عملية أفيفيم .. والخيارات الاسرائيلية الصعبة
|| صحافة عربية ودولية || المنار
نفذت المقاومة الاسلامية وعد سيدها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي أطلقه بعيد الاعتداء الصهيوني على سوريا وارتقاء الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر ومن ثم الاعتداء بطائرتين مسيرتين في حي معوض بالضاحية الجنوبية، رد المقاومة كان متوقعا نظرا لصدق كلام السيد نصر الله أيا كانت الظروف والصعوبات، والتزام المجاهدين بتنفيذ “الوعد الصادق”.
السيد نصر اللهالمقاومة ردت على طريقتها وبالشكل والتفاصيل التي قررتها، وكسرت كل التوقعات والخطوط الحمراء التي طالما رسمها العدو الاسرائيلي حيث ردت نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة وليس في مزارع شبعا المحتلة كما جرى سابقا، والسيد نصر الله قال بعد الرد: الجديد هو أننا انتقلنا من الرد في أرض لبنانية محتلة إلى أرض فلسطين المحتلة، وأكد ان المقاومة عملت في وضح النهار وردت كذلك في وضح النهار عند الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر يوم صيفي مشمس، رغم كل الصعوبات والمخاطر واجراءات وتوقعات العدو لتوصل للعدو انها ترد وتنفذ وعدها من دون خوف او تردد كما يفعل هو عند تنفيذ اعتداءاته حيث يعتمد أساليب الغدر والخداع.
كما ان المقاومة في ردها، اكدت انه لا يعيقها في تنفيذ وعد سيدها اي ضغوط سياسية ودبلوماسية ولا أي اجراءات عسكرية وامنية مشددة ولا يمنعها عن الوصول الى هدفها الهروب الاسرائيلي من الثكنات والخطوط الامنية كما أظهرت التقارير الاعلامية التي بثتها القنوات من داخل فلسطين المحتلة ومن ثكنة افيفيم بالتحديد.
عملية افيفيموجاءت كلمة السيد نصر الله بعد العملية مساء الاثنين 2-9-2019 خلال المجلس العاشورائي المركزي في الضاحية الجنوبية بأهمية كبيرة موازية للعملية حيث قال إن “المقاومة ثبتت المعادلة، وليس هناك خطوط حمراء”، معلنا أنه “إذا اعتدى الصهاينة فإن كل حدودهم وجنودهم على الحدود وفي العمق وفي عمق العمق ستكون في دائرة التهديد والاستهداف والرد قطعا”.
هذا الموقف الحازم من السيد نصر الله المستند على قدرات المقاومة اكد ان هذه المقاومة ثبتت معادلات الردع والتوازن والاشتباك قائمة بدون أي تغيير رغم ما اراده العدو من كسرها، بل انها تقدمت وسجلت خطوة الى الامام في هذا المجال، فهي قد حسنت الردع حيث بات الرد في داخل فلسطين المحتلة، وبات على الاسرائيلي أن يتوقع الرد الحتمي على أي عدوان او مغامرة مجنونة ضد لبنان من اي نقطة على الحدود مع فلسطين، وبهذا الاطار تحدث نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش حيث قال في أحد المجالس العاشورائية “اليوم بعد العملية النوعية للمقاومة في افيفيم لم يعد من السهل على اسرائيل العدوان على لبنان، لانها باتت تعرف أن المقاومة لن تسكت على أي عدوان، وسترد في العمق الاسرائيلي بعدما أعلن سماحة الامين العام عن سقوط كل الخطوط الحمر أمام المقاومة”.
افيميمكما جاء امتناع العدو عن اي تصعيد بعد العملية النوعية ليؤكد نجاح المقاومة ويثبت ان العدو بات جراء طبيعة هذا الرد مضافا اليه كلام السيد نصر الله بعد العملية، بات العدو متوجسا من خيارات تصعيدية او اعتداء جديد، وبالتالي اذا فكر في إعادة الكرّة ستقابله المقاومة على قاعدة “وإن عدتم عدنا” فالرد سيقابله رد والضربة سيقابلها ضربة، والمقاومة قد وجهت للعدو الرسائل الدقيقة في عمليتها الاخيرة ويفترض ان المعنيين ومن يهمهم الامر في كيان العدو قد تلقفوا مضامين هذه الرسائل المتعددة الابعاد، وبالتالي عليهم وقف تهور بعض الرؤوس الحامية في الكيان الغاصب وكبح جماح أي تهور صهيوني، لان أي عدوان إن حصل سيعني حتما الرد وإيلام العدو بالشكل والاسلوب والمضمون الذي تقرره قيادة المقاومة، ما يظهر حجم الخيارات الصعبة التي تواجه الصهاينة في المستقبل.
يبقى ان هناك ساحة جديدة على العدو الاسرائيلي انتظار رد المقاومة فيها انطلاقا من عدوانه المستمر على السيادة اللبنانية جوا، فقد قال السيد نصر الله في كلمته له خلال الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء في المجلس المركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت “من اليوم هناك ساحة عمل جديدة وكنا نتجنبها خلال السنوات الماضية وهي موضوع حركة المسيّرات الاسرائيلية في السماء اللبناني”، واكد “من حقنا ومن حق اللبنانيين ان يدافعوا عن أرضهم وسندافع وسنواجه المسيرات الاسرائيلية في سماء لبنان وهذا ثبتناه وأعلناه وبوضوح ، وإجرائياً أًصبح بيد الميدان”.
بالختام لا بد من الاشارة الى أهمية الوحدة الوطنية اللبنانية التي تجلت بعد العدوان الاسرائيلي الاخير خاصة عبر مواقف الرؤساء الثلاثة، هذه الوحدة الوطنية تحصنت اكثر فأكثر عبر التمسك بعناصر القوة التي يتميز بها ويمتلكها لبنان والمتمثلة بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، فالشعب اللبناني بكل قواه الحية التف حول المقاومة والجيش وأكد ضرورة حماية السيادة الوطنية واهمية الرد على العدوان الاسرائيلي الفاضح.
ذوالفقار ضاهر