الانتصاراتُ الدبلوماسية اليمنية كأحد مفاعيل هزيمة العدوان الميدانية وتفكُّكه السياسي على مستوى “التحالف” ذاته وتآكل منظومته الداخلية من العملاء على رأسها ما كانت تُسمَّى “الشرعية”.

على دائرةٍ مضلَّعةٍ، جلس وفدُ اليمن برئاسة محمد عبدالسلام يقابلُــه وفدُ سفراء أهمّ دول الاتّحاد البريطاني، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفي الضلع الثالث جلس ممثلو إيران كبلدٍ مضيفٍ للاجتماع التاريخي ، وفي ذلك اعترافٌ بروتوكولي من الرباعي الأوروبي بتمثيل الوفد لليمن، إضافَة إلى كونه موقفاً لم يحلم به مرتزقةُ فنادق الرياض وأبو ظبي الذين يشهد وضعُهم حالةً مزريةً، من صورها دخولُ الفارّ هادي مع جموع المواطنين السعوديين للسلام على الملك السعودي بمناسبة عيد الأضحى، وهي حالةٌ لم يعشِها أيُّ رئيس في العالم حتى في زيارته لرئيسٍ أَو ملك دولة معادية له، ناهيك عن دولة تدّعي تشكيلَ تحالف لدعم سلطته المنتهية سياسياً وميدانياً ودستورياً.

ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية سبأ فإن اللقاءَ الذي استضافته طهران ناقش عدداً من القضايا الرئيسية المتعلقة بالوضع في اليمن والمنطقة عموماً، والتأكيد على عدد من القضايا أهمها دعم التسوية السياسية والحل السياسي الشامل؛ باعتباره المخرجَ الوحيدَ للحرب في اليمن، وضرورة تكثيف الجهود لدعم النشاط الإنساني وتقديم المساعدات للشعب اليمني.

ممثلو اليمن في الاجتماع أكّــدوا من جانبهم على التعاطي الإيجابي مع كافة المبادرات والمقترحات لدعم اتّفاق ستوكهولم.

ووفقاً لمصادرَ مطلعةٍ تحدثت لصحيفة المسيرة فإن اللقاءَ الذي عقده وفدُ اليمن أمس مع سفراء أهمّ الدول الأوروبية تجاوَزَ مسألةَ الحل السياسي وإنهاء العدوان وتطرق إلى قضايا مستقبلية أهمها العلاقات اليمنية الأوروبية وهو -وفق تلك المصادر- ما يؤكّــدُ قناعةَ المجتمع الدولي بعدم إمكانية المضي في أكذوبة ما يسمى الشرعية وأن مصلحة اليمن ومحيطه الإقليمي والدولي في كسر الجمود في العلاقات التي فرضها العدوان وإعادة فتح آفاق التعاون في شتى المجالات بما يحققُ مصلحةَ الشعب اليمني وشعوب الدول التي يمثلها المجتمعون مع الوفد اليمني، علاوة على التعاون الأمني بما يحققُ الاستقرارَ الإقليمي والدولي.

وأشارت المصادر إلى أن تجاوز ممثلي الدول الأوروبية في اجتماعهم مع وفد اليمن في العاصمة الإيرانية، للمحاذير الأمريكية يؤكّــد أيضاً مستوى قناعة الدول الأوروبية بأن البوابة المستقرة والقوية والمسؤولة للتعامل مع اليمن تتمثل في السلطة الوطنية وهي المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني.

وبالعودة إلى الشكل البروتوكولي لطاولة الاجتماع اليمني الأوروبي؛ باعتباره اعترافاً ضمنياً هو الأولُ من نوعه بممثلي اليمن فإن الدول الأوروبية الأربع هي الأبرزُ في الاتّحاد الأوروبي والأهم والتي تقودُ سياسَةَ الاتّحاد الخارجية، بما يعني أن الاجتماع وما ترتب عليه يمكن القول ضمنياً إنه يمثّلُ كافةَ دول الاتّحاد الأوروبي.

وإذا كانت اللقاءاتُ مع سفراء الدول الأوروبية مع الأطراف الوطنية اليمنية تحدُثُ خلال السنوات الماضية؛ باعتبارها تجري مع مجرد أطرافٍ داخلية في سياق الحل السياسي وإنهاء العدوان، فإن اجتماعَ الأمس يعد أول رسالة علنية للدول الأوروبية مع طرف يمثل اليمن ولا يمثل نفسَه فقط يعد انتقالاً هو الأول من نوعه إلى مرحلة متقدمة من العلاقات اليمنية مع الخارج وفقاً للواقع الجديد الذي فرضته ثورة 21 سبتمبر وفرضه الصمود اليمني على مدى أكثر من أربعة أعوام مقابل تآكل مخزٍ وتامٍّ للعملاء أَو ما كان يسمى بالشرعية.

غير أن التحولَ الكبيرَ في العلاقات اليمنية الخارجية لم يبدأ باجتماعِ الأمس بل مَرَّ مؤخراً بعدة محطات هامة أبرزُها تلقّي الوفد برئاسة محمد عبدالسلام دعوةً رسمية من الخارجية الروسية لزيارة موسكو؛ باعتباره ممثلاً لليمن وليس للوفد المفاوض فقط والاستقبال الرسمي الكبير الذي حظي به الوفدُ هناك بل وتسليمه مسودةً روسية رسمية تتضمَّنُ رؤيةَ روسيا لأمن المنطقة، وهي الرؤيةُ التي سُلِّمت لباقي دول المنطقة، ومثلُ هذه الرؤى الهامة التي لم تناقش مع حكومة المرتزقة لا تسلم لأطراف داخلية تمثل نفسها بل يتم تسليمُها للدول وفي حالة اليمن كان الوفدُ هو الممثلَ الرسمي والشرعي.

وبين ذلك كانت الدعوة التي تلقاها الوفدُ من الخارجية الإيرانية والاستقبالُ الكبيرُ من كبار المسؤولين والقادة الإيرانيين والذي يأتي -بحسب مصادر مطلعة تحدثت لصحيفة المسيرة- في سياقِ حراكٍ دبلوماسي كبير يقودُه الوفدُ الوطني في محطات متعددة، على رأسها موسكو ومسقط وطهران، وسط إقبال دولي كبير من قبل السفراء على لقاء ممثلي اليمن برئاسة محمد عبدالسلام ضمن التحولات الكبيرة، التي يشهدُها اليمنُ في إطار تصديه للعدوان الذي تطوَّر إلى مستوى التأثير الإقليمي والدولي، الذي فرَضَ قضيةَ اليمن على العالَم بعد ما كانت توصف الحربُ عليه بـ “الحرب المنسية”.

قد يعجبك ايضا