اليمن يعلن توسيع دائرة الردع: هجومٌ غيرُ مسبوق بطائرات “صمّـاد3” على هدف عسكري في الرياض.
موقع أنصار الله || صحافة محلية || المسيرة
فتحت قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة نيرانَ صواريخها البالستية وطائراتها المسيّرة بشكل غير مسبوق على العمق السعودي، خلال اليومين الماضيين، في تدشين عملي لتصعيد استراتيجي جديد تضمَّنَ عدةَ عمليات واستراتيجيات تنفّذ للمرة الأولى، حيث نفّذ سلاح الجو المسيّر، أمس الاثنين، أول هجوم بطائرات “الصمّاد3” على “هدف هام” في العاصمة السعودية الرياض، وذلك بعد ساعات من أكبر عملية للصواريخ البالستية المتوسطة ضربت عدة أهداف في جيزان، وجاءت هذه الأخيرة بالتزامن مع استهداف قاعدة الملك خالد بخميس مشيط بثلاث هجمات واسعة للطيران المسيّر (لأول مرة خلال يوم واحد)، كما استهدفت عمليةٌ رابعةٌ مطار أبها، فيما استحوذ صاروخ “نكال” البالستي الجديد على المشهد في نجران بضربتين استباقيتين متتابعتين على الجيش السعودي.
حزمةُ صفعات عسكرية من العيار الثقيل لم يشهدها العدوّ السعودي بمثل هذه الكثافة من قبلُ، وقالت القوات المسلحة بأنها تأتي لـ”توسيع دائرة الاستهداف”، وهو ما يمثل إعلاناً رسمياً عن دخول مستوى أعلى من التصعيد الهجومي الذي ينفّذُه اليمنُ منذ فترة على المنشآت والمطارات السعودية ضمن معادلة “العين بالعين” -بحسب تعليق جديد لرئيس الوفد الوطني محمد عَبدالسلام- إلى جانب ضم أهداف جديدة.
“صمّاد3” في الرياض لأول مرة
العميد يحيى سريع، ناطق القوات المسلحة، أعلن، أمس أن عدداً من طائرات “صمّاد3” المسيّرة طويلة المدى، نفّذت “هجوماً واسعاً على هدف عسكري هام في عاصمة النظام السعودي الرياض”، وأكّــد أن “الإصابة كانت مباشرةً”.. عمليةٌ تعتبر الأولى لهذا الجيل من الطائرات داخل العمق السعودي، والأولى التي تتضمن عدة طائرات من هذا النوع في وقت واحد.
وقد أثبتت طائرات “صمّاد3” المسيّرة فاعليةً كبيرة، من قبل، حيث تمكّنت من قصف مطارَي أبو ظبي ودبي داخل الإمارات، وفي مايو الفائت، نشرت قناة المسيرة الفضائية مشاهدَ مصوّرةً وثّقت وصول إحدى هذه الطائرات إلى هدفها المحدّد داخل مطار أبو ظبي، الأمر الذي شكّل دليلاً قاطعاً على تميز هذا الجيل من الطائرات بدقة عالية في الإصابة.
النظامُ السعودي سارع إلى إعلان إنكار عملية “صمّاد3” بالكامل، وادّعى أنها لم تحدث، وهو إعلانٌ يوضح -بحسب مراقبين- أن الهدف الذي تم ضربه شديد الأهميّة، كما يعكس إحراج النظام السعودي بعد أن أمضى الـ24 ساعة السابقة للعملية في تكرير ادّعاءات “اعتراض” الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة التي تم إطلاقها على السعودية في ست عمليات نوعية متوالية وواسعة.
8 عمليات بالستية وجوية خلال أقلَّ من 48 ساعة
ناطقُ القوات المسلحة أوضح أن عمليةَ “صمّاد3” تأتي في “إطار توسيع دائرة الاستهداف”، وهو ما يأتي بمثابة إعلان رسمي عن تصعيد جديد يتضمّنُ في جانب منه رفع مستوى الهجمات المتواصلة على منشآت ومطارات النظام السعودي منذ فترة، وبالتالي يربط استهداف الرياض بالعمليات السابقة واللاحقة لها، منذ صباح يوم، أمس الأول، والتي تضمنت أكبر هجوم للصواريخ البالستية المتوسطة على العمق السعودي منذ بدء العدوان، استهدف مرابض الطائرات الحربية والمروحية في مطار جيزان وأهداف أخرى، إلى جانب ثلاث عمليات لطائرات “قاصف 2k” ضربت كلا من برج الرقابة ومبنى الاتصالات ومرابض الطائرات في قاعدة الملك خالد بخميس مشيط، وعملية رابعة ضربت برج رقابة مطار أبها، وعمليتين لصاروخ “نكال” على الجيش السعودي في نجران.
وتعتبر هذه أَيْــضاً المرة الأولى الذي تتلقى فيها قاعدة الملك خالد ثلاث هجمات واسعة في يوم واحد، وقد أوضح العميد يحيى سريع عقب العملية الثالثة، أن تكرار استهداف هذه القاعدة يهدف “لإخراجها عن الخدمة أَو إصابتها بالشلل التام” مبيناً أنها “من أهمّ القواعد التي يستخدمها النظام السعودي في عملياته العدائية ضد الشعب اليمني”.
تصريحاتُ ناطق القوات المسلحة التي تضمنت إعلاناً عن رفع مستوى التصعيد ضد المنشآت السعودية، أشارت أَيْــضاً إلى طبيعة وملامح المستوى الجديد بالنسبة لمعادلة “المطارات”، فالحديثُ عن إخراج قاعدة الملك خالد عن الخدمة تماماً، ينسحبُ أَيْــضاً على مطارات نجران وجيزان التي ظلت طوالَ الفترة الماضية تتعرضُ للضربات بالتوازي مع تلك القاعدة، وهو ما يعني الانتقالَ من تعطيل حركة تلك المطارات بشكل متكرّر والإسهام في تدهورها بشكل تدريجي، إلى إصابتها بالشلل التام والمستمر.
وردت الإشارة إلى هذا أَيْــضاً في تصريح لرئيس الوفد الوطني وناطق أنصار الله، محمد عَبدالسلام، عقبَ العملية الكبرى للصواريخ البالستية، أمس الأول، حيث أوضح أن “القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر يعملان على معادلة العين بالعين”، مؤكّــداً أن “إعادة تفعيل مطارات وموانئ اليمن رهنٌ بتعطيل المنشآت المماثلة لدى العدو”.. رسالةٌ مباشرة أكّــدت تدشينَ المستوى الجديد من التصعيد ضد المنشآت والمطارات السعودية والمضي نحو إغلاقها.
وبالعودة إلى العملية الهجومية لطائرات “صمّاد3” على الرياض، فإنها تترجم بشكلٍ أشملَ الإعلانَ عن “توسيع مساحة الردع”، إذ يتضح أن تكثيفَ الضربات المتواصلة على المطارات والمنشآت السعودية، ليس إلا جزءاً من التصعيد الجديد، وأن هذا التصعيد يتضمن أَيْــضاً الاتّجاهَ نحو أهدافٍ ومناطقَ جديدةٍ، ظل العدوُّ السعودي يظن أنها بعيدة طوال الفترة الماضية، على الرغم من أن تدشين مرحلة “توازن الردع” بضربات حقل الشيبة النفطي وَإطلاق صاروخ “بركان3” على هدف عسكري في الدمّام، كانت علامات تحذير واضحة بأن الوضع يتجهُ نحو الاتّساع الجغرافي للمساحة المستهدفة داخل العمق السعودي.
“نكال” البالستي يحبطُ خططَ الجيش السعودي في نجران للمرة الثانية:
التصعيدُ الجديدُ ضد مملكة العدوان تضمن مواكبةً نوعيةً لتحَـرّكات الجيش السعودي في جبهات ما وراء الحدود، وبالذات في جبهة نجران، التي شهدت خلال أقلَّ من 48 ساعة، ضربتين “استباقيتين” نفّذتهما القوة الصاروخية، مستخدمةً البالستي “نكال” الذي لم يسجل حتى الآن سوى ثلاث ضربات منذ الكشف عنه.
الضربة الأخيرة جاءت، أمس، وأعلن ناطق القوات المسلحة أنها استهدفت تجمعاً كَبيراً لجيش العدوّ السعودي والمرتزِقة قبالة السديس، وهي المنطقة ذاتها التي شهدت الضربةَ السابقة، أمس الأول.
وأوضحت تصريحاتُ العميد يحيى سريع أن الضربتين استبقتا مخططاً معادياً كان يجري الإعدادُ له هناك، حيث كان العدوّ السعودي يجمع قواتِه في تلك المنطقة ويحضّرها لشن زحوفات كبيرة على مواقع الجيش واللجان في الحدود.
ويبدو أن إصرارَ العدوّ السعودي على تكرارِ حشد قواته هناك لتنفيذ الزحوفات يأتي كمحاولةٍ منه للتخفيفِ من ثقل التصعيد الصاروخي والجوي الذي يتزايدُ على منشآته ومواقعه العسكرية في مناطق العمق، إلا أن التقدمَ الاستخباراتي والعسكري للجيش واللجان بات على مستوىً عالٍ من كشف خطط العدوّ وإحباطها قبل تنفيذها.
كُلُّ هذه الضربات على أكثرَ من جهة، وبأكثرَ من سلاح، بشكل متزامِن ومكثّف، وباستراتيجيات غير مسبوقة، تثبت أن تطوُّرَ قدرات الجيش واللجان الشعبيّة يفوقُ كُــلّ توقعات وحسابات العدوان، وأن غرفةَ العمليات اليمنية باتت تمتلكُ إمكانيات محترفةً في التنسيق والمواكبة والدقة، كما تثبت ذلك أن “المخزون الاستراتيجي” من أسلحة اليمن المتنوعة وصل إلى حجم ضخم يكفي لتنفيذِ عمليات يومية كبيرة ودقيقة، وبالطبع أَيْــضاً، يثبت كُــلُّ هذا أن القدرات العسكرية للعدوان وبالذات فيما يخُصُّ “المنظومات الدفاعية” قد ولّى زمانها بلا رجعة.