البقيق تحت النار.. طافت عليها 10 مسيرات وهم نائمون
|| صحافة محلية || صحيفة لا
نفذ سلاح الجو المسيّر التابع للجيش واللجان الشعبية، فجر أمس السبت، هجوماً واسعاً على منشأتي تكرير تابعتين لشركة أرامكو السعودية في المنطقة الشرقية.
حيث استهدف سلاح الجو المسيّر مصفاتين في كل من حقل بقيق وحقل خريص النفطيين شرقي السعودية، بـ10 طائرات مسيرة، في عملية سمتها وزارة الدفاع في حكومة الإنقاذ «توازن الردع الثانية».
وأصدرت القوات المسلحة اليمنية بياناً قرأه الناطق باسمها العميد يحيى سريع، قالت فيه إن سلاح الجو التابع لها نفذ عملية هجومية واسعة بـ10 طائرات مسيرة استهدفت مصفاتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو في المنطقة الشرقية، وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة.
واعتبرت القوات المسلحة هذه العملية إحدى أكبر العمليات التي نفذتها في العمق السعودي، مشيرة إلى أنها أتت بعد عملية استخباراتية دقيقة ورصد مسبق وتعاون من الشرفاء والأحرار داخل المملكة.
وأكدت أن عمليتها هذه تأتي في إطار الحق المشروع والطبيعي في الرد على جرائم تحالف العدوان الأمريكي السعودي وحصاره المستمر على البلد منذ 5 سنوات.
وتوعد بيان القوات المسلحة العدو السعودي بأن بنك أهدافها يتسع يوماً بعد يوم، ولا حل أمامه إلا وقف العدوان ورفع الحصار، كما أطلقت على هذه العملية اسم «توازن الردع الثانية».
وكالات ووسائل إعلام دولية أكدت تعطل إمدادات النفط السعودي بعد الهجوم على مصفاتي أرامكو في محافظة بقيق وهجرة خريص السعودية الواقعة على الحدود مع البحرين.
ونقلت وكالة «رويترز» عن 3 مصادر وصفتها بالمطلعة قولهم إن إنتاج وصادرات المملكة السعودية من النفط تضررت بعد تعرض معملين تابعين لشركة أرامكو لهجوم بطائرات مسيرة، فجر أمس السبت.
محللون عسكريون ومراقبون أكدوا أن عملية سلاح الجو المسير للجيش واللجان على حقل بقيق أصابت مصدر الأكسجين السياسي والعسكري لنظام العدو السعودي وأمريكا والكيان الصهيوني.
ولم يستطع نظام العدو السعودي هذه المرة إنكار العملية بسبب الحريق الهائل الذي اندلع في منشأتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكوا بعد استهدافهما بـ10 طائرات مسيرة، أمام مرأى ومسمع سكان محافظة بقيق ومنطقة خريص المجاورة لها.
واستيقظ السكان في بقيق وخريص وقت أذان الفجر، على وقع انفجارات وحرائق هائلة، ونشروا مقاطع فيديو وثقت لحظة إصابة الطائرات المتبقية لأهدافها المتمثلة في معامل معالجة الزيت الخام وخزانات الوقود في حقل بقيق وحقل خريص.
وقد حاول محمد بن سلمان تغطية العملية عبر أبواقه في مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن تلك المحاولة جلبت له ولأبواقه سخرية السعوديين.
مدير عام مجموعة قنوات «MBC» في السعودية محمد التونسي، تلقى سخرية واسعة من السعوديين بعد أن حاول إيصال رسالة بأن مدينة بقيق آمنة ولا شيء فيها، عبر تغريدة له في «تويتر» حذفها بعد نشرها بدقائق.
ونشر التونسي، وهو أحد المقربين من ابن سلمان، صورة أرشيفية لمدينة بقيق، وغرد عليها بالقول: «صباح الخير بقيق.. آمنون»، أعقبها بصورة أخرى لضابط شرطة يقف بجوار طفلة ترتدي الزي المدرسي علق عليها بالقول: «صــباح دراسي في بقيق».
وما هي إلا لحظات حتى هاجمه ناشطون من أبناء المنطقة التي كان هدف طائرات الجيش واللجان فيها، وسخروا منه، وتساءلوا عن مصدر الصورة، رغم أن السبت إجازة رسمية في جميع مدارس المملكة، مما اضطره إلى حذف تغريدته.
وتصدر وسما «#بقيق،#أرامكو»، قائمة الوسوم الأكثر تداولاً في السعودية، أمس السبت، عقب عملية الهجوم التي نفذها سلاح الجو واستهدفت منشأتي بقيق وخريص، وتناقل الناشطون، مقاطع فيديو وصوراً للعملية، حالت دون إنكار نظام العدو السعودي لها، بل أقر بها مدعياً سيطرته على الحريق.
«ناسا» تنشر صوراً
ونشرت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» صوراً التقطتها أقمارها الاصطناعية، تظهر سحب دخان الحريق الهائل الذي اندلع في بقيق وخريص، وغطت مساحة جغرافية واسعة في محيط المنطقتين وصلت إلى عشرات الكيلومترات.
ويقع حقل بقيق النفطي في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وتم اكتشافه عام 1940، من قبل شركة أرامكو السعودية، وبدأ إنتاج النفط في العام ذاته.
