السعودية تلجأ لملاعب أمريكا في محاولة لتحسين سمعتها
|| صحافة عربية ودولية ||
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالاً للكاتب كريم زيدان، يسلط الضوء على حملة لـ”اللوبي” السعودي في أمريكا، عبر الرياضة، لتلميع صورة المملكة والتغطية على سجلّها السيئ في مجال حقوق الإنسان.
وأشار زيدان إلى معلومات -نقلاً عن سجلات “اللوبي” السعودي في الولايات المتحدة لعام 2018، والتي نُشرت الشهر الماضي- كشفت النقاب عن الجهود الحثيثة للتواصل مع مفوضي أكبر فرق كرة القدم في أمريكا، وعقد الاجتماعات والصفقات مع اتحاد كرة السلة الأمريكي، وفرق البيسبول الكبيرة وغيرها من الاتحادات الرياضية المشهورة.
وأبرز الكاتب أن تلك المساعي تطرح أسئلة عديدة حول الأسباب الكامنة وراء اهتمام المملكة المفاجئ بالرياضة في أمريكا، والتي لم تكن ضمن أولوياتها قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأوضح زيدان أن ذلك الاهتمام المفاجئ بالرياضة يعد “ضرباً من استخدام القوة الناعمة، لصرف النظر عن الانتهاكات التي ترتكبها المملكة في مجال حقوق الإنسان، والتي جلبت عليها كثيراً من النقد، وأضرَّت سمعتها في الغرب”.
وأضاف أن الحاجة لإعادة بناء صورة أخرى للمملكة أصبحت أكثر إلحاحاً بعد جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الفظيعة (داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، مطلع أكتوبر الماضي)، والتي صرح النائب العام السعودي بأنها كانت قتلاً متعمداً، واعترفت السعودية بمسؤولية موظفين رسميين سعوديين عنها، وخلصت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى أن ولي العهد السعودي هو من أمر بها، إلى جانب الحرب في اليمن والتي أودت بحياة آلاف المدنيين، وشردت مئات الآلاف؛ وبسببها يواجه 14 مليون يمني شبح المجاعة.
ويرى الكاتب أن استراتيجية الاهتمام بالرياضة تأتي في إطار حرص محمد بن سلمان على تكريس صورة لسعودية أكثر حداثة وانفتاحاً، في ظل الانتقادات التي تواجهها المملكة بسبب التضييق على الحريات والقوانين المجحفة بحق المرأة.
ويختم بأن الوثائق المنشورة ضمن سجلات “اللوبي” السعودي في الولايات المتحدة لعام 2018، تعد أحدث مثال على “التبييض الرياضي”؛ وهو مصطلح استخدمته منظمة العفو الدولية، العام الماضي، لوصف الأنظمة الاستبدادية التي تستخدم الرياضة لتجميل صورتها بالمجتمع الدولي، والتغطية على سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان.