11 سبتمبر وعقود من المؤامرات.. ما الذي سيحصل ؟
|| مقالات || عدنان قفلة
يعمل اليهود وتحت إشراف الصهيونية العالمية , وتحت مظلة أمريكا كراعية وإسرائيل ككيان على تنفيذ مخططاتهم البعيدة المدى , والتي يصل عمرها إلى مئات السنين .
والتي تهدف في النهاية إلى السيطرة والهيمنة على العالم كغاية كبرى وبالذات العالم العربي , من خلال خطط متوسطة وقصيرة المدى , لا يستشعر الإنسان خطورتها إلا إذا تأمل أبعادها , وكان مستبصراً مدققاً في الأحداث , تماماً ينظر إليها كما ينظر الدكتور في المختبر ليرى جزئيات من عينة الفحص .
حيث يدرك الجميع أن لليهود غاية وهي أن تكون دولتهم المزعومة من النيل إلى الفرات , ما يعني السيطرة أو محو أو احتلال العراق وسوريا ومصر الأردن بالإضافة إلى لبنان وفلسطين , وهذا لن يتأتى إلا من خلال إبعاد باقي الدول العربية عن الصراع بالحد الأدنى , إن لم تكن متحالفة مع إسرائيل كما نرى حال الإمارات والبحرين في العلن والسعودية وغيرها في السرّ .
إن من يتأمل في واقع الأمة العربية كيف كانت ؟ وكيف أصبحت ؟ يدرك حجم التغيّر الديموغرافي والجغرافي الكبير الذي حصل في كثير من البلدان العربية .
مع نظرة عامة للأحداث وما أدت إليه من متغيرات جيوسياسية يلاحظ من خلالها التالي :
- أن أمريكا وإسرائيل في سبيل تحقيق أهدافهم يقومون بأعمال تغير مسار الأحداث وترسم واقعاً على الأرض على طول كل عشر سنوات , بحيث أنه على رأس كل عشر سنوات تقوم أمريكا وإسرائيل بأعمال من شأنها أن تفرض واقعاً جديداً في المنطقة يؤثر لمدة عشر سنوات إن لم يكون لمائة عام فعلى سبيل المثال ولن أعود إلى الوراء كثيراً :
– شهدت السبعينات قيام كيانات وحروب أهلية شهدتها الكثير من البلدان العربية جعلت من الشعوب العربية شعوباً مفككة يحكمها عملاء , مع إبعادها عن الخطر الحقيقي المتمثل في الكيان الصهيوني بدءً من الحرب التي نشبت بين الفلسطينيين والأردن من العام 1970م , وتأسست الإمارات والبحرين وقطر في العام 1971 بتخطيط أمريكي بريطاني إضافة إلى مشاهدة العقد السعبيني من حرب أهلية لبنانية وحروب داخل اليمن بدعم من أداة أمريكا في المنطقة وهي السعودية .
– ثم ما شهدته ثمانينيات القرن العشرين من الدفع بالنظام البعثي العراقي بشن الحرب على الجمهورية الإسلامية على مدى ثمان سنوات من الحرب التي أدت لمقتل وجرح مئات الآلاف وما سببته تلك الحرب من تبعات على مستوى البلدين والمنطقة .
– ثم ما شهده العام 1990 من احتلال للكويت من قبل العراق بعد أخذ الضوء الأخضر من أمريكا الأمر الذي أدى إلى إنشاء تحالف , لاحتلال الخليج بحجة استعادة الدولة في الكويت وما ترتب على ذلك من حركة نزوح وتغير في أنظمة وقوانين البلدان الخليجية بما يخدم السياسات الأمريكية .
– ثم شهد العام 1998 بداية العمليات الإرهابية التي نفذتها أجهزة المخابرات الأمريكية لتتصاعد حتى أحداث 11 سبتمبر 2001 ليجد العالم نفسه أمام مسار جديد من الأحداث تصنعه أمريكا وفي كل عقد يغير وجه العالم وبما يخدم الأجندة الأمريكية في العالم بأسره وتحتل بهذه الذريعة أفغانستان وتعمل لها معسكرات في باكستان وتضيف قواعد جديدة في الخليج .
– وحتى العام 2010 وما تم فيه من تمهيد لإسقاط بعض الزعماء واستبدالهم بآخرين توجت مع بداية العام 2011م ليكون مساراً جديداً في الوطن العربي مليئاً بالصراعات والحروب والظلم والإجرام يمارس ضد شعوب المنطقة على يد أدوات أمريكا نفسها , ولتكون هذه الخطوة كسابقاتها تمهد لعشر سنوات من الإجرام والظلم والتغيير الذي تحاول أن تستثمره أمريكا .
والآن .. ماذا تخطط له أمريكا ؟
ومع نهاية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ,,, وبالتزامن مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر ,,, ومع تزايد التهديدات الأمريكية على محور المقاومة .
ما الذي تنوي أمريكا وإسرائيل فعله ؟؟
خصوصاً والانتخابات الإسرائيلية على الأبواب , وقد أعلن نتنياهو أن أول خطوة له بعد فوزه هي ضم غور الأردن وشمال البحر الميت إلى كيانه الغاصب.
والانتخابات الأمريكية في العام المقبل , ونحن مقبلون على عقد جديد ؟
خصوصاً ومحور المقاومة يكاد أن يكون هو العقبة الوحيدة في وجه المشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة .
لا أريد التهويل ,, بل أريد الاستعداد .
فالنصر للمستعدين من المؤمنين والعاقبة للمتقين والخزي للمتخاذلين والعملاء.