أيها السعوديون إنَّ ما توعَدون لواقعٍ
موقع أنصار الله || مقالات || عرفات الحاشدي
عملياتُ توازن الردع المتصاعدة تؤكّـدُ أن القواتِ المسلحةَ اليمنية هي من تتحكمُ راهناً بأمن المملكة السعودية من جنوبها إلى شمالها ومن غربها إلى شرقها.
فبعدَ شهر من عملية توازن الردع الأولى التي نفّــذها سلاحُ الجَــوّ المسيَّر باستهدافه لمصفاة وحقل الشيبة النفطي، انتقل أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة إلى تنفيذ عملية توازن الردع الثانية، مستهدفين بعشرِ طائرات مسيّرة معملين نفطيين لشركة أرامكو السعودية في منطقة بقيق وخريص شرقي المملكة، وبفضل الله حقّقت العمليةُ نجاحاً باهراً في إصابة الهدف بدقة، كما كان الحالُ في عملية استهداف مصفاة وحقل الشيبة.
هذه النجاحاتُ المتوالية للعمليات النوعية أثبتت فشلَ النظام السعودي وحليفِه الأمريكي في حماية أمن وسلامة مملكة الرمال.
فبالرغم من أن الولايات المتحدة قد قبضت مئاتِ الملياراتِ من الدولارات من الرياض مقابلَ الحماية المزعومة، ورغم حديث ترامب مرارًا وتكراراً عن الحماية التي يوفِّــرُها لعروش أمراء الخليج عمومًا وآل سعود خصوصًا، لكن لا نتيجةَ باعتراض عمليات الردع اليمنية، وشاهدنا مؤخّراً كيف تحدّث رئيسُ هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، حولَ حماية شركاء بلاده في المنطقة، بما يتناقض مع تصريحات ترامب، وبما يتعارَضُ مع ما أكّـده في اجتماع الندوة الفكرية، التابعة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية في 6 أيلول/ سبتمبر الجاري، على أنه: (ليست لدينا قوةُ ردع لاعتراضِ هجمات على شركائنا في المنطقة، يمكنك أن ترى السعوديةَ والإماراتِ تعرضتا مؤخّراً لاعتداءات).
كُلُّ هذا يؤكّـدُ أنّ أمنَ السعودية لم يعد أبدًا بيدها ولا حتى بيد واشنطن، وأن عليها أن تستمعَ جيَدًا لكلمة السيد عَبدالملك بدرالدين الحوثي التي ألقاها عقبَ تنفيذِ عملية توازن الردع الأولى والمعادلة التي طرحها بالقول (كان ممكناً للسعودية أن تحظَى بالأمن والاستقرار مقابل أن يحصلَ شعبُنا اليمني على الأمن والاستقرار).
وبالتالي نقولُ للسعوديين: أيها المغفلون، إن ما توعدون لواقعٍ وبعدَ كلامِ سيد القول والفعل عليكم أن تعملوا سريعاً على إيقاف العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني، وَلا تركنوا إلى المغالطات الأمريكية ومواقفِ البيت الأبيض المتذبذبة.. وإلا فلتترقّبوا عملياتِ توازن الردع اليمنية المتصاعِدة والتي بكل تأكيد سيكونُ اللاحقُ منها أشدَّ وطأةً وأعظمَ تنكيلاً من سابقاتها..
وقد رأيتم ورأى العالم معكم أن وَقْــعَ عملية استهداف مصافي بقيق وَخريص أقوى إيلاماً من عملية استهداف مصفاة وحقل الشيبة النفطية.