تظاهرات في مناطق لبنانية عدة احتجاجاً على سوء الاوضاع المعيشية
|| أخبار عربية ودولية ||
قطع عدد من الشبان الغاضبين الطرق في بيروت وعدد من المحافظات اللبنانية احتجاجاً على سياسة الحكومة الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، وذلك بعد ارتفاع محدود في سعر الدولار الأميركي وتلويح أصحاب محطات الوقود بالاضراب.
وتأتي التظاهرات كذلك بعد إنذار التجار للحكومة اللبنانية “بضرورة لجم ارتفاع سعر الدولار الأميركي، وإلا سيضظرون إلى رفع الأسعار بما يتناسب مع ارتفاع الدولار”.
بيد أن مصرف لبنان المركزي وعد بإعادة الاستقرار إلى قطاعات المحروقات والأدوية والطحين يوم الثلاثاء المقبل من خلال تعميم سيصدره، ويٌرجح أن يجدد فيه تثبيت سعر الدولار الرسمي، والعودة إلى ما قبل فترة الفوضى التي شهدتها الأسواق اللبنانية.
وسيبقي المصرف المركزي التعامل مع الشركات بالليرة اللبنانية على أساس سعر الصرف الرسمي، ما يسمح لأصحاب محطات الوقود ومستوردي النفط بالدفع بالليرة اللبنانية، وفق السعر الرسمي، وبالتالي الحفاظ على الاستقرار في أسعار المواد الأساسية، وفي مقدمها المحروقات والدواء والقمح.
تظاهرة وقطع طرق في بيروت والمناطق
هذا ونفّذ عدد من ناشطي الحراك المدني تظاهرة في وسط بيروت قبل ظهر الأحد، ثم انتقل المحتجون إلى قبالة السراي الحكومية في ساحة رياض الصلح التي شهدت مواجهات محدودة بين المتظاهرين والقوى الأمنية، عندما حاول عدد من الشبان الغاضبين اجتياز الحواجز الأمنية في محاولة للوصول إلى السراي الحكومية.
المتظاهرون في وسط بيروت رفعوا اللافتات المنددة بسياسة الحكومة ولا سيما بالسياسة المالية، ووجهوا الانتقادات إلى رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة وإلى حاكم مصرف لبنان.
ودعا المتظاهرون اللبنانيين الذين ما زالوا في منازلهم إلى الانضمام إليهم وعدم الاكتفاء بالاحتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي.
مشهد التدافع بين المتظاهرين والقوى الامنية تكرر مرات عدة في وسط بيروت، إلى أن تفرّق المحتجون وأضرموا النيران في مستوعبات النفايات، وأشعلوا الإطارات المطاطية، وقطعوا الطرق في قلب العاصمة وسط إجراءات أمنية مشددة نفذّتها فرق مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني.
وقبل ظهر اليوم، انتقلت مجموعات من المعتصمين من ساحة رياض الصلح إلى جسر الرينغ قرب السراي الحكومية، ونجحت في قطع الطرق بعد منعها مراراً من إشعال النار بالإطارات.
كما نجحت مجموعة أخرى من المعتصمين في قطع الطرق على مداخل وسط العاصمة ما تسبب بزحمة سير خانقة على جميع الطرق المؤدية إلى مداخل بيروت.
وفي البقاع شرق البلاد، اعتصم العشرات أمام سرايا الهرمل الحكومية احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية، رافعين شعارات تندد بالفساد والأهمال، وقطع السير لبعض الوقت، وسط إجراءات لقوى الأمن الداخلي التي عملت على تحويل السيارات إلى شوارع فرعية.
ونفذ أهالي بلدات بقاعية عدة ولاسيما في مدينة بعلبك اعتصاماً على الطريق الدولية “احتجاجاً على سياسة الهدر والفساد من دون أي محاسبة، ورفع المحتجون شعارات طالبت بمحاسبة الفاسدين”.
وخلال الاعتصام رفعت لافتات مناهضة لسياسة الدولة الاقتصادية، كما ألقى عدد من المشاركين كلمات طالبت باسترجاع المال العام، ومحاسبة السارقين، ووقف الهدر العام وتأمين فرص عمل للشباب.
وفي مدينة صيدا جنوب لبنان، نفذت مجموعة من الحراك المدني اعتصاماً في ساحة الشهداء، وسط إجراءات أمنية اتخذها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي .
وفي شمال البلاد، نفذت وقفات احتجاجية كان أبرزها في مدينة طرابلس، حيث عمد المعتصمون في ساحة النور إلى إحراق صور بعض المسؤولين اللبنانيين، مرددين الهتافات المنددة بالسياسات الاقتصادية.