فايننشال تايمز : هجمات أرامكو تثير مخاوف المستثمرين
قال تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن الهجمات على المنشآت النفط السعودية وارتفاع أسعار النفط يثيران المخاوف من ظاهرة “البجعة السوداء”، وسط قلق المستثمرين من حدوث هجمات مستقبلية ضد المنشآت النفطية.
ويشير مصطلح البجعة السوداء إلى أحداث غير منتظرة أو متوقعة يصعب التنبؤ بوقوعها.
وأضافت الكاتبة سيوبهان رايدينغ في تقريرها أن انحرافات وتحولات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وقرار مغادرة بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)؛ شغلا بال مديري الأصول في السنوات الأخيرة، حيث شعروا بالقلق من التأثير المحتمل على محافظهم الاستثمارية.
لكن المستثمرين- كما تؤكد الكاتبة- تعرضوا هذا الشهر لتهديد غير متوقع جاء في شكل أسعار نفط متقلبة إثر هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على منشآت نفط في السعودية، مما أدى إلى توقف قرابة نصف إنتاج النفط السعودي.
ارتفاع مفاجئ
ويشير التقرير إلى ارتفاع سعر خام برنت بنسبة 20% إثر الهجمات، وهو أكبر ارتفاع منذ غزو الكويت عام 1990.
ورغم انخفاض الأسعار في وقت لاحق بعد أن أعلنت السعودية -التي تزود أكثر من عُشر النفط الخام العالمي- أنها استعادت نصف الإنتاج المفقود، وستستعيد الإنتاج بالكامل بحلول نهاية الشهر الجاري؛ فلا يزال المستثمرون قلقين بسبب المخاطر المتزايدة التي تشير إليها الهجمات.
وتوضح الكاتبة أن المستثمرين يشعرون بالقلق إزاء أي ضربات أخرى ضد منشآت النفط السعودية أو الانتقام من جانب الولايات المتحدة ضد إيران، التي تتهمها واشنطن بالوقوف وراء الهجمات.
ويضيف التقرير أن مثل هذا التصعيد من شأنه أن يزيد من تعطيل إمدادات النفط ويسبب ارتفاع الأسعار، مما يزيد خطر حدوث ركود عالمي.
تطورات وعواقب
وتنسب الصحيفة إلى كريستينا هوبر كبير إستراتيجيي السوق العالمية في إنفيسكو -وهي شركة أميركية مستقلة لإدارة الاستثمارات ومقرها أتلانتا بجورجيا- قوله إن الهجمات تعد تذكيرا للمستثمرين بخطر ما تسمى أحداث البجعة السوداء (تطورات غير متوقعة ذات عواقب وخيمة).
أما كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “دي دبليو إس” الألمانية ستيفان كروز كامب فيقول إن هذه الهجمات تنذر بحدث ما هو غير متوقع، وإن المستثمرين عانوا في الماضي من صدمات نفطية، خاصة في 2008، لكن هذه الصدمة قد تكون أكثر إثارة للقلق بسبب السهولة التي تعرضت لها المنشآت النفطية السعودية للضرر.
ويضيف أن الأمر يبدو أنه لا يتطلب سوى بضع طائرات مسيرة لإلحاق ضرر جسيم بأجزاء حيوية من العمود الفقري للطاقة العالمية.
ويتابع أنه رغم التطمينات الأخيرة بشأن إمدادات النفط السعودية، فإن المستثمرين يتوقعون أن يتطلب النفط “علاوة مخاطرة” من الآن فصاعدا، وذلك نتيجة الوضع المتوتر.