أهمية حقل بقيق
ويحظى الحقل بأهمية كبيرة، كونه من أكبر حقول النفط داخل السعودية، بالإضافة إلى أنه يربطها بـمملكة البحرين عبر خط من أنابيب النفط الخام أنشئ عام 1945، ثم تم تجديده ليصل طوله إلى 110 كم، فيما يربط الجزء البحري من الخط والواقع تحت الماء بين معامل بقيق ومصفاة باكو البحرينية، ويبلغ طوله 42 كم.
ويحتوي حقل بقيق على أكبر معمل لتركيز الزيت في العالم، إلى جانبه معمل لمعالجة الغاز الطبيعي، ومعامل توليد الطاقة الكهربائية، وإنتاج البخار وتحلية المياه، ومعامل ضخ الزيت وتنقية وضغط الهواء.
وبحسب المعلومات، يزيد إنتاج الحقل عن 7 ملايين برميل من الزيت الخام وقرابة 210 ملايين قدم مكعبة من الغاز يومياً، كما ينتج 200 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي.
وتتكفل معامل بقيق المستهدفة بمعالجة 70٪ من إنتاج أرامكو، والذي يمثل 6٪ من إجمالي الاستهلاك اليومي العالمي للطاقة النفطية، كما يقدر إجمالي احتياطيات النفط المؤكدة فيه بحوالي 22.5 مليار برميل.
وتستقبل المعامل التي تم استهدافها من قبل سلاح الجو المسير للجيش واللجان الشعبية، 3 فئات من الزيت الخام؛ الأولى العربي الخفيف جداً ومصدره حقلا بقيق والشيبة، والثانية العربي الخفيف من حقلي الغوار والحرملية، والثالثة من مكثفات الغاز القادمة من معامل منطقة الأعمال الواقعة إلى الجنوب من مركز شركة أرامكو.
بدورها، تضم منطقة هجرة خريص (حقل خريص) الذي يعتبر أكبر مشروع بترول في العالم، حيث يقدر إنتاجه بـ1.2 مليون برميل يومياً من الزيت العربي الخفيف، كما أنه يضم أكبر معمل لإنتاج الزيت الخفيف في العالم.
وتقع خريص بين مدينة الهفوف والعاصمة الرياض، وتعد تابعة إدارياً للمنطقة الشرقية محافظة الأحساء تحديداً، وفيها بعض حقول النفط المهمة.
أزمة قلبية للنظام السعودي
إلـــــى ذلك، أكدت وكالة الأنباء الاقتصادية «بلومبيرج» انخفاض إنتاج النفط في السعودية، أمس السبت، الى النصف بعد استهداف مصفاة حقل بقيق، مشيرة إلى أن هذا سيهز أسواق الطاقة العالمية.
ونقلـت «بلومبيـرج» عن المراقب الاقتصــــــادي في منظمة أوبك روجر ديوان، قوله إن حقل بقيق قلب النظام السعودي، وقد تعرض للتو لأزمة قلبية، نحن فقط لا نعرف شدتها.
كما تضمن التقرير الذي نشرته الوكالة مداخلة لبوب ماكنالي رئيس مجموعة رابيد إنيرجي في واشنطن، قال فيها: «بالنسبة لسوق النفط خصوصا والاقتصاد العالمي عموماً، فإن بقيق هو أثمن قطعة في كوكب الأرض».
وبحسب تقرير الوكالة، يحتوي بقيق على معمل لتكرير النفط، يتعامل مع حوالي ثلثي إنتاج السعودية، بما يعني قدرته على معالجة للنفط الخام تزيد عن 7 ملايين برميل يومياً.
وأشـارت «بلومبيرج» إلى أن حقل خريص وفيه المصفاة الثانية التي استهدفها سلاح الجو المسير للجيش واللجان الشعبية، يعد ثاني أكبر حقل نفط فــــــــي المملكة العربية السعودية، وتبلغ طاقته الإنتاجية 1.45 مليون برميل يومياً.
وليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها أبطال الجيش واللجان الشعبي حقول نفط العدو السعودي، فقد استهدف سلاح الجو المسير في 17 أغسطس الماضي، حقل الشيبة النفطي في المنطقة الشرقية بـ10 طائرات مسيرة أصابت أهدافها بدقة، وأنكر حينها العدو العملية، ثم أقر بها في وقت لاحق.
وكان سلاح الجو المسير للجيش واللجان دشن عملياته الهجومية على منشآت شركة أرامكو النفطية في 14 مايو من العام الجاري، بعملية هجومية نفذتها 7 طائرات مسيرة واستهدفت حقول النفط في محافظتي الدوادمي وعفيف، وعرفت حينها بعملية الـ9 من رمضان.
وكان سيد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، توعد نظام العدو السعودي بمزيد من عمليات الـ9 من رمضان، والتي استهدفت في مايو من هذا العام حقول نفط ومنشآت تتبع أرامكو في محافظتي الدوادمي وعفيف.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في الـ5 من أغسطس الماضي، بمناسبة الفعالية المركزية الختامية للمراكز الصيفية، وخاطب في السعودية بقوله: «على السعودي أن يأخذ العبرة من عملية الـ9 من رمضان، ويدرك أن مصلحته ومصلحة المنطقة هي في السلام والكف عن العدوان».
وأضاف السيد القائد عبدالملك في كلمته: «نحذر النظام السعودي من تأثيرات الضربات الموجعة عليه وعلى من يقف وراءه من قوى دولية على رأسها أمريكا»، مؤكداً أن الاستمرار في العدوان والحصار على الوطن سيقابله الجيش واللجان بمختلف وحداتهم وقواتهم بمزيد من التصعيد.