نصر من الله وفتح عظيم
|| مقالات || عبد الحافظ معجب
منذ عملية استهداف نفط أرامكو في «بقيق» و«هجرة خريص» لم تتوقف السعودية عن حشد الرأي العام باتجاه إيران، في محاولة منها لإلقاء اللوم والاتهام على إيران، خوفاً من أن يقول العالم إن اليمن الذي أنهكته الحرب وأوجعه الحصار هزم المملكة المتحالفة مع واشنطن ولندن وعواصم عربية وغربية أخرى.
استطاعت الرياض فعلاً أن تقنع جزءاً من الرأي العام العالمي أن من قام بضرب النفط هي طهران، وساعدت في ذلك ماكينة إعلامية عربية وغربية كبيرة جداً اشتغلت على عدة محاور، منها من اعتبر أن منظومة طائرات «الدرون» المستخدمة حديثة ومتطورة جداً وكيف لليمنيين أن يمتلكوها؟! ونسوا أن اليمن بلد الإبداع والابتكار والاختراع وبلد العقول المنتجة، وآخرون اشتغلوا على زوايا الاستهداف من الشمال أو الجنوب، وهذه تعطي تأويلات كثيرة ومتعددة… في الخلاصة نوع العملية في «بقيق» و»خريص» يحتمل الحديث في هذه الفرضيات التي يقصد بها التخفيف من وطأة القدرات المتطورة لليمن ورمي الانتصار «للعمامة الإيرانية» كهدية من المملكة.
السؤال المهم وبعد الكشف عن تفاصيل عملية «نصر من الله» في محور نجران كيف يمكن للسعودية أن تقول إن من قتل جنودها وأسر الآلاف منهم ليست القوات المسلحة اليمنية وإنما إيران؟!
لأن حبل الكذب قصير فالجزء المغرر به والمخدوع من الرأي العام الذي صدق رواية «إيران الفاعل» بمجرد أن يشاهد المؤتمر الصحفي الخاص بمشاهد العملية والأسرى والغنائم التي اغتنمها أبطال قواتنا المسلحة سيقتنع بأن النصر يمانٍ وليس إيرانياً.
نستخلص مما سبق أن عملية «نصر من الله» جاءت لتثبت جهوزية القوات المسلحة اليمنية على كافة المستويات البرية والبحرية والجوية، وتقول للعالم إن الجيش اليمني القادر على تنفيذ عملية أرامكو قادر على تحقيق إنجازات نوعية جديدة أخرى لا تقل أهمية عن ضرب النفط ومنشآته، وأظهرت هذه العملية مدى هشاشة النظام السعودي، وفشله في حماية جنوده ومرتزقته الذين يقاتلون وراء طيشه وجنونه، وكشفت أيضاً عن استخفاف واستهتار المملكة وحكامها وقياداتها بضباطهم وجنودهم ومرتزقتهم الذين وقعوا في الأسر ولم تحرك ساكناً للمطالبة بهم أو إجراء صفقة تبادل لإطلاقهم واستعادتهم، وهذا سيكون له تداعيات سلبية وانهيارات كبيرة لجبهات المخدوعين والمغرر بهم.
ليست مبالغة إن قلنا إن عمليات التاسع من رمضان و14 أيلول وعملية «نصر من الله» تحول عسكري كبير في المعركة مع تحالف العدوان على اليمن، وهي مؤشرات كافية لأن تقرر دول العدوان وقف عدوانها وحصارها، لأن ما بعد هذه العمليات لن يكون أقل من مستوى التصعيد الذي حملته هذه العمليات